اثارت قضية تعاطي وسائل الاعلام وبخاصة القنوات الفضائية للاحداث
الارهابية في السعودية جدلا واسعا في الاوساط السياسية والاعلامية عن
طبيعة العلاقة بين الاعلام والارهاب.
وفي هذا الاطار يرى مدير تحرير صحيفة (الجزيرة) السعودية جاسر عبد
العزيز الجاسر ان وسائل الاعلام المحلية والاقليمية تعاملت مع الاحداث
الارهابية التي تعرضت لها السعودية تعاملا ايجابيا باستثناء قناة
فضائية بذاتها عرف عنها الانحراف والشذوذ عن باقي وسائل الاعلام
الخليجية.
واضاف الجاسر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان وسائل الاعلام
العالمية فقد تعاملت كل وسيلة مع الاحداث وفق وجهة نظرتها والجهة التي
تعمل لخدمتها اذ ان بعضها يرفض الارهاب فيما يستغل البعض الاخر الاحداث
الارهابية للاساءة الى السعودية.
واعتبر الجاسر الهجوم الارهابي الذي تعرضت لها القنصلية الامريكية
بمدينة جدة الاسبوع الماضي بانه ياتي في سياق الضجيج الاعلامي الذي لا
ينفصل عن اهداف الارهابيين باحداث بلبلة ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار
الذي تنعم به الدول.
واتهم بعض وسائل الاعلام بانها تسهم الى حد ما في تحقيق الاهداف
الدعائية للارهابيين الذين انشاوا مواقع خاصة بهم تحت مسميات مختلفة
للترويج لاهدافهم ونشر تعليماتهم واوامر تنفيذ العمليات الاجرامية من
خلال شفرات خاصة.
وراى الكاتب والمحلل السياسي السعودي ان الفضائيات العربية تعاملت
مع الاحداث الارهابية تعاملا اعلاميا اتسم بالشفافية لكن انسياق بعضها
وراء التفرد والسبق التلفزيوني ومجاراتها لقناة الارهاب اياها اوقعها
في اخطاء ساعدت في تعزيز الاعمال الارهابية التي وقعت في مناطق اخرى
غير السعودية كالعراق وافغانستان.
من جهتها اعتبرت الاعلامية السعودية لبنى طحلاوى اشارة بعض وسائل
الاعلام لمواقع على شبكة الانترنت في سياق تعاطيها للاحداث الارهابية
بانه ينطوي على عمل دعائي خطير لتلك المواقع وللقائمين عليها قد تدفع
الكثيرين لزيارتها وبالتالي تتحقق اهداف الارهابيين بالترويج لثقافة
العنف والارهاب.
واكدت طحلاوي الحاجة الملحة لايجاد استراتيجية اعلامية واضحة ومحددة
يلتزم بها الاعلاميون للتعامل مع الاحداث الارهابية وتجنبهم الوقوع في
اخطاء الدعاية لمرتكبيها والترويج للمزيد من العنف والارهاب.
وحذرت الاعلاميين من مغبة الاسهام بطريقة غير مباشرة في تاجيج العنف
والارهاب بالتسرع في نشر الاحداث الارهابية قبل التحقق منها او اساءة
التقدير والفهم لبعض التصريحات التي قد تنعكس سلبا على الجهود المبذولة
لمحاربة هذه الظاهرة.
ودعت وسائل الاعلام العربية وخاصة السعودية الى التعامل بحرص شديد
مع احداث العنف والارهاب وعدم ابرازها باكبر من حجمها والتركيز على
جوانبها السلبية المضرة بالمجتمعات وانعكاساتها على سمعة الاسلام
والمسلمين.
ومن جهته قال المحرر في الشؤون الامنية بصحيفة (الجزيرة) سعود
الشيباني ان الصحفي يكون همه الاول تحقيق السبق في نشر المعلومة دون
النظر الى ابعادها او انعكاساتها على الاوضاع مستشهدا في هذا الصدد
بوقوعه وزملاء اخرين في خطا التسرع بنشر اخبار امنية اضرت بسير
التحقيقات التي تجريها الاجهزة الامنية مع مجموعة من الارهابيين.
ودعا الى تنظيم دورات لتاهيل كوادر متخصصة في الشؤون الامنية بوسائل
الاعلام المحلية وخاصة الصحف حتى يمكن التعامل مع اخبار الاحداث
الارهابية بطريقة احترافية ومهنية تحول دون تحقيق اهداف الارهابيين
الدعائية ولتجنب اثارة البلبلة وزعزعة الامن والاستقرار.
واعتبر الخطوة التي اتخذتها السلطات السعودية اخيرا بتعيين متحدث
امني بوزارة الداخلية بانها ساعدت في الحصول على المعلومة الامنية من
مصادرها الرسمية وقللت من الاخطاء التي يقع فيها بعض الصحفيين نتيجة
التسرع وعدم الدقة.
وعزا الشيباني استعجال بعض القنوات الفضائية العربية ببث اخبار
الاحداث الارهابية التي تقع في المنطقة وخاصة في السعودية الى المنافسة
لتحقيق اهداف تجارية دون مراعاة الى انها قد تخدم الارهابيين دعائيا
واعلاميا. |