دعا ممثلون حكوميون وخبراء شاركوا في مؤتمر دولي في السويد الى وضع
قوانين فعالة وتغيير التوجهات لمكافحة العنف ضد النساء و"جرائم الشرف".
وناقش المؤتمر الذي انهى اعماله الاربعاء قتل الاف النساء على ايدي
اباءهن او اشقاءهن كل عام فيما يعرف ب"جرائم الشرف" والتي تتم للانتقام
لشرف الاسرة اذا اشتبه بان النساء جلبن العار لعائلاتهن بالتصرف بطريقة
مشينة.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية ليلى فريفالدس ان تلك الجرائم تنتشر
في اسيا والشرق الاوسط الا انها كذلك "ظاهرة عالمية" ليست قصرا على
ثقافة او دين معين.
واضافت انه "عندما يصطدم عرف من الاعراف بالحداثة والتمدن فان تلك
المعتقدات والتقاليد تعود وتصبح اقوى في المجتمع". وقالت انه "بهذا فان
جعل المجتمع اكثر حداثة في مجال معين يمكن ان يؤدي الى اثار سلبية على
احترام حقوق المرأة في مجال اخر".
ويصعب الحصول على ارقام محددة حول انتشار جرائم الشرف لانها عادة ما
تحدث داخل منزل الاسرة او انه لا يتم الابلاغ عنها.
وقالت الوزيرة "نحتاج الى العمل على عدة جبهات" وحثت على وضع قوانين
فعالة والسماح للنساء باللجوء الى القضاء دون خوف وتغيير المعايير
والاتجاهات والمفاهيم داخل المجتمع.
وجاء في بيان ختامي للمؤتمر الذي استمر يومين وشارك فيه 200 شخص ان
"العنف في المجتمع الابوي يشكل تهديدا على حرية وحياة الاشخاص والعدل
بين الجنسين والتنمية. ويجب مواجهته بكل اشكاله".
ودعا البيان الذي حمل عنوان "دعوة الى التحرك" الى معالجة اسباب
العنف في المجتمعات الابوية بمكافحة مفهوم ان الرجال اعلى منزلة من
النساء واضاف ان يجب عدم استخدام العادات والتقاليد لتبرير العنف.
واشار البيان كذلك الى ان تعليم المرأة ومنحها القوة ونشر الوعي بين
الرجال هو خطوة حاسمة في القضاء على جرائم الشرف كما اكد العديد من
المشاركين خلال المؤتمر.
وقالت غولدال اكسيت وزيرة الدولة لشؤون المرأة في تركيا لوكالة
فرانس برس "اذا توفر للنساء مكان في عالم الاعمال والوظائف فستكون لهن
مكانة اقوى في الاسرة".
ودعا المشاركون في المؤتمر كذلك الى اتخاذ اجراءات "في مجال القضاء
والتوظيف والتعليم والتوعية الصحة الجنسية".
وقال البيان ان الدول عليها واجب نشر حقوق الانسان وحمايتها بما في
ذلك "حق الحياة والحرية وامن الاشخاص ومنح الاولوية لذلك بتوفير
الموارد الكافية".
كما دعا البيان الى تعزيز التعاون الدولي لمعالجة العنف في
المجتمعات الابوية من خلال مؤسسات مثل الامم المتحدة والانتربول
والاتحاد الاوروبي والاسيان. |