بدأت يوم الاربعاء اعمال مؤتمر المجتمع المدني الموازي "لمنتدى
المستقبل" الذي ترعاه الولايات المتحدة ودول الثمانية في اطار خطة
مشروع اصلاح الشرق الاوسط الكبير المثيرة للجدل في العالم العربي.
وفيما عبر عدد من الفاعلين الحقوقيين والسياسيين في المغرب عن
تحفظهم على هذا المؤتمر الذي اعتبروه مجرد دعم لمنتدى المستقبل الذي
تاسست خلية من الحقوقيين والمثقفين والسياسيين المغاربة مناهضة له قال
بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان التي تنظم هذا
المؤتمر لرويترز "نحن كمنظمات مجتمع مدني نجتمع ونتحاور مع كل الاليات
الدولية ذات صلة بعملنا.. لان هذه الاليات تتيح الحوار مع حكومات
العالم العربي."
وبخصوص مقاطعة عدد من الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني
المغربي لهذا المؤتمر الذي يتواصل ليومين قال حسن "لم نوجه الدعوة الى
منظمة وتلقينا رفضا منها."
واضاف "بالعكس لدي قائمة طويلة من الاشخاص ومن المنظمات الذين لاموا
المنظمين على عدم دعوتهم الى هذا المؤتمر لكنها مسالة امكانيات مادية
وبشرية فقط."
وقال مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان انه من المنتظر ان
يرفع هذا المؤتمر توصيات الى "منتدى المستقبل" فيما يتعلق بالاصلاح في
العالم العربي.
"ولكن بالتاكيد ستكون هناك توصيات تتعلق بكيف سيدار المنتدى من اجل
المستقبل... فنحن لا نعطي شيكا على بياض لاحد لا الامم المتحدة
والياتها ولا الاورو متوسطية ولا الاليات الافريقية ولا الجامعة
العربية."
وينظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان هذا المؤتمر بالتعاون مع
المنظمة المغربية لحقوق الانسان والفيدرالية الدولية لحقوق الانسان
والشبكة الاورو متوسطية لحقوق الانسان.
ووجهت الجمعية المغربية لحقوق الانسان عضو الفدرالية الدولية لحقوق
الانسان والشبكة الاورو متوسطية لحقوق الانسان رسالة احتجاج للمنظمتين
لعقدهما هذا المؤتمرالموازي.
وقال عبدالاله بن عبدالسلام عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان
المستقلة لرويترز "نحتج لاننا نرفض منتدى المستقبل الذي هو مبادرة من
دولة تنتهك حقوق الانسان في عدة مناطق في العالم في العراق وافغانستان
وفلسطين وفي جوانتنامو.."
واضاف "فبالتالي كيف لهذا المؤتمر المواز ان يرفع توصيات الى دولة
لا تريد لنا خيرا وهي من زرعت انظمة مستبدة متعفنة في المنطقة..انها
مجرد مناورة لتطبيع الاحتلال على مستوى العالم العربي."
ومن جهة اخرى وصفت يومية (التجديد) الناطقة بلسان حزب العدالة
والتتنمية الاسلامي المعتدل المعارض في مقال يوم الاربعاء مؤتمر
المجتمع المدني بانه "مجرد محطة من محطات التعامل مع المشروع الامريكي
الاوربي."
واضاف المقال "الا ان الدلالة العميقة لما يجري هو ان اشكالية
مناهضة منتدى المستقبل ليست مجرد اشكالية سياسية مرتبطة بالعلاقات مع
الحكومات والدول..بل تطال فئات من النخبة والمجتمع ذلك ان الحكومات
والدول قد تكون لها اكراهاتها وظروفها التي يجعل الانسان يتفهم هذا
الموقف او ذاك اما في الحالة الثانية فيصعب وجود تفسير لتلك المواقف."
وقال عز الدين سعيد الاصبحي رئيس مركز المعلومات وحقوق الانسان في
اليمن عن مؤتمر المجتمع المدني "هو تاكيد لشراكة المجتمع المدني في صنع
القرار على مستوى المنطقة وعلى مستوى الاقطار العربية بشكل عام."
واضاف"اعتقد ان الرفض المسبق يجعلنا خارج اطار اللعبة ويجعلنا خارج
اطار صنع الحدث..هذا تصرف في اعتقادي يحتاج الى مراجعة جادة."
من جهتها دعت منظمة (مراسلون بلا حدود) الفرنسية دول منطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا المشاركة في منتدى المستقبل الذي يبدأ أعماله في
العاصمة المغربية الرباط أن تكون حرية الصحافة والاعلام من أهم
الأولويات الاصلاحية.
وطالبت المنظمة في بيان لها بأن لا يكون موضوع حرية الصحافة غائبا
عن جدول أعمال المنتدى الذي يأتي ضمن مبادرة (الشرق الوسط الكبير)
التي ترعاهاالولايات المتحدة الأمريكية و مجموعة الدول الصناعية
الثماني (جي 8).
وقالت ان هناك جهودا كبيرة يجب أن تبذل لجعل حرية الصحافة
والاعلام تزدهر في هذه الدول.
ويناقش المنتدى الذي سيحضره وزراء خارجية ومالية 28 دولة ويستمر
يومين مبادرات اقتصادية و مالية تمهد الطريق الى اصلاحات سياسية جذرية
في دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. |