قال باحث مصري ان الفولكلور الخاص بالموت في مصر القديمة خلق مساحة
مشتركة امنة بين الانسان وظواهر الطبيعة الغامضة.
وقال فارس خضر ان "طقوس الموت لدى الجماعة الشعبية المصرية تكرس
لاعتبار الموت ميلادا رمزيا جديدا للميت في عالمه الاخر وتعمل العقلية
الشعبية على اعادة انتاج التعاليم الدينية بما يتوافق مع المعتقدات
والطقوس الشعبية الموروثة."
وأضاف في كتابه (ميراث الاسى.. تصورات الموت في الوعي الشعبي) أن
الممارسات الجنائزية القولية والسلوكية محاولة للتغلب على الشعور
بالعجز أمام الموت مرجحا أن تكون للمراثي الشعبية المصرية "وظيفة ثابتة
لعلها تكون خلق مساحة مشتركة امنة بين الانسان والواقع المادي المعيش
بظواهره الغامضة وبما تثيره هذه الظاهرة من مخاوف."
وقال في الكتاب الذي أصدرته هيئة قصور الثقافة بمصر في 340 صفحة انه
حين تتهدد الخصوصية الثقافية تنشط اليات الدفاع عنها مشيرا الى كثرة
المواقع الفلسطينية الخاصة بالمأثور الشعبي على الانترنت "يطلقها أفراد
وباحثون حتى من مخيمات اللاجئين."
وللشاعر المصري فارس خضر ثلاثة دواوين شعرية هي (كوميديا) و(الذي مر
من هنا) و(أصابع محفورة على الرمل). والكتاب الجديد جزء من دراسة نال
عنها درجة الماجستير العام الماضي من أكاديمية الفنون بالقاهرة.
وفي مقدمة الكتاب وصف الروائي خيري شلبي الفولكلور الخاص بالموت في
مصر بأنه ثروة لا تقل عن الاثار الفرعونية مشددا على أن هاجس الموت كان
باعثا على قيام الحضارة في مصر القديمة.
وأضاف شلبي الذي يرأس تحرير سلسلة (الدرسات الشعبية) التي صدر ضمنها
الكتاب أن هاجس الموت "هو الباعث الاعظم على قيام الحضارة الفرعونية
العريقة. وان الفولكلور (التراث الشعبي) الخاص بالموت يتطلب عقلا نيرا
ليفك رموزه وشفراته اللغوية كما فعل شامبليون بالنسبة لحجر رشيد."
واكتشف حجر رشيد في أحد قلاع المدينة المصرية المطلة على البحر
المتوسط عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801) وتمكن
جان فرانسوا شامبليون (1790 - 1832) من فك رموزه.
وشدد شلبي على أن "أهم عناصر الفولكلور المصري على الاطلاق هو ما
يختص بهاجس الموت. جميع ما يتعلق به من طقوس ومعتقدات وبكائيات" مشيرا
الى أنه فن خالص بعيدا عن التصنع والافتعال.
المصدر: رويترز |