قال مسؤول شيعي رفيع ان شيعة العراق بصدد اتمام قائمة موحدة
للمرشحين في خلال الانتخابات التي تجرى الشهر القادم من بينهم ممثلون
عن السنة والاكراد.
ومن المتوقع أن يحقق مرشحو الاغلبية الشيعية الذين يمثلون 60 في
المئة من السكان أعلى النتائج في الانتخابات التي من المتوقع ان ترسخ
النفوذ السياسي المتزايد الذي أصبحوا يتمتعون به منذ الاطاحة بالرئيس
العراقي السابق صدام حسين الذي كان يهمشهم.
وفي الوقت الذي يرغب فيه الشيعة في التأكيد على الاغلبية التي
يمثلونها فإن أغلب زعمائهم خاصة اية الله علي السيستاني المرجع الشيع
الاعلى في العراق يرغبون اظهار أن بامكانهم التقرب لفئات أخرى بما في
ذلك السنة.
وقال حسين الشهرستاني عضو لجنة من ستة أعضاء وضعت القائمة على مدى
الشهرين الماضيين ان من بين أكبر عشرة أسماء تضمها قائمة ترشيحات
الشيعة والتي ستعلن خلال أيام رئيسا أكبر حزبين للشيعة وهما حزب الدعوة
والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكذلك اثنين من الزعماء
العلمانيين.
وأضاف لرويترز "ستكون قائمة وطنية مع وجود ممثلين من مجموعة متنوعة
من الطوائف وليس فقط الشيعة."
ومضى يقول "نأمل أن يقبل غالبية العراقيين القائمة وليس فقط الشيعة."
ومن المتوقع ان تضم القائمة الى جانب ممثلي حزب الدعوة والمجلس
الاعلى للثورة الاسلامية شخصيات مقربة من الزعيم الشيعي الشاب مقتدى
الصدر الذي قاد هذا العام انتفاضتين ضد القوات الامريكية في العراق.
وتشارك أيضا في القائمة حركة تسمى المجلس السياسي الشيعي الذي يضم
38 حزبا وجماعة بما في ذلك المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الحليف
السابق للولايات المتحدة أحمد الجلبي لكنها تتنازع حول ترتيب القائمة.
ومن الاحزاب البارزة التي أثار اغفالها من القائمة الموحدة الانتباه
هو حزب الوفاق الوطني العراقي الذي يرأسه رئيس الوزراء المؤقت اياد
علاوي. ولم يطلق على القائمة الموحدة اسم بعد ومن غير المتوقع أن تشير
الى الشيعة في اسمها.
وستجرى الانتخابات العراقية المقررة في 30 يناير كانون الثاني وكأن
العراق دائرة انتخابية واحدة.
وسيمثل الاحزاب أو التحالفات قوائم لمرشحين في المجلس الذي سيضم 275
مقعدا. وسيشغل المقاعد المشرحون في القوائم تبعا لعدد الاصوات التي تم
الحصول عليها في كل أنحاء البلاد.
بعد ذلك يشرف المجلس المنتخب على صياغة دستور جديد للعراق وتنظيم
انتخابات ديمقراطية شاملة قبل نهاية عام 2005.
وقال الشهرستاني وهو عالم نووي سابق سجن تحت حكم صدام وكان مرشحا
ليصبح رئيس وزراء العراق ان عددا من عشائر السنة انضمت الى القائمة
وكذلك الاكراد وجماعات من الاقلية التركمانية التي تتحدث التركية.
ومضى يقول "هناك أيضا الكثير من المستقلين" ورفض مزاعم بأن
السيستاني حدد القائمة ولابد من الحصول على موافقته عليها لكنه قال انه
كان يجري استشارته بشكل منتظم.
وهدد المجلس السياسي الشيعي يوم الثلاثاء بسحب دعمه مما وصف بأنها
قائمة السيستاني قائلا انها متجهة بشدة نحو المتطرفين من الشيعة وايران.
لكن الشهرستاني قال ان موقفهم بولغ فيه. وأضاف "موقف المجلس لا يتم
التعبير عنه بشكل سليم. ما زالت المفاوضات تجرى للتوصل الى الشكل
النهائي للقائمة وهناك تعديلات جارية."
ومن المتوقع أن تضم القائمة ما بين 220 و250 اسما مما يتيح احتمال
فوز مرشحيها بما يصل الى 90 في المئة من الاصوات مع تخصيص نحو 30 اسما
لكل من حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. كما من
المتوقع تخصيص 27 اسما لأنصار الصدر.
وقال الشهرستاني الذي عاش في المنفى في انجلترا طوال عشر سنوات انه
طلب منه أن يضع اسمه في القائمة لكنه لم يقرر بعد ما اذا كان سيرشح
نفسه.
وفي هذا السياق قالت مطلعة صحيفة الوطن الكويتية ان مصادر عراقية
ذكرت لها«ان خلافات حادة نشبت داخل البيت الشيعي حول جوهر وشكل القائمة
التي اعدت لتكون لائحة موحدة للشيعة» وأوضحت «ان الخلافات نشبت حينما
اعلن المجلس السياسي الشيعي الذي يضم 38 حزبا تجميده ووقفه للمشاورات
التي كان يجريها مع اللجنة التي كان السيد السيستاني شكلها وكلفها
الاشراف على صياغة قائمة انتخابية شيعية موحده» وذلك «احتجاجا على منح
عناصر مرتبطة بإيران مواقع في القائمة» على حد ما ذكرته المصادر.
ويعترض المجلس السياسي الشيعي على ضم 10 مرشحين ينتمون الى المجلس
الاعلى للثورة الاسلامية الى القائمة لكونهم «متطرفين مقربين من ايران»
حسبما ذكر الناطق باسمه حسين الموسوي قائلا «هؤلاء يؤمنون بدور رجال
الدين في العمل السياسي» ولكنه لم يذكرهم بالتحديد مكتفيا بالاشارة الى
«اننا لا نريد ان يكون في اللائحة امتداد لايران داخل العراق» على حد
تعبيره.
وتتجه قيادة المجلس السياسي الشيعي الى رفع الخلاف الى السيستاني
للبت في تسويته، وقال الموسوي «ليس لدينا اي شك في ان السيد السيستاني
يريد مجلسا وطنيا يمثل كل العراقيين».
وكان مسؤول لجنة الانتخابات في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اسعد
ابوكلل الطائي اشار في تصريح نقلته جريدة (الصباح الجديد) في بغداد الى
«ان مرجعية السيستاني تدخلت في تشكيل لائحة المرشحين التي تضم شخصيات
شيعية بارزة» موضحا «انها ستكون باللون الاخضر حتى يتعرف اليها
الناخبون».
من جهة اخرى قال زعماء أكراد يوم الاربعاء ان جماعات كردية كثيرة
منها الحزبان الكرديان الرئيسيان اتفقت على تشكيل قائمة مرشحين موحدة
لخوض الانتخابات العامة في العراق المزمع اجراوءها في 30 من يناير
كانون الثاني.
واضافوا قولهم بعد مؤتمر بشأن الانتخابات ان القائمة ستتضمن ايضا
اعضاء عن الاقليات المسيحية والتركمانية في العراق.
ويتمتع الحزبان الكرديان الرئيسيان الحزب الديمقراطي الكردستاني
بزعامة مسعود البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال
الطالباني اللذان سينضمان الى القوى السياسية على قائمة المرشحين
بتأييد واسع بين الاكراد.
ولن تضم القائمة اي جماعات كردية اسلامية متشددة.
وقال البرزاني "القائمة ستضم جماعة اسلامية واحدة هي الاتحاد
الاسلامي العراقي لانها جماعة معتدلة." |