|
اعتبر الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة ستيفن لويس ان مرض
نقص المناعة المكتسب (الايدز) ادى الى "مجزرة" في افريقيا بسبب "لامبالاة"
الغرب و"عنصريته".
وقال الموفد الكندي في حديث لمجلة دي تسايت قبل بضعة ايام من اليوم
العالمي لمكافحة الايدز في الاول من كانون الاول/ديسمبر "ان البرنامج
المشترك للامم المتحدة +اتش آي في/ايدز+ انفق العام الماضي 4,3 مليارات
دولار لمكافحة فيروس اتش آي في والايدز" في حين "سينفق مئتي مليار
دولار حتى نهاية العام على الحرب واعادة الاعمار في العراق".
وتابع لويس "ننفق مبالغ زهيدة لابقاء الناس على قيد الحياة لكننا
ننفق مبالغ هائلة لصنع الحرب".
وندد الموفد الخاص للامين العام كوفي انان "ان افريقيا فقدت اهميتها
الجيو-استراتيجية بعد نهاية الحرب الباردة... لكن لا يزال هناك عنصرية
كامنة تجاه افريقيا والافارقة لا احد بالطبع مستعد للاعتراف بها".
واضاف لويس "لهذا السبب اتحدث عن مجزرة (ارتكبت) من خلال اللامبالاة.
فالدول الغنية لا تكترث كفاية بالدول الفقيرة".
كما اسف ايضا لعدم تمكن ضحايا الايدز الافارقة حتى الان من دفع ثمن
الادوية لعلاجهم من الايدز بالرغم من توافرها من الان فصاعدا بشكل
ادوية بديلة اقل كلفة.
وقال ايضا "علينا من الان فصاعدا ان نقدم ادوية مجانية" كما باتت "المسؤولية
الملقاة على عاتق المجموعات المنتجة للادوية اقل من مسؤولية حكوماتنا".
وقد اشار التقرير السنوي لعام 2004 الصادر عن البرنامج المشترك
للامم المتحدة "اتش آي في/ايدز" الى ان افريقيا التي تضم ثلثي ايجابيي
المصل ومرضى الايدز في العالم وثلاثة ارباع (76%) النساء اللواتي يحملن
الفيروس تدفع اغلى الاثمان في هذا المجال.
وفي العام 2004 اصيب 3,1 ملايين افريقي بالفيروس في حين توفي 2,3
مليون شخص جراء مرض الايدز.
وتسبب الايدز بتراجع معدل الحياة الى ما دون ال40 سنة في تسع دول
افريقية هي: بوتسوانا وليسوتو ومالاوي وموزمبيق وجمهورية افريقيا
الوسطى ورواندا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي.
من جهة اخرى تسبب لقاح تجريبي في خفض انتشار فيروس «اتش.آي.في»
بنسبة 80 في المائة على الأقل في أجسام المرضى في دراسة برازيلية شملت
18 مصابا ونشرت نتائجها في مجلة «نيتشر» الطبية البريطانية. وقالت
الدراسة ان كمية الفيروسات في أجساد المرضى جميعا تراجعت وبقيت عند
معدلات منخفضة لمدة عام بعد اعطائهم اللقاح ثلاث مرات خلال فترة ستة
أسابيع. وطبقا لمقال منشور على موقع المجلة تراجعت كمية الفيروسات لدى
ثمانية من المرضى بنسبة تجاوزت 90 في المائة. ولم يتلق المرضى أي
عقاقير مضادة للفيروسات قبل الدراسة أو أثناءها.
وأجرت الدراسة الجامعة الاتحادية بولاية برنامبوكو برعاية مؤسسات
طبية فرنسية.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة نصح باحثون بتوخي الحذر بشأن الامل
في التوصل الى علاج لفيروس «اتش.اي.في» المسبب لمرض الايدز. وقال
القائمون بالدراسة «ينبغي علينا التأكيد على أنه لن يتسنى التثبت بصورة
قاطعة من فعالية هذا اللقاح العلاجي حتى يجرب بصورة عشوائية مع توفير
آليات مقارنة ضابطة مناسبة». وكانت الامم المتحدة قد استشهدت ببرنامج
الحكومة البرازيلية للوقاية من مرض الايدز وعلاجه كنموذج يحتذى للعالم
النامي لأنه يوفر العقاقير المضادة للفيروسات مجانا للمصابين بفيروس «اتش.آي.في».
|
