بدأ سعوديون تسجيل اسمائهم يوم الثلاثاء للتصويت في أول انتخابات
بلدية تجري في انحاء البلاد وينظر اليها على انها خطوة نحو الديمقراطية
في المملكة المحافظة وان كان لن يسمح للنساء بالتصويت.
وتجري الجولة الاولى من الانتخابات في العاصمة الرياض في العاشر من
فبراير شباط. وستجري الانتخابات في مناطق اخرى في مارس اذار وابريل
نيسان.
وقال رجل الاعمال عبد الله راجان أول من سجل اسمه في مركز انتخابي
في منطقة العليا بوسط الرياض "هذه خطوة صغيرة اولى." واضاف "وبإذن الله
سيأتي يوم نصبح فيه مثل الدول الاخرى لكن الامر سيستغرق وقتا."
ويحظر على النساء التصويت أو خوض الانتخابات التي ستجري لاختيار نصف
اعضاء المجالس البلدية. وستعين الحكومة النصف الاخر ويقول منتقدون ان
المجالس ستكون هيئات بدون سلطات لا تتمتع باستقلال يذكر.
وقال راجان "آمل ان يسمح للنساء بالتصويت في المرة القادمة. بعض
الدول الاسلامية لديها بالفعل زعيمات من النساء. ويوجد في قطر والكويت
وزيرات ... فماذا بشأننا؟"
وهذه الانتخابات جزء من برنامج اصلاح حذر قدمه ولي العهد الامير عبد
الله الذي يواجه ضغوطا لإدخال اصلاحات سياسية من جانب مصلحين في الداخل
ومن الولايات المتحدة الحليف التقليدي للسعودية.
وتخوض المملكة معركة ضد موجة اعمال عنف من جانب تنظيم القاعدة منذ
18 شهرا ويقول دعاة الاصلاح ان المملكة تحتاج الى قنوات بديلة للمعارضة
السياسية غير التشدد.
لكن العديد من الناشطين البارزين الذين دعوا الى الملكية الدستورية
في السعودية اعتقلوا في مارس اذار. ومازال يوجد ثلاثة منهم في السجن.
وأقيم 140 مركز اقتراع في المدارس والمباني الحكومية في انحاء
الرياض لتسجيل الناخبين في عملية ستستمر لمدة شهر.
ونشرت الصحف والتلفزيون الحكومي اعلانات عن الانتخابات. وحثت ملصقات
في انحاء العاصمة الناخبين على "المشاركة في صنع القرار".
لكن سبعة اشخاص فقط سجلوا أسمائهم في اول 40 دقيقة من العملية التي
بدأت في مدرسة ابتدائية بالرياض.
ويأمل ناشطون ليبراليون في ان تؤدي انتخابات المجالس البلدية بسرعة
الى انتخابات أكثر أهمية لاختيار اعضاء مؤسسات مثل مجلس الشورى وهو
هيئة يتم اختيار اعضائها بالتعيين واكتسبت بعض النفوذ وسلطات تشريعية
محدودة.
وقال منصور شلهوب وهو موظف بوزارة الخارجية انه في السنوات الخمس
القادمة يجب ان تكون هناك انتخابات لمجلس الشورى. واضاف ان هذه هي
الخطوة الاولى نحو اختيار جميع الزعماء وصناع القرار.
لكن منتقدين يقولون ان الانتخابات ليست ذات علاقة وان المجالس لن
تكون لها سلطات حقيقية. وقال المحامي الاسلامي محسن عويج ان الانتخابات
تم نسيانها بالفعل وانه لا احد يهتم.
وستبدأ الانتخابات اعتبارا من العاشر من شباط/فبراير في منطقة
الرياض وتجرى على ثلاث مراحل آخرها في 21 نيسان/ابريل.
وسيتم فيها انتخاب نصف اعضاء 178 مجلسا بلديا في 13 من مناطق
المملكة بينما ستقوم الحكومة السعودية بتعيين الاعضاء الباقين.
وتوقعت الصحف المحلية التي تنشر نداءات للسعوديين للمشاركة في هذ
الانتخابات مشاركة كبيرة في اليوم الاول من عملية التسجيل.
وكان مدير السجون في منطقة الرياض اللواء علي القحطاني قال في
تصريحات نشرتها صحيفة "اراب نيوز" الاثنين ان السجناء سيتمكنون من
الادلاء باصواتهم.
في المقابل اكد الامير عبد العزيز بن محمد المقرن امين مدينة الرياض
للصحيفة ان النساء لا يملكن حق التصويت او الترشح لكن مشاركتهن "ستدرس
في الانتخابات المقبلة خلال اربع سنوات".
واستبعد الامير عبد العزيز وجود مراقبين اجانب في هذه الانتخابات.
واعلنت بلدية الرياض انها خصصت 140 مكتبا في مدارس وجامعات ونواد
رياضية لتسجيل الناخبين في عملية يفترض ان تستمر حتى 22 كانون الاول/ديسمبر.
اما الترشيحات فيفترض ان تقدم بين 26 و30 كانون الاول/ديسمبر.
والى جانب الرياض يشمل التقسيم الانتخابي للمملكة منطقتين اخريين :المنطقة
الشرقية والجنوبية الغربية حيث سيجري التصويت في الثالث من آذار/مارس
ثم منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة في 21 نيسان/ابريل.
وسيجري تسجيل الناخبين في المنطقة الثانية بين 14 كانون الاول/ديسمبر
و12 كانون الثاني/يناير بينما ستقدم الترشيحات بين 30 كانون الثاني/يناير
والثالث من شباط/فبراير.
اما في المنطقة الاخيرة فسيجري تسجيل الناخبين من 15 شباط/فبراير
الى 16 آذار/مارس والمرشحين من 20 الى 24 آذار/مارس.
وحددت مدة الحملة الانتخابية باحد عشر يوما قبل الاقتراع.
وكانت السعودية التي بدأت عملية انفتاح سياسي اعلنت في تشرين الاول/اكتوبر
2003 انها ستنشئ مجالس بلدية في البلاد يتم انتخاب نصف اعضائها.
المصدر: وكالات
|