قال ضباط في وقت متأخر من مساء الاحد أن القوات الأمريكية عثرت على
نحو 20 قبوا للتعذيب في مدينة الفلوجة العراقية تعتقد أن أشخاصا عُذبوا
فيها وربما يكون رهائن أجانب قد قُتلوا فيها.
ويوم الاثنين قال مراسل لشبكة سي.ان.ان الاخبارية الأمريكية كان
يرافق وحدة في وسط الفلوجة ان هذه القوات تعتقد انها عثرت على القفص
الذي ظهر فيه الرهينة البريطاني كينيث بيجلي في شريط فيديو يطالب فيه
بالحفاظ على حياته. وقُطعت رأسه الشهر الماضي.
وقال الميجر جيم وست وهو ضابط مخابرات للصحفيين في الفلوجة في وقت
متأخر من مساء الاحد "يبدو أننا عثرنا على بعض المنازل." وقدر ضباط
أمريكيون عدد مواقع التعذيب بما يقرب من عشرين.
وقال الضباط انه كان من بينها فيما يبدو المنازل التي قتل فيها
بيجلي مقاول البناء وزميلاه الأمريكيان جاك هنسلي ويوجين ارمسترونج بعد
أن اختطفوا في بغداد في منتصف سبتمبر أيلول. وأعلن أبو مصعب الزرقاوي
المتشدد الاردني المتحالف مع تنظيم القاعدة مسؤوليته عن القتل.
وقال مراسل السي.ان.ان في الفلوجة ان عراقيا قُبض عليه في المدينة
اصطحب القوات لمنزل عثروا بداخله على قفص يشبه الذي عرض بيجلي بداخله
في شريط الفيديو.
وقال وست وهو يعرض صور جدران وأرضيات ملطخة بالدماء "عمليات قتل
وتعذيب" جرت في "مواقع التعذيب" وأضاف "هؤلاء السفاحون اعتمدوا على
التخويف والترويع."
وتابع "الرهائن عُثر عليهم مُقيدين الى الجدران."
وقال اللفتنانت كولونيل دانيال ويلسون من مشاة البحرية الذين أغاروا
على المدينة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني "لديهم ثقافة مريضة
ومنحرفة من العنف في هذه المدينة."
وقال وست ان مشاة البحرية عثروا كذلك على منزل يعتقد انه يخص أنصار
الزرقاوي. غير أن معلومات المخابرات الامريكية تفيد أن الزرقاوي نفسه
لا يقيم فيه لكن كان يزوره احيانا.
وقال ضابط الاستخبارات القومندان الاميركي جيم ويست في تصريح صحافي
ادلى به بينما كان على مقربة من الفلوجة "يبدو اننا عثرنا على عدد من
اقبية التعذيب".
واوضح القومندان ويست ان المارينز عثروا على منزل كان يشغله مقربون
من الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي العدو الرئيسي للولايات المتحدة
في العراق. ولكن المخابرات الاميركية تعتبر مع ذلك ان الزرقاوي ليس في
الفلوجة.
واضاف ويست ان "عمليات قتل وتعذيب" جرت في "مواقع الرعب" العشرين
هذه التي اكتشفت. وعرض صورا ظهرت فيها ارض وجدران بعضها ملطخة بالدم.
وقال الضابط الاميركي ايضا "هؤلاء الاوغاد لجأوا الى التعذيب
والاذلال" موضحا ان الجنود عثروا "في بعض الحالات على رهائن موثوقين
بالسلاسل على الجدران".
ورأى صحافي من وكالة فرانس برس يرافق القوات الاميركية في الفلوجة
جثث 27 شخصا يبدو انهم تعرضوا للاعدام.
واوضح جيم ويست ايضا ان المتمردين استعملوا خمسين مسجدا لتخزين
اسلحتهم وكذلك اكشتفت تسع ورش لصنع القنابل في المدينة.
واوضحت قوات المارينز من جهة اخرى انها لا تنوي تقليص عدد قواتها في
الفلوجة بالرغم من ان قوة من 600 شخص من كتيبة المشاة الاولى ستغادر
خلال الايام المقبلة.
وقال دانييل ويلسون "لن نخفف قواتنا حتى يستقر الوضع الامني" مضيفا
ان عمليات التفتيش مستمرة في الفلوجة من بيت الى اخر.
ومن ناحيته اعلن الليفتيننت كولونيل مايكل بوك من قسم الشؤون
المدنية في قوات المارينز ان وفدا من ثمانية اشخاص مكلفا من السلطات
العراقية وصل الى الفلوجة للمساهمة في عمليات اعادة الاعمار في المدينة
التي تهدمت بعض الاقسام فيها.
وقال ان قرار اعادة السكان الذي فروا من الفلوجة يعود الى الحكومة
العراقية عندما يستتب الامن. واضاف "الحكومة العراقية الموقتة هي التي
ستتخذ هذا القرار".
وسوف يدرس الوفد ايضا مسألة التعويضات على المدنيين الذين تهدمت
منازلهم او تضررت بسبب المعارك.
من جهة اخرى اعلن الجيش الاميركي الاحد ان دورية تابعة لمشاة
البحرية (المارينز) قتلت في الفلوجة متمردا اطلق عليها النار بعد ان
تظاهر انه ميت.
وقال الجيش في بيان ان "عناصر من فرقة المارينز الاولى قتلوا متمردا
فتح النار على الجنود الذين كانوا يقومون بدورية بعد ان تظاهر انه ميت"
ولم يعط البيان ايضاحات اضافية.
وعلى بعد 60 كيلومترا فقط غربي الفلوجة ارتكب مسلحون مذبحة ضد
مجموعة من جنود الحرس الوطني العراقي اذ قتلوا تسعة وأصابوا 17 بعدما
اختطفوا قافلة وصفوا الرجال لاعدامهم. وفي اماكن اخرى بالرمادي اشتبك
مسلحون مجددا مع القوات الامريكية.
وبالقرب من اللطيفية جنوبي بغداد شاهد مراسل لرويترز مسلحين يقتلون
اثنين من عناصر الحرس الوطني العراقي ورجل شرطة عند أحد الحواجز على
الطريق.
وفي الموصل ثالثة كبرى مدن العراق تركت جثث ثلاثة رجال قتلهم مسلحون
ملقاة في الشارع يوم الاحد بعد يوم واحد من عثور القوات الامريكية على
جثث تسعة جنود عراقيين.
وبدت الجثث الاثنتا عشرة كلها وقد أطلق المسلحون النار على رؤوسها.
كما عثر على أربع جثث بلا رؤوس في المدينة الاسبوع الماضي.
والى جوار مجموعة الجثث الثلاث ترك الجناة ورقة تقول انهم أكراد.
وكانت القوات الامريكية قد جلبت مئات من أفراد الحرس الوطني الكردي
للمساعدة على الحفاظ على الامن في الموصل وهي خطوة أثارت سخط سكان
المدينة من العرب.
وقالت جماعة يقودها أبو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة انها قتلت
أفرادا من الحرس الوطني العراقي وهي قوة دفاع مدني شبه عسكرية تدعمها
الولايات المتحدة عند قاعدة بالقرب من الموصل.
كما قالت الجماعة انها ذبحت على رؤوس الاشهاد اثنين من أفراد الحرس
الوطني في وسط الموصل الاسبوع الماضي وقالت في بيان آخر على الانترنت
يوم الاحد انها قتلت 11 رجلا من أهالي الموصل كانوا في طريقهم للانخراط
في صفوف القوات كمجندين.
وتقول واشنطن ان الزرقاوي هو ألد أعدائها في العراق ورصدت 25 مليون
دولار لرأسه. ويقول الجيش الامريكي انه فر من الفلوجة قبل الهجوم
الشامل على المدينة وانه ربما يكون في الموصل حاليا.
وسقطت المدينة في براثن الفوضى هذا الشهر عندما سيطر المسلحون على
العديد من مناطقها ولاذ رجال الشرطة بالفرار. وتعين استدعاء بعض القوات
الامريكية الى المدينة مجددا من الفلوجة لاستعادة النظام.
المصدر: وكالات |