ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

العراقيون في مدينتي كربلاء المقدسة وبابل الفيحاء:

يدعون لمشاركة المرأة الواسعة في الانتخابات ويعتبرون خوضها همهم الأول ولا يقبلون بغير التمثيل العادل للغالبية العظمى من العراقيين

استطلاع: عباس المالكي

العملية السياسية في العراق تعيش مخاضات صعبة معقدة، ولعل أهم ما يعقد هذه المسألة هو الأعمال الإرهابية المجنونة التي تستهدف كل شئ في العراق، والتخوف من سيادة شعور بعدم الاكتراث في أوساط الشارع العراقي..

هناك من يقول أن العراقيين اعتادوا لسنوات طويلة على ثقافة التهميش والانزواء، فهم لا يشعرون أنهم معنيون حقيقة بالعملية السياسية في بلدهم طالما أن الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق كانت تفصل الواقع السياسي على هواها وبما يتلاءم وأيديولوجيتها دون الرجوع للشعب العراقي، ولكن لأن العراقيين يتكئون على إرث حضاري كبير فقد أفشلوا كل الرهانات السيئة، وأصبحوا على أنغام الانتخابات والديمقراطية أكثر حرصا على المشاركة في بناء العراق الجديد رغم المخاطر ورغم الدعوات النشاز التي تريد إجهاض الحلم العراقي..

في هذا الاستطلاع توقفنا عند مشاعر العراقيين في مدينتي كربلاء والحلة، فكانت الآراء التالية التي أجمعت على المشاركة في الانتخابات والدعوة للمشاركة فيها..

الحاج أبو بلال الكر بلائي عضو مجلس محافظة كربلاء: كل أعداء العراق من الخارج والداخل يراهنون على تأجيل الانتخابات وإفشالها من خلال زعزعة الأمن والقيام بالتفجيرات والأعمال الإرهابية في بعض المناطق واغتيال الشخصيات الوطنية لذلك نرى من الضروري إجراء الانتخابات في موعدها المحدد لتثبيت ركائز الثورة العراقية الجديدة.. وأضاف السيد أبو بلال الكر بلائي قائلا: مهما يدعي الآخرون حول عدم شرعية الحكومة الانتقالية ومن قبلها مجلس الحكم، فهذا كله لا يبرر عرقلة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، لأن الذي يشكك بأي جهة رسمية الآن وفي السابق عليه أن يصر على إجراء الانتخابات وإلا فما الذي يريده المشككون الرافضون للانتخابات، حسنا قالوا أن الحكومة غير منتخبة، قال الآخرون طيب لننتخب، فقالوا لا إن الوضع غير مهيأ للانتخابات فما هو المطلوب عمله إذن؟..

لم يعد هناك بديل عن الانتخابات إلا الانتخابات، على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة وعلينا جميعا أن نجعل حديثنا حول الانتخابات هو الهم الشخصي اليومي، فلا يجب أن نغفل للحظة عن هذا الهم..

وأضاف السيد أبو بلال الكر بلائي: خلال الفترة التي تلت إسقاط صدام وإلى الآن نرى أن هناك مجموعة عراقية ترفض كل ممارسة تأتي عن طريق الحكومة، فهم يرفضون الانتخابات ويرفضون التعيين، ويتحركون بالاتجاه المعاكس لحركة العراق الجديد، إذن هم لا يهدفون إلا إلى زعزعة العراق ونشر الفوضى.. هم يريدون خلق بؤر توتر لتمزيق العراق طالما أصبحوا خارج السلطة.. هم ببساطة يريدون السلطة مع أن عددهم لا يتجاوز 15 % من نفوس العراقيين..

وتطرق السيد الكربلائي إلى أثر فتاوى مراجع التقليد الكبار في سير الانتخابات فقال: حين نقرأ العراق انتخابيا نجد أن الكرد مستعدون تماما للانتخابات ولديهم ثقافة انتخابية في هذا الاتجاه من أجل نيل حقوقهم كما أن الشارع الشيعي، يهيئ نفسه للانتخابات وهناك حركة دؤوبة على مستوى المرجعية والشارع الشيعي، أما الجانب السني الذي يدعي المقاومة في بعض المناطق، فهو لم يجمع على هذا الخيار الذي بات لا يعبر عن الموقف السني العام بل هناك بالمقابل أحزاب سنية كبيرة تريد المشاركة في الانتخابات ..

هناك أعداد تثير بلبلة ولكنها لا يمكن أن تؤثر في أوسع من دائرتها التي باتت تضيق يوما بعد آخر..

ثم انتقلنا مع الحاج أبي بلال الكر بلائي إلى موضوع استعدادات مجلس المحافظة لإجراء الانتخابات فقال: مجلس المحافظة بدأ يتهيأ للانتخابات منذ أن بدأت الاستعدادات والإعلانات الرسمية لها وأهم مشكلة تواجه محافظة كربلاء هي كالآتي: أولا عدم إعادة سجلات الأحوال المدنية لمدينة كربلاء أقصد مركز المدينة.. هذا السجل حجز بيد أحد الأشخاص وهو ينتمي لأحد الأحزاب ولم يرجع هذه السجلات لحد الآن لذلك أطالب جميع المسؤولين في الدولة المعنيين التحرك لغرض إرجاع سجلات الأحوال المدنية إلى الدولة.. هذه السجلات يحتاجها الناس لاستخراج المستمسكات الضرورية للمشاركة بالانتخابات، وقد كتبنا لوزارة الداخلية ودعينا مرارا لإرجاعها ولكن بدون جدوى علما أن الفترة المتبقية لتسجيل الناخبين قليلة..

أما المشكلة الأخرى فهي مشكلة تسجيل الناخبين فقد ظهر أن عددا لا يستهان به من المواطنين في مدينة كربلاء المقدسة لم يحصلوا على البطاقات الانتخابية، فعلى سبيل المثال أن أحد وكلاء المواد الغذائية لديه 150 عائلة ولكن البطاقات الانتخابية التي سلمت له كانت 20 بطاقة فقط!!

وأشار الحاج أبو بلال الكربلائي إلى أن الشخص الذي لم يدرج اسمه ضمن قوائم الناخبين عليه أن يراجع المركز الانتخابي في منطقته لغرض تسجيل موقفه من الانتخابات بغية الحصول على بطاقة انتخابية، وأن لا يعتبر ذلك سببا للتقاعس.. عليه أن يأخذ مستمسكاته قبل موعد الانتخابات بفترة مناسبة وإلا فإنه لن يتمكن من الانتخابات حين يحضر بعد فوات الأوان..

وأوصى الحاج أبو بلال الكربلائي بضرورة مراجعة كل الأشخاص الحريصين على الانتخابات ومستقبل العراق ، مراجعة المراكز الانتخابية من الآن بغية التأكد من إدراج اسمه فيها.. ثم ختم حديثه لنا بالدعوة العامة للمشاركة في الانتخابات مؤكدا على دور المرأة العراقية، التي تشكل نسبة كبيرة من الشعب العراقي..

في حين ذهب السيد أبو أحمد الخاقاني إلى القول: ينبغي على الجميع أن يعرفوا أن الانتخابات حق لهم وليس منة من أحد، من هنا لا بد من انتزاع هذا الحق انتزاعا إن حاول البعض سلبه إياهم، ولطالما سلب هذا الحق وسعى العراقيون لاسترجاعه بشتى السبل وأعطوا على هذا الطريق مئات الآلاف من الشهداء ..

الانتخابات هي الحد الفاصل بين الحرية واللاحرية، بين الطغيان والاستبداد وبين الأنظمة الحديثة القائمة على احترام حقوق الإنسان، وأن أي تأخير في إجراء الانتخابات سيؤدي حتما إلى مشاكل كبيرة في العراق وربما سيقسم العراق أو تشتعل فيه الحرب الأهلية، إن رفضت الانتخابات أو أجلت..

وتساءل السيد الخاقاني عن سبب تأجيل الانتخابات قائلا: لا أدري لماذا يصر البعض على تأجيلها إلا إذا كان يعلم مسبقا أنه لا يشكل رقما على الساحة السياسية، ومع ذلك فلا يجوز ارتهان الغالبية العظمى من العراقيين لهذا البعض الذي يريد أن يحكم العراق ولا يدع مجالا للغير من العراقيين بأن يمارس حقه..

وقسم السيد الخاقاني من يقف بوجه الانتخابات إلى ثلاثة أقسام من الإرهابيين واللصوص وبقايا النظام السابق ولكنه أكد أن العراق لن يكون إلا ديمقراطيا تعدديا..

أما السيد أبو وهاب الكربلائي، فلم يختلف عن سابقيه في إظهار رغبته بالانتخابات وضرورة إجرائها في موعدها المحدد رافضا الحجج القائلة بضرورة إلغائها لأن الوضع الأمني غير مهيأ لذلك، حيث قال: الانتخابات حق دولي وإنساني وقبل هذا وذاك شرعي لكل الناس دون استثناء، لذلك لا أجد من العقل والحكمة التنازل عن هذا الحق تحت أي ظروف أو ضغوطات..

وأضاف: الذين يطالبون بتأجيل الانتخابات إنما يطالبون بإلغائها ولا يريدون رؤية العراق وقد نال استحقاقاته الطبيعية من الديمقراطية والحرية ويريدون إعادته إلى الأنظمة الشمولية التي سيطرت فيها الأقلية على الأكثرية وحكمتهم أسوأ حكم..

هناك اليوم في العراق رغبة كبيرة لدا العراقيين ومن مختلف الطوائف للعمل على أن يستعيد العراق عافيته وأولى هذه العافية هي العافية السياسية، فكل الأمور تبدأ بالتدهور أو بالعكس انطلاقا من النظام السياسي السائد، وقد أثبت الزمن بطلان الأنظمة الاستبدادية وفشلها وعلى الجميع أن يعملوا من أجل سيادة القانون والعدالة والنظم المؤسساتية..

أما السيد أبو عمار الزيادي: الانتخابات مهمة وضرورية جدا ويجب علينا المشاركة فيها مشاركة فعالة وجدية من أجل إثبات حق مهم من حقوق الشعب العراقي المغيبة طوال السنوات الطويلة الماضية، هذا الحق هو حق الانتخابات فكما هو معروف أن مصير أي بلد يقرره أبناؤه وهذا التقرير يتم من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال أي شئ آخر..

من هذا المنطلق تبرز أهمية المشاركة في الانتخابات، فحين يبتعد الناس عن ممارسة هذا الحق يكون هناك فراغ كبير، إما يملأ من قبل ديكتاتور أو يملأ من أناس لا يمثلون رغبة الشعب وغالبا ما يكونون انتهازيين وقناصي فرص..

وعن المغالطة التي يقول بها البعض والتي تدور حول التشكيك بالحكومة الحالية وتعتبرها حكومة معينة لا تمثل الشعب العراقي لأنها غير منتخبة، وفي ذات الوقت ترفض إجراء الانتخابات، قال السيد أبو عمار الزيادي: هذه مغالطة يرددها أناس ضربت مصالحهم.. أناس كانوا في الحرس الجمهوري والمخابرات وحزب والبعث، وهي مغالطة لم تعد تنطلي على أي أحد من العراقيين، وأتوقع أن هؤلاء الذين يرددون هذه المغالطة سيقولون فيما بعد حين تخرج القوات متعددة الجنسيات ــ وهذا الكلام على سبيل الفرض ــ حين تخرج هذه القوات سيقولون أن الانتخابات فكرة غربية، وأن العراق يجب أن يحكم من العرب الأقحاح، كما قالوا سابقا وفي هذا إشارة إلى أن العراق يتكون من الكرد وهم غير عرب، ومن الشيعة وهم ينسبون الشيعة إلى غير العرب كذلك كي يستبعدوهم من الممارسة السياسية ويقصوهم عن الحكم.. وإلا فإن هؤلاء الذين يدعون أنهم ضد الاحتلال لم يقاوموه يوم دخل مدنهم، حتى أن قصبة أم قصر على صغرها قاومت الجيوش الدولية أكثر مما قاومت محافظة الرمادي التي كان يحميها الحرس الجمهوري للنظام السابق، لا أقصد طبعا أهالي الرمادي الشرفاء، فهم شجعان بصورة أكيدة، ولكن من كان مكلفا بحماية هذه المدينة من أنصار صدام، وهم يقولون اليوم أنهم ضد الاحتلال بعد أن تبين لهم أن المعادلة اختلفت وأن الحكم في العراق لا بد أن يكون ديمقراطيا.

دعني أوضح لك أكثر.. لنفترض الآن أن أمريكا قالت لهم أنها ستعطي الحكم لبقايا صدام وأنصاره وتستبعد الكرد والشيعة ، فماذا تتوقع أن يحصل؟.

سيأتي هؤلاء ليقبلوا أقدام الجنود الأمريكان ويتحولون إلى مدافعين عنهم، وقد رأينا كيف قبلوا أقدامهم في خيمة صفوان التي أذلت العراقيين والمسلمين، ولكن أحدا من العرب لم يقل ذلك وقتها، لأن المعادلة الطائفية هي الحاكمة، ولو كان حاكم العراق إبان غزو الكويت شيعيا أو كرديا لرأيت أن الموقف العربي قد تغير بالضد من العراق ولاستنكرت أفعال العراق حينها أشد استنكار ولأصبحت مسألة غزو الكويت كارثة العصر ووصمة عار في جبين العراقيين، ولكن لأن الحاكم صدام حسين بما يمثله من انتماء طائفي وقومي تراهم تجاوزوا عن تلك الجريمة ووقفوا بوجه الحكومة الكويتية والشعب الكويتي..

وعن المشاركة الجماهيرية المتوقعة في ضوء فتاوى المراجع الكرام أضاف السيد الزيادي: الشارع العراقي يحترم المرجعية، وحتى من خارج الدائرة الشيعية التي تعد كبيرة في العراق هناك من يقدر المرجعية ويحترمها، هذا فضلا عن أن العراق يمكن تقسيمه من الناحية الانتخابية إلى خمس فئات، الأولى هم الشيعة ويمثلون الغالبية من العراقيين، والثانية وهم الكرد، وعددهم يأتي بالدرجة الثانية، وهناك المهاجرون العراقيون، وهناك سنة العراق، والأقليات الأخرى..هذه الفئات كلها ستشارك في الانتخابات، وحتى من ادعوا أنهم يمثلون الطائفة السنية، فهم لا يعبرون عن مطلق هذه الطائفة، إنما هم يعبرون عن بقايا النظام وأنصاره، فالانتخابات إذن ستشهد إقبالا كبيرا وستنجح..

بعد ذلك التقينا بالسيد حميد حنون محمد الأعرجي، الذي قال: الانتخابات ممارسة مهمة وضرورية للشعب العراقي في هذه المرحلة خصوصا لانها تعد الأساس الذي سيقام عليه بناء الدولة العراقية الحديثة..

هذا فضلا عن أنها تعد المخرج الواسع لكل المشاكل والأزمات التي يعاني منها العراق، فبعد الانتخابات لا يمكن لأحد التشكيك بالحكومة المنتخبة والقول أنها جاءت إلى السلطة بغير انتخاب.. بعد الانتخابات ستكون أي إساءة موجهة للحكومة المنتخبة موجهة للشعب العراقي.. وسيتحمل المسيئون مسؤولية أقوالهم وأفعالهم وسيحاصرون في زاوية ضيقة لان رفض الحكومة المنتخبة يعني رفض للشعب العراقي وهذا أمر يعني الكثير للعراقيين، ومن بين ما يعنيه أن الذي يرفضون الانتخابات لا يريدون الخير لهذا الشعب وأنهم يأخذون أوامرهم من الخارج ويأتمرون بأوامر أعداء العراقي ويقبضون أموالا طائلة لتخريب البلد

وعن دور المراجع العظام في الانتخابات قال السيد الأعرجي: للمراجع الكرام دور كبير ومميز في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق، وكما هو معروف للجميع أن كل مراجع الدين الشيعة تقريبا قد أفتوا بوجوب المشاركة في الانتخابات، وهذا يعني أن الملايين ستشارك في هذه الممارسة، كما يعني أن أحدا يجب أن لا يتخلف عن المشاركة فيها طالما أن الأمر بهذه الأهمية القصوى..

أما السيد أبو حسين الكر بلائي فقال: من الضروريات المهمة لأي بلد هي الانتخابات، لأنها ببساطة تمنع صدام الطبقات وتسمح بالتداول السلمي للسلطة، واسمح لي هنا أن أبدي استغرابي مما يقال حول هذا الموضوع، ولا أدري كيف يتخوف البعض من الانتخابات ولا يذعن أنها الخيار الوحيد الذي يوصل هذا الحزب أو ذاك للسلطة..

لم يعد الوقت ملائما اليوم لأي طريقة أخرى للوصول للسلطة سوى الانتخابات، الشعب العراقي لم يعد يتحمل أي طريقة أخرى لسرقة السلطة، لا يمكن بعد اليوم الإذعان للبيان رقم واحد والاستسلام لطريقة الدبابات في إسقاط الحكومة.. هذا الزمن ولى وانتهى، وعلى الجميع اليوم أن يباري الآخرين من خلال ما يقدمه لبلده وشعبه كي يضمن وصوله للسلطة..

وعن أهمية المشاركة في الانتخابات أضاف السيد الأعرجي:المشاركة في الانتخابات هي مطلب وطني وديني.. الوطن المهدد بالأخطار الكبيرة يحتم علينا أن ننظم للعملية السياسية والواجب الديني المتمثل بفتاوى المراجع الكرام يفرض علينا المشاركة أيضا، لذلك أتوقع أن العراقيين سيشاركون في الانتخابات وسيحققون نجاحا يلفت الانتباه في هذه الممارسة التي تفتقر إليها معظم دول المنطقة..

السيد أبو ثناء الحلو بدوره قال: الانتخابات مهمة جدا للشعب العراقي في الوقت الحاضر سيما وأن المرجعية الدينية دعت للمشاركة فيها، وأرى أن الضر وف الراهنة ملائمة لإجراء الانتخابات، أما الذين يقولون أن الحكومة الحالية غير شرعية فنحن نقول لهم هيا لنجري الانتخابات كي تأتينا حكومة شرعية!!

وعن دور المرجعية قال السيد الحلو: المفروض على كل مقلد أن يتبع المرجع الذي يتبعه وعلى هذا فهو يجب أن يشارك في الانتخابات وفقا لفتاوى المرجع الذي يقلده.. وأرى أن العراقيين سيشاركون في الانتخابات انسجاما واستجابة لفتاوى المرجعية الرشيدة..

بعد ذلك تحدثنا مع السيد أبو زكريا الزيدي، فقال: يمكن اعتبار الانتخابات ضرورة وواجبا شرعيا وهي كذلك واجب وطني، فلو فرضنا أننا تخلينا عن الانتخابات، فأي نظام نلجأ إليه؟

سنلجأ إلى التعيين، والتعيين مرفوض لأنه لا يستند على أي أساس شرعي فضلا عن أنه نظام سياسي متخلف بات لا ينسجم مع ما هو موجود في الدول الأخرى، والأكيد أن البلدان لا تتقدم بأنظمة سياسية متخلفة، فإذا نظرنا إلى العراق وما يحيط به من البلدان نعرف هذه الحقيقة بجلاء، فرغم الإمكانيات العظيمة المتوفرة في بلدان المنطقة، غير أن هذه البلدان تعاني التخلف لأن أنظمتها السياسية متخلفة، بلداننا ذات الموارد الكبيرة لم تلحق بكوريا الجنوبية التي تفتقر للموارد، والخلل في السياسيين وليس في سواهم..

يمكنني القول أن الأنظمة السياسية في العالم تصنف إلى قسمين، قسم ديمقراطي أو قريب من الديمقراطي والقسم الآخر شمولي أو قريب من الشمولي المتفرد، ودائما نرى أن التطور والرقي والإبداع يقترن مع الأنظمة الديمقراطية، والعكس صحيح..

النظم الديكتاتورية تنظر للمجتمعات على أن الناس فيها عبيد وإمات وهذه النظرة تقتل روح الإبداع والتطور لدا تلك الشعوب، بينما لا نرى الأنظمة الديمقراطية تحترم الإنسان وتبني ذاته وهكذا فهي تمنحه الرغبة في أن يبدع، وبهذا الفارق في الشعور تتطور البلدان أو تندثر وتتراجع ..

وعن رغبة البعض في إعادة الوضع السياسي إلى الوراء قال السيد أبو زكريا الزيدي: في تصوري أن الشعب العراقي لا يحمل سمات تجربة سياسية كبيرة، فلو اتخذ قرار بسحب القوات الأجنبية من العراق، ففي ظل هكذا دولة ضعيفة يمكن توقع كل شيء، ولكن لا أجد أن الشعب العراقي كما هو قبل عشرة أعوام أو عشرين عاما، أي أن الشعب العراقي لا يستغفل ولا يمكن أن يسلب مرة أخرى، لأن فيه قوى سياسية متعددة وفيه شخصيات وطنية كبيرة..

وعما يجري في بعض المناطق أضاف السيد الزيدي: الفئة التي ترفض الانتخابات بدأت تفقد أعصابها وهاهي تقدم على أعمال قتل على الهوية وبالجملة، الأمر الذي يؤكد إفلاسها واستحالة إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء..

وفي مدينة بابل الفيحاء

بعد ذلك انتقلنا إلى مدينة بابل فالتقينا مجموعة من السادة هناك، حيث كان لقاؤنا الأول مع السيد جلال أحمد عبد الرضا،الذي قال: أنا مع الانتخابات الحرة النزيهة.. الانتخابات التي تعطي الحق لكل العراقيين بممارسة حقهم ودورهم في بناء العراق الجديد..

وعن الاضطرابات الأمنية وأثرها على الانتخابات والعملية السياسية عموما قال السيد عبد الرضا: هذه الأمور يجب أن لا تؤثر على سير العملية الانتخابية لأن عدم إجراء الانتخابات ستترتب عليه نتائج أسوأ من هذه ، وطالما أن الانتخابات ستؤدى إلى قيام نظام سياسي جديد، فليس من العدل ولا من المنطقي القول بإيقاف العملية السياسية على موافقة قاطعي الرؤوس واللصوص، لأن مستقبل الملايين من العراقيين لا يحدده هؤلاء، إنما الذي يحدد المستقبل هم العراقيون أنفسهم..

كما دعا السيد عبد الرضا إلى التثقيف بشكل واسع على مشاركة المرأة في الانتخابات، لانها تمثل النسبة الأكبر والأهم من بين شرائح المجتمع العراقي..

بعد ذلك تحدث السيد حسن عبد الرضا حسن قائلا: الانتخابات مسألة مصيرية بالنسبة للشعب العراقي، لأنها تعبير حقيقي عن حرية الرأي وعن الديمقراطية.. الانتخابات في أي بلد علامة دالة على التقدم والتحضر، والعكس بالعكس أيضا، فالاستبداد يعني الظلم والتعسف، ولعلي أجد عالم اليوم يميل بشكل كبير لقيم العدالة والتحضر أكثر من أي وقت مضى، أو لنقل أن العالم اكتشف أن لا بديل عن هذه القيم بعد أن جربت البشرية مئات الأنظمة السياسية التي أثبتت إخفاقها وفشلها..

وعن تأجيل الانتخابات بحسب دعاوى بعض الأصوات قال السيد حسن عبد الرضا حسن: لست مع التأجيل ولا أجد أي سبب منطقي يفرض على العراقيين تأجيل الانتخابات، أما أولئك الذين يهددون الناس ويكفرونهم فهؤلاء أصحاب فكر ميت، والفكر الميت لن يعيق الحياة، مهما استخدم من أساليب البطش والقتل..

وأضاف: قد تحدث أخطاء وربما يحدث تلكؤ في حضور الانتخابات، ولكن هذا لا يعني فشل العملية السياسية، بل أن الذي يعد فشلا هو عدم إجراء الانتخابات في وقتها المحدد.. نحن لا نمتلك تجربة ديمقراطية كبيرة بل لدينا إرث من الاستبداد والتعسف لذلك لا أتوقع أن يطلب منا الآخرون تجربة ديمقراطية ناجحة مئة بالمئة، فالإنسان حين يبدأ بالمشي صغيرا يقع، وهكذا نحن قد نقع، ولكننا سرعان ما ننهض إن شاء الله..

بعد ذلك تحدث لنا السيد سمير محمد عبيد الفتلاوي حيث قال: نؤيد الانتخابات النزيهة التي يشترك فيها العراقيون بحرية وبدون تهديد ووعيد من قبل الإرهابيين، ونطمح أن تجرى الانتخابات في موعدها المقرر استجابة لفتاوى المراجع العظام وعلى رأسهم سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الشريف....

وأضاف السيد الفتلاوي: الظروف الأمنية مهيأة للانتخابات ولا يوجد ما يدعو لتأجيلها، بل أن تأجيل الانتخابات سيعرض أمن العراق واستقراره للخطر، ويجعل الإرهابيين والسلفيين والبعثيين يتمادون في إيذاء الشعب العراقي والعبث بأمنه وسيادته..

ودعا السيد الفتلاوي إلى مشاركة المرأة العراقية التي تشكل رقما حاسما في الانتخابات العراقية المقبلة..

ثم تحدث لنا السيد علي حسن العبادي، فقال: نحن مع الانتخابات لأنها الخيار الذي بذلنا من أجله الشهداء وتحملنا المعاناة والآلام، وإلا فما جدوى تضحيات العراقيين إذا كانوا يستبدلون نظاما سياسيا فاشلا بآخر.. نحن نريد الانتخابات لأنها الحل الوحيد لمشاكل العراق، ولأن النظام السياسي الانتخابي ينسجم مع قيم العصر والتحضر .. يكفي أن يقرر مصيرنا شخص واحد يحكمنا ثم يسلم الحكم لابنه أو أخيه أو صديقه.. يجب أن يحكم العراق أبناؤه من خلال العملية الانتخابية..

ودعا السيد العبادي إلى أن تشارك المرأة العراقية في الانتخابات معتبرا تأخر أي شخص يعني تأخر في الحصول على تمثيل عادل ومنصف وملائم في الانتخابات المقبلة، وعن دعاوى البعض المشككة في الانتخابات قال: هؤلاء ضربت مصالحهم وهم يلطمون على رؤسهم كي يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك مطلقا، فالزمن لن يعيد نفسه..

شبكة النبأ المعلوماتية - الأحد 21/11/2004 - 8/ شوال المكرم/1425