خلال الفترة التي ناهزت السنة والنصف الماضية ظل الشعب العراقي
يتطلع إلى اليوم الذي يسمع فيه أن عصابات الإرهاب سواء المستحدثة في
عهد النظام الصدامي السابق أو المستوردة في العهد الجديد الذي تلاه قد
تم القضاء عليها. وها أن الأيام الحالية تبشر بشيء من قرب تحقيق هذا
الأمل الشعبي العراقي.
لم تفد الديماغوجية التي حاول البعض في بعض البلدان العربية.. اللعب
على حبالها عبر بعض الفضائيات والإعلاميات اللامسؤولة أن تصور
الإرهابيين في العراق بشطريهما المتمثلان في فلول النظام الصدامي
المجرم وكذلك مرتزقة وجهال العربان المصدرون إلى العراق على كون هؤلاء
الإرهابيين مقاومين ضد قوى الاحتلال الانكلو – أمريكي بيد أن هذا الطرح
السخيف والمتآمر على مصلحة الشعب العراقي ستعقبه اعترافات كل الدول
العربية بالوضع العراقي الجديد بصورة حتمية وسوف لن تكون هناك حكومة
عربية واحدة تستطيع أن لا تقيم علاقات دبلوماسية مع حكومة العراق
القادمة رغم علم تلك الحكومات العربية قاطبة أن بعضها كانت تسمي
الإرهابيين بـ(المقاومين) حيث كان المقصود بإشهار تلك التسمية ليس من
باب استنكار وجود المحتلين في العراق الذي يستنكره شعب العراق برمته
ولكن كان ذلك من باب إبراز قوى جديدة لاستكمال اللعبة السياسية في
العراق الذي أدين في الوضع الجديد نظراً لوجود محتلين على أرضه في حين
أن أغلب البلدان العربية هي بلدان محتلة لنفس القوى الأنكلو الأمريكية
سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة فعن أي احتلال يتحدثون.
واليوم حين تتناقل الأخبار المفرحة من قرب القضاء على عصابات
الإرهاب من فلول الفريق السياسي للنظام الصدامي الاستعماري الإمبريالي
السابق ومعهم جهال المرتزقين من عروبيين مزيفين ومرتزقة سياسة مجرمين
اتحدوا في بعض ساحات العراق في محاولة لاستعادة الأوضاع إلى ما كانت
عليه من إرهاب صدامي فاق كل الإرهاب الدولي في درجة إجرامه وتنوعه فإن
صعوبات التحول إلى الوضع الآمن في العراق هو الذي سيحدث.
والمجتمع العراقي بعربه وكرده وتركمانه وباقي أقلياته وشيعته وسنته
ولجهود سياسية الواعون سيكون إجماعهم الحتمي في المرحلة القادمة
لمفاوضة المحتلين عن جدوى احتلالهم للعراق بعد استتباب الأمن المحتم
القادم إليه وبذاك فستكون هناك قراءة أخرى سيكون الإجماع عليها منح
الحكم العراقي الجديد بعد الانتخابات التي ستجري في شهر كانون الثاني
من السنة المقبلة 2005م مزيداً من الثقة من قبل الشعب حيث ستكون خيمة
الحكم قد غطت تحتها كل طوائف العراق وطيوفه السياسية.
والعراق الآن يستبشر أبناؤه بكل وثوق من قرب انتهاء العمليات
العسكرية على عصابات الإرهاب في كل أنحاء العراق وتطهير أرضه منهم مع
غصة ألم لما يصيب بعض المدنيين ممن لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث من
مواجهات عسكرية يكونوا هم ضحاياها كـ(عارض) متوقع لكونهم متواجدون داخل
ساحات المعارك التي أصبح فيها القضاء على الإرهابيين واجباً مقدساً
مطلوب تحقيقه بأسرع وقت ممكن. |