اشار تقرير صدر يوم الاربعاء الى ان اطفالا صغارا من البنين والبنات
بعضهم لا يزال في التاسعة من العمر يخوضون معارك على جبهات قتال في
انحاء العالم وحتى بعد انتهاء الحرب يتم تجاهلهم الى حد كبير في عملية
السلام.
وقال التحالف من اجل وقف تجنيد الاطفال ان حكومات وجماعات معارضة
مسلحة من افغانستان الى زيمبابوي تجند الاف الاطفال لاستغلالهم في
القتال او لممارسة الجنس.
وقالت في تقريرها العالمي لعام 2004 "استمر الاطفال في الاطلاع بدور
مهم في بعض اطول الحروب واكثرها شراسة في العالم."
وتابع التقرير "تقتل الحكومات وتعذب وتحتجز اطفالا بشكل تعسفي
للاشتباه بانهم من مقاتلي المعارضة او انصارها."
ويضم التحالف العديد من منظمات حقوق الانسان من بينها منظمة العفو
الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان والمنظمة الدولية للدفاع عن
الاطفال وورلد فيجين انترناشونال.
وذكر التقرير ان بعض الدول وضعت برامج لتسريح ونزع سلاح واعادة دمج
الجنود في المجتمع تستهدف بشكل خاص الجنود من الاطفال في المناطق التي
خمدت فيها المعارك غير انه يجري في معظم الحالات تجاهل المقاتلين
الصغار في عمليات اعادة التأهيل.
وقال التقرير "برامج تسريح ونزع سلاح واعادة دمج الجنود في المجتمع
حملت الامل لالاف من الجنود الاطفال في السابق ولكن غالبا ما تستبعد
الفتيات منها رغم تجنيد جماعات مسلحة لهن وخطفهن لاغراض جنسية."
وأضاف أنه في الشرق الاوسط ايضا لم يعد غريبا مشاهدة اطفال على
جبهات القتال مشيرا الى وجود جنود من الاطفال في ايران والعراق
واسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة واليمن والسودان حيث يوجد اكثر
من عشرين الف طفل في القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة.
واستغلت الجماعات الفلسطينية الاطفال في هجمات انتحارية تسع مرات
على الاقل وردت اسرائيل باطلاق النار على اطفال يرمون الحجارة وحرمت
اطفالا مسجونين من الحد الادنى من حقوق الانسان.
ولم تنج الولايات المتحدة من النقد في التقرير الذي اشار الى احتجاز
عدة اطفال تتراوح اعمارهم بين 16 و17 عاما في سجن خليج جوانتانامو في
كوبا "كمقاتلين اعداء" الا انها افرجت عن ثلاثة تتراوح اعمارهم بين 13
و15 عاما.
ولا تزال افريقيا اكبر متهم باستغلال واساءة معاملة الجنود من
الاطفال وبصفة خاصة في بوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية واوغندا
غير ان الظاهرة امتدت ايضا الى اسيا وامريكا اللاتينية.
وفي نيروبي قال هنري نزيامانا منسق التحالف من اجل منع تجنيد لاطفال
في منطقة البحيرات العظمي في بيان ان الحكومات والجماعات المسلحة في
المنطقة المضطربة تواصل تجنيد وخطف اطفال لخوض المعارك رغم الاتفاقيات
الدولية التي تحظر ذلك.
وجاء في تقرير التحالف ان اكثر من مئة الف طفل افريقي خدموا كجنود
خلال السنوات الاربع الماضية وان اكثر من نصفهم قاتلوا في السودان
واوغندا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
وقال نزيامانا " تخون الحكومات والجماعات المسلحة الاطفال
ومجتمعاتهم وتعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر على المدى الطويل."
وقبل يومين من عقد القمة الدولية للسلام والامن في منطقة البحيرات
العظمى دعا التحالف مجلس الامن والاتحاد الافريقي لفرض حظر على تجنيد
الاطفال وانقاذهم من الصراعات.
وتابع "ليس كافيا ان يصدر مجلس الامن القرار تلو الاخر دون ضمان بان
يتبعها اجراءات وتقدم ملموس لمنع تجنيد الاطفال وتسريح جميع الاطفال
المجندين." |