للمرة الأولى في تاريخ العراق الحديث يهتم العراقيون بالشأن
الانتخابي لبلادهم، فبعد أن كانوا يسمعوا بالانتخابات الحرة النزيهة
عبر وسائل الإعلام، باتوا اليوم على أبواب المشاركة الفعلية بانتخابات
( حرة نزيهة) حسبما تصرح الحكومة المؤقتة والهيئة العليا للانتخابات،
فماهي مشاعر العراقيين من هذه المسألة؟
قمنا بزيارة لمدينة النجف الاشرف واستطلعنا آراء المواطنين فيها..
ذو الفقار عبد الله 18 سنة قال : سوف أشارك في الانتخابات أنا وجميع
أفراد أسرتي.. وعن السبب في إصراره على المشاركة في الانتخابات أضاف ذو
الفقار: إنه بلدنا ومن واجبنا أن نبنيه ونحافظ عليه، فإذا تقاعسنا نحن
فمن ينهض به ومن يحميه..
وعن دعوة المرجعية الدينية العليا للمشاركة في الانتخابات قال: هذا
واجب إضافي فوق الواجب الوطني وهو يحتم إذن أن نشارك فيها لأن التخلف
عنها يعني مخالفة فتوى الفقيه، ولا أظن أن بين العراقيين من يصر على
مخالفة الفقيه، فالميزة التي تميز العراقيين أنهم مع المرجعية.. حتى
غير المتدينين منهم يحترمون آرائها ولا يودون مخالفتها، لذلك أرى أن
الانتخابات ستنجح وأن نسبة المشاركة الشعبية فيها ستكون كبيرة وواسعة
سيما وهي الممارسة الديمقراطية الحرة الأولى من نوعها التي يشهدها
العراقيون بعد أن حرموا لسنوات عديدة من ممارسة أي نشاط سياسي حر..
أما السيد خزعل عبد الزهرة مجيد فقال: نعم أشارك بالانتخابات لأنها
حرة ونزيهة.. فقلنا له كيف تعرف أنها حرة ونزيهة وهي لم تتم بعد؟!
فأجاب: رأينا الانتخابات التي كانت تقام في السابق..كانت
إجبارية..وكانت تدور حول مرشحي السلطة فقط، أو حول مرشح واحد وهو صدام
في الانتخابات الرئاسية المزعومة.. كانوا يهددون من لا يحضر ويعاقبونه،
واليوم نرى الحكومة تنتهج الطرق المتحضرة في التعامل مع المواطنين
فتدعوهم وترجوهم للمشاركة.. ألا يعني هذا أن هناك فرقا كبيرا قد حدث في
النظام السياسي العراقي.. لم يقل لي أحد عليك أن تنتخب وإلا سنقطع حصتك
من الغذاء وهذا يكفي ليجعلني أشارك في الانتخابات.. لأنها أصبحت هم
المواطن قبل أن تكون هم السلطة.. ويضيف: نأمل أن الوضع الأمني لن يكون
حائلا دون إجرائها وحسبما أرى فهو ليس بذاك السوء..
وقال مواطن نجفي آخر وهو السيد جعفر: الانتخابات هي التي تحدد مصير
العراق وهي خطوة مهمة باتجاه الأمن والاستقرار واستعادة السيادة
العراقية الكاملة..
وعن الوضع الأمني وهل هو حائل قوي أمام إجراء الانتخابات قال السيد
جعفر: لا أرى في الوضع الأمني ما لا يساعد على إجرائها وليس هناك ما
يمنع من إجرائها وإن شاء الله نحن مستعدون للمشاركة الواسعة فيها لأنها
مطلب وطني، فهي التي تضمن حق العراقيين وتصون وحدتهم وتنهي الاحتلال..
سنشارك كلنا وأدعو النساء للمشاركة في الانتخابات سيما وأن المرجعية
أمرتنا بالمشاركة وعلينا أن نلبي طلبها وأوامرها..
بينما قال السيد علي عبود الصباغ: أهم شيء الآن هي الانتخابات،
لأنها المخرج الوحيد الذي نعول عليه في الخروج من المشاكل التي نجمت عن
التعيين والاختيار وغير ذلك.. فحين عين مجلس الحكم قال البعض إنه معين،
فهو إذن غير شرعي، وحين شكلت الأمم المتحدة الحكومة المؤقتة قالوا إنها
معينة من قبل الأمم المتحدة، على الرغم من أنهم ــ أقصد المشككين دائما
ــ طالبوا الأمم المتحدة بالتدخل لتشكيل الحكومة، إنهم يقولون إن هذه
الحكومة غير منتخبة.. حسنا لننتخب حكومة ونرى ماذا يقولون.. ويضيف:
أعلم أنهم لن يرضوا على الحكومة المنتخبة لأنهم يريدون السلطة لهم
وحدهم، ولكنهم بذلك يعزلون أنفسهم عن العراقيين.. فالانتخابات هي
الطريق الوحيد الذي لا بد منه للوصول إلى السلطة وليس هناك فرصة على
الإطلاق للانقلابات العسكرية واستخدام الدبابات لسرقة الحكم .. هذا زمن
انتهى وعلينا أن نبدأ بداية أخرى..
بينما قال السيد أحمد مكي الفحام: نشارك في الانتخابات لأنها حق
مشروع لنا كفلته الأديان والشرائع والقوانين الوضعية، فكل فرد عراقي له
حق بالعراق، له حق المشاركة باختيار ممثله السياسي، وعدم المشاركة في
الانتخابات تعني إضاعة للحق وفرص التقدم والاستقرار في العراق.. لذا
يجب المشاركة فيها لأنها الفرصة الذهبية للديمقراطية، سيما وأن هذه
الانتخابات هي الأولى فهي التي تؤسس للدولة العراقية الجديدة.. دولة ما
بعد الحكم الشمولي.. الحكومة المنتخبة ستسن القوانين وتعقد المعاهدات
وتحدد ملامح الدولة القادمة لذلك لابد من المشاركة فيها من أجل ضمان
وصول الأطراف الحرة الشريفة والنزيهة..
السيد جواد عيدان كاظم: أشارك في الانتخابات لأنها الوسيلة
الديمقراطية الوحيدة للتخلص من كل المشاكل التي سببتها الدكتاتورية،
وأضاف: حين تصل طائفة أو حزب معين للسلطة بغير انتخابات ستقول الأحزاب
الأخرى إنها عملية مصادرة للسلطة ولكن حين يكون الفيصل هو صندوق
الاقتراع فليس هناك من حجة للطعن بوصول الحزب الفلاني والجهة الفلانية..
من هذا المنطلق أنا سأشارك فيها وأدعو الجميع للمشاركة أيضا..
أما السيد عباس النجفي فقال: حديث الشارع والعائلة العراقية هذه
الأيام هو موضوع الانتخابات، فالممارسة جديدة على الشعب العراقي، كما
أن المخاطر التي تحيق بالعراقيين كبيرة لذلك على الشعب العراقي أن يكون
واعيا لما يدور حوله خصوصا وأن الأمر يتعلق ببلده، لذلك ترى الناس
يتحدثون حول هذا الموضوع.. ويضيف السيد عباس: أستطيع أن أقول بناء على
ما سمعته من الآخرين أن هناك إصرار كبير لدى الشارع النجفي على الأقل
على المشاركة في الانتخابات، لأن الناس باتوا يعرفون أن العراق لن يبنى
إلا بسواعدهم، وإنهم الرهان الأول في أي ممارسة ديمقراطية.. لذلك أتصور
أن نسبة المشاركة ستكون كبيرة..
بينما قال السيد أمير النجفي: الانتخابات طريقنا لعيش حياة كريمة
والتأسيس لمرحلة جديدة من عمر الدولة العراقية التي شهدت غياب
الاستقرار بسبب غياب الاعتراف بحقوق الجميع الذين يسكنون على هذه الأرض
لذا أتصور أن الانتخابات هي طريقنا الوحيد للاستقرار.
إذن هناك شعور عام بضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات لانها من
وجهة نظر العراقيين تمثل الخيار الوحيد في المرحلة الحالية.. |