(ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)
سورة الذاريات 49
الزواج سنة كونية قد ذكرها الله علت أسماؤه الحسنى مرات عديدة في
كتابه القرآن المجيد حتى ليمكن القول أن الزواج فطرة عموم الأحياء حيث
يشير سبحانه وتعالى في الآية 7 من سورة الشعراء (أو لم يروا إلى الأرض
كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم).
ولكن ما يمتاز به الزواج الإسلامي أنه يؤسس لبناء أسرة سعيدة تقر
أعين الزوج والزوجة أكثر من أي زواج من نوع آخر سواء أقرته الشرائع
المحرفة أو القوانين الوضعية.
فالمرأة الزوجة في الدين المحمدي ذات حجاب شديد غير قابل أن يشعر
زوجها أنها عرضة لأنظار الرجال النهمة وهي مقابل ذلك تشعر تماماً أن
لزوجها من درجة الإخلاص لها والالتزام بالعدل المنطلق من الخوف من الله
تبارك وتعالى ما يجعلها مطمئنة بأن زوجها لا يزوغ بنظره نحو امرأة أخرى
بنظرة مريبة لا ترضي الرب الخالق كل شيء.
إن لحكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه ما لا يمكن معرفة كل غاياتها
ومن أول تلك الحكمة تجليات الحياة الزوجية التي تربط قلبا الرجل
والمرأة بأسمى علاقة يستدل منها يتدبرا معاً أمورهما الأسرية المشتركة
حيث أن الهدف الجميل في الزواج إنشاء ذرية طيبة يتمتع بها الأولاد
بتربية عالية تقدس الأبوين (الأب والأم).
من هنا فإن ميزة الزواج الإسلامي الأولى هي تحقيق السعادة
والطمأنينة بين أفراد الأسرة الإسلامية (ومن آياته أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) سورة الروم 21.
ولولا زواج الآخرين ممن سبقونا في المجيء للحياة لما كنا اليوم
موجودين بهذه الحياة فالاقتران الزوجي سنة حسنة تودع السعادة في الأنفس
وتبعد الكثير من المنغصات والانزلاقات والمشاكل التي قد تؤدي
بالمتزوجين ولذا فإن الزواج مازال يشكل أملاً مشروعاً ينطلق إليه
العزاب والعازبات بلهفة غامرة.
إن التقاء الزوجين على مبدأ العقد الإسلامي فيه من سلامة التوجه بين
المرأة والرجل المتزوجين ما يجعلهما في غنى فعلي عن أي إهمال مقصود من
قبل طرف لإثارة الطرف الآخر فالزوجة المسلمة لا تصافح بيدها الرجال
الآخرين كما أن زوجها لا يصافح النساء الآخريات ففي الإسلام بهذا الصدد
ومن التعاليم والإرشادات ما يمكن أن تفخر بمشاهدة المجتمعات التي تتطلع
بثقة أكبر إلى المستقبل. |