عانت المرأة العراقية حالها حال اغلب النساء في المجتمعات الشرقية على
مر العصور من اظطهاد الرجل لها، وانتهكت اغلب حقوقها الإنسانية
والمدنية وكان للمجتمع العراقي إن لم نقل حصة الأسد في هذه الانتهاكات
لوجود مجتمعات أهانت المرأة بصورة أبشع وانتهكت حقوقها، حصته من هذه
الانتهاكات أيضا، ولم يؤسس لأي قانون أو عرف ينصف الشيء البسيط من
حقوقها متناسين أيضا ما اقره دينهم الإسلامي من حقوق وامتيازات لها
متحملين ما يترتب عليه من إثم ومعصية، بل وهناك من جعل من المراة شيء
لايتعدى القيمة المادية أسوة لما بحوزته من ممتلكات، يدخرها لأوقات
الأزمة، ولم تتغير هذه النظرة للمرأة العراقية لأغلب العراقيين حتى هذه
الفترة بالرغم من الكثير من الحركات التنويرية التي استطاعت في أواسط
القرن العشرين تأسيس بعض القواعد التي تعني بحقوق المرأة ولكنها لم تدم
خصوصا في السنوات الأخيرة، حيث تلاحظ إن المرأة العراقية مسلوبة
الشخصية ولا تمتلك أي ثقة بالنفس مما انعكس سلبيا على مختلف نشاطاتها.
العراق اليوم من أكثر الدول انفتاحا وفي الوقت نفسه أكثرها انغلاقا،
فالقيم البدوية كما هو معروف تستمد قوتها من ضعف الدولة، وقد دعم
النظام السابق هذه القيم في أواخر عهده أملا أن تكون هذه المبادرة جرعة
الإنعاش التي قد تمده ببعض الأنفاس عند شدة اختناقه ودعما لمركزه
المهزوز مما وضع لها ثقلا في المجتمع استطاعت الحركات التحررية
والتنويرية في وقت سابق أن تحد منه.
هموم المرأة العراقية التي تزيد نسبتها عن 60% من نفوس المجتمع العراقي،
تتفاقم يوما بعد يوم، ونسبة تمثيلها على مختلف الأصعدة تجده متواضعا
بالرغم من الكثير الأصوات التشجيعية التي تدعمها وتطالب بحريتها.
فهل ياترى إن المرأة إلى يومنا هذا تعاني التغييب المتعمد أو إنها لا
تملك الثقة بالنفس للتصدي لأمور تخرج خارج نطاق الأعمال المصنفة من قبل
المجتمع القبلي لها؟
هذه الأسئلة توجهنا بها في حوار مع عضوات مركز الدراسات الأسيوية في
كلية العلوم السياسية جامعة بغداد.
ابتدأنا مع الدكتورة أزهار محمد بسؤالنا اياها:
عن أهم المعوقات التي يضعها المجتمع أمام المرأة للنهوض بواقعها
المتردي خصوصا إن المجال مفتوحا أمامها في الوقت الحاضر بشكل أوسع.
فأجابت بقولها: عقدة المرأة العراقية إنها تعيش في مجتمع ذكوريمتسلط
بالرغم من كونها تشكل الأغلبية.
في الحقيقة لو عدنا إلى أيام العهد السابق لوجدنا إن المجال كان مفتوحا
للمرأة بصورة أوسع في محاولة لاستقطاب المرأة ولكنه فشل في ذلك ولكن
كما يعرف الجميع إن النظام لم يكن موضع ثقة للجميع.
الرؤيا كما أظن لم تتضح حتى ألان وقد تستمر هذه الضبابية لوقت أطول مما
نتصور، ولكن لو أخذنا بعض المعوقات التي تقف في طريق المرأة ألان
لوجدنا الحالة الأمنية اكبر المعوقات.
توجهنا بالسؤال إلى الدكتورة نغم عن أهلية المرأة العراقية في قيادة
المجتمع..
فقالت: المرأة العراقية مرت بالكثير من الظروف الصعبة من اضطهاد
المجتمع إلى اضطهاد الدولة مما أدى إلى غياب إي دور ملحوظ لها على
الصعيدين المحلي أو الدولي وهذا الانقطاع الذي استمر لأكثر من ثلاثين
عام لا يمكن أن يعقبه بروز دور مكثف للمرأة بهذه السرعة، وأما عن قيادة
مجتمع فلا يوجد فرق بينها وبين الرجل فإنها كذلك لاعب أساسي يشارك
الرجل في قيادة المجتمع ولكن بطريقة غير مباشرة
ولكن إذا انيطت لها المسؤولية مباشرة فلا اعتقد إن الرجل سيكون أفضل
منها وان فشلت فالرجل يفشل أيضا في الكثير من االاحيان، ولكن إذا وجدت
البيئة المناسبة.
الدكتورة ابتسام التدريسية في كلية العلوم السياسية لها رأي أيضا عن
مجتمعنا والمرأة حيث تقول:
الفكر الإسلامي جعل للمرأة مكانتها المميزة واقر لها ببعض الحقوق التي
تحفظ لها كرامتها على عكس المجتمعات الغربية التي جعلت من المرأة سلعة
فقط ولكن مجتمعاتنا المتخلفة جعلت من المرأة ما هو أسوء من تلك
المجتمعات، ولكن المشكلة إن الفكر الإسلامي متفرع ومتشتت بين متعصب
ومعتدل ، فالفكر الشيعي مثلا فسح للمرأة الكثير من المجالات وحفظ لها
حقوقها المشروعة على عكس بعض المذاهب التي أصبحت اليوم تضع حول المرأة
طوقا خانقا حتى وصل الأمر لبعض خطباء الجوامع دعوة الرجال إلى حبس
المرأة داخل المنزل فهل هذه الأوامر من فكر الإسلام أم إنهم ينظرون
للمرأة بهيئة المذنبة دوما حتى إن لم تقترف أي ذنب والرجل حتى إن أذنب
لا يعتبر مذنبا. من هذا المنطلق أردت أن وضح لك الصورة أفضل، مجتمعنا
يميل إلى تقاليده الشرقية والقبلية أكثر مما يميل إلى دينه وهذا الواقع،
ولكن إذا استطعنا أن النهوض بثقافة المجتمع بصورة عامة غالى مستوى أفضل
اعتقد إن المرأة سوف تحتل مكانتها الصحيحة في المجتمع وان تساهم في
بنائه على أكمل وجه. |