الرحلات القصيرة التي تتم من أجل تغيير الأجواء الشخصية عبر ترفيه
النفس بالتمتع بمناظر الطبيعة وشم الأنسام في أرجاء أريافها القريبة
فيها تجديد للدماء السارية في العروق وربما تساءل البعض ما أهمية تلك
السفرات للأفراد أو العوائل؟ ولكن بمجرد إثارة مثل هذا النمط من السؤال
فهذا يدل على عدم التشخيص لما يمكن أن ترتاح منه الأنفس.
يمر أحياناً المرء بضائقة وقت لا يتاح له الاستمتاع بإجراء سفرة
قصيرة في ضواحي المدن الكبيرة ولهذا تراه يبدي استعدادا للتوقيع بأصابع
يديه العشرة لأول بادرة تتحدث عن فكرة القيام بسفرة قريبة في ضواحي
المدينة التي يسكن فيها والسفرة إذا ما تمت فرغم أنها قد تبدو عابرة
للبعض إلا أنها (على الأغلب) تبقى متقدة في الذاكرة الشخصية ربما لفترة
سنين طويلة خصوصاً إذ تخللها شيء من التقاط الصور التذكارية أو تمت
فيها تبادل أجواء من اللعب البري كـ(السباحة) أو (لعب كرة القدم) وما
إلى شابه ذلك.
وكُنه أي سفرة قريبة سياحية طالت أم قصرت ليوم أو يومين مثلاً
فالطعام المناسب يكون هو حصة المسافرين عادة وغالباً ما يكون نوع
الطعام مما تشتهيه الأنفس عادة في السفرات كـ(اللحوم المشوية وما يتخلل
تقديمه مما قسمه الله سبحانه وتعالى من رزق حلال يعمم منه بهجه الحضور
فالإنسان إذا ما أراد يعرف كيف يصنع لنفسه مفردات من الاهتمام الذي
يشبع شيء مما في نفسه من ضرورة التعبير عن المرح أمام الأشخاص الآخرين
المشاركين في السفرة.
والسفرة الودية المانحة لاحترام شديد بين نفوس السائحين سواء كانوا
عائلة واحدة أو عائلتين صديقتين أو أكثر أو مجموعة أصدقاء وزملاء إلا
أن الكل يعمل من أجل إنجاح تلك السفرة التي تحتاج إلى أن يضع كل مسافر
فيها نفسه في جو لا يكدر فيه أحد على حساب الغير ولهذا ترى السفرات
تكاد تكون خالية من طرح مواضيع الهموم والمشاكل إذ أن الجميع متفقين أن
مثل ذاك الطرح ليس له مناسبة للطرح في سفرة.
وفي السفرات القريبة رغم أنها تعتبر قد كسرت الرتابة عند نفوس
المسافرين إلا أن قراءة جريدة أو مجلة أو كتاب أثناء الرواح إلى مكان
المقرر الوصول إليه أو عند الإياب لا يحبذ عن الأكثرية فروح الجماعة
عادة ما تكون غالبة لدى عموم المسافرين في فريق السفرة وخروج المرء عن
طور جديته المعتادة ينبغي أن تكون إحدى سمات المسافر ولكن بدون تهويل
فأداة المرح يحتاج جواً من عدم الالتفات إلى الوراء كي يفكر الإنسان
أنه وكأنه باقٍ أمام مسرح يتطلع إليه جميع المشاهدين.. ففي ارتفاع
الضحكات وإحداث علو في الصوت عند المتكلمين خصوصاً أثناء ممارسة لعبة
محببة لدى الجميع تزيد من انتعاش المسافرين الذين يعرفون كيف يستغلون
الوقت على أفضل ما يكون. |