بداية الفكرة أخذت تحث التفكير مع تكامل المعلومات لإنتاج القمر
الصناعي الإسلامي إذ مقرر له أن يساهم من الناحية المعلوماتية في رفد
المسلمين بالعالم كافة بما يراودهم من حلم ديني تتوحد فيه بدايات
الشهور العربية – الإسلامية الهجرية.
وتقول الدكتور (ميرفت سيد عوض) مديرة مركز دراسات علوم الفضاء في
جامعة القاهرة: (أن تكلفة إنتاج القمر الصناعي الإسلامي قد تم تخفيضها
إلى (2) مليون دولار بدلاً عن (4) ملايين دولار نتيجة تصغير حجم القمر
وأن هناك دراسات حالية تجري بشكل متواظب للاتفاق على مختلف تفاصيل
المشروع قبل إتمامه والشروع بعمله حيث من المقرر أنه سيتم تصنيع القمر
الصناعي الإسلامي في إحدى الدول الأجنبية (التي لم تتحدد بعد) وبمشاركة
خبراء وأساتذة فلك من الجامعات الإسلامية.
من الناحية العرفية فإن المسلمين يتمنون مجيء ذلك اليوم الذي يكون
فيه للمسلمين يوم واحد يصومون فيه بشكل موحد شهر رمضان المبارك وما
يعقب ذلك من أداء الاحتفالات والمناسبات الدينية الكبرى بتاريخ واحد إذ
سيمكن اعتبار ذلك قوة معنوية جديدة للمسلمين أمام غيرهم من بقية
الأديان الأخرى أو العلمانيين وأكثر الآراء تؤيد أن توحيد رؤية الهلال
ممكن أن يؤيده العلم عبر رؤيته عبر هذا المشروع بواسطة القمر الصناعي
الإسلامي.
ولكن تبقى الإشكالية من الناحية الفكرية الإسلامية (أي الشرعية
الإسلامية) فالفقه الإسلامي بحسب تصريح: (الدكتور نصر فريد واصل مفتي
مصر السابق والأستاذ بجامعة الأزهر قد صرّح معقباً إذ قال: (أن الفقه
الإسلامي يؤكد على صحة الأفكار والغايات الواردة في المشروع ولا يعارضه
لأن جميع الدول الإسلامية تشترك مع السعودية في جزء من الليل مما يوجب
دخول الشهر في كل الدول التي تشترك في جزء من الليل ذاك وأن مشروع
القمر الصناعي الإسلامي سيساهم في توحيد الصف الإسلامي على حد تعبيره.
ومن بداهة التفكير الإسلامي الجاد أنه ينظر إلى الأعراف بغير النظرة
الشرعية ويعتقد به كل مرجع ديني إسلامي فالمعروف أن مراجع الدين
الإسلامي لا يفتون بمثيل هذه المسائل قبل أن تصبح عاطية لكل المعلومات
عنها قبل إصدار كلمة الموافقة أو الظرف خصوصاً وأن العالم الإسلامي
اليوم بحاجة قصوى إلى توحيد الكلمة ونبذ الخلافات اللامدروسة تماماً
لدى جميع المذاهب الإسلامية.
لكن أهمية مشروع توحيد بدايات الأشهر الهجرية فيه إنهاء لزمن طويل
من الاختلاف حول هذا الموضوع الذي لم يحسم بعد وأن رؤية الهلال من خلال
القمر الصناعي الإسلامي ستكون فيه حالة من السيطرة على مشاكل الرصد مثل
الضباب العائق لرؤية الهلال وإلى آخر ذلك من عوائق الجو الأخرى. ومن
المؤكد فإن هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من الدراسة الفقهية لتحديد مدى
ما يجيزه الشرع الإسلامي بهذا المجال فقوة المسلمين في الإيمان والعلم
معاً. |