دروس بثكل الدين غشاها زاجر--- ورسم لتاج العلم قد أمسى خائر
حوتها جمار الحزن مذ غاب صونها --- وانكى قواها الثكل والثكل باتر
وأمست يدك الشجو أمشاج عمقها --- كأن الحجا والعقل ما عاد حاضر
تنوح إذا ما كبر الناعي حولها --- وقد ُنثرت حول البواكي المشاعر
يسابقها الإذعان بالرجع تارة --- وأخرى بضرب الهام صارت تبادر
تنادي ورجع الصوت قد خان صوتها --- وقد كان من ذي قبل بالعز عامر
لتلبسها الأحزان من ثوب دهشة --- تقطعها وجدا ,ليفريها ظافر
حيارى على وجه له الله قد علا --- تملكه سرا ليرعاه ناظر
أبى الدهر إلا أن يوافيه مقبرا--- ألم يدري بالأصداف تخبو الجواهر
أرى الموت في مثليك خلد وعالم --- تكلله كفَ الخلود المعابر
لانت وهذا القبر يحويك أضلعا!! --- وكوكبك السيار بالأفق سائر
تجدف نحو الله بالروح فارعا --- ليقرئك الإيمان والله شاكر
لتحياه في الأعماق أنفاس مجدها --- وان لم يكن للمبصرين مجاهر
فأما وان أرخى الفراق بصده --- فما زلت للافهام فخرا يفاخر
فبتَّ بظن الخلق تنعش ظنهم --- تراودهم حسا وثوبك طاهر
هممت بصون العقل والفضل والتقى --- وقد كرمت نجوى لديك السرائر
حفرت بصدر الدهر علما زاخرا ---- فللفكر افياء وللمجد ثائر
ليحسبك التاريخ ساق كرامة --- وقد طار فيها للتفوق طائر
ونشر ثناء لا يغيب ومنهج --- كما الصبح بالإشراق والنور شاعر
فسرت ومهد العلم تقرع افقه ---- اذا ما انقضى فكر تلته منابر
تخر لها الإفهام بالحق سجدا ---- إلى ان شربن بالنفوس البصائر
ومازلن يحملن القلوب مع الوفا ---- وفي مثله لله تقوى الأواصر
أقامت بك الحوزات تاج لوائها --- ففي كل مصر للفضيلة ذاكر
فيا حاملا بالعلم بكْرُ رسالة --- تُناول من خد الهدى وتباشر
دع الوطن المألوف يربك أهله --- فلا الفكر منسي ولا العلم دائر
لئن باعدتك دعوة الحق والردى --- فلقد حوتك مع الخلود الضمائر
وان كنّا لا نرضى تفارقنا أبا --- تحن لخوض الموت منك النواظر
هذي هي الاحساء تنعاك والدا---- وكذا بمد الأفق يبكيك خاطر
فان تمض موجوعا ستبقى بروحنا --- وفي كل شيء بالفضيلة عامر
فلن ُترى إلا ذاكرا عند ذاكر --- يوفوك منهاجا إلى الحق ناشر
حباك اله العرش منه مكانة ----- فطوبى لعبد الله والله قادر
بركب حماة الدين يجمع شملكم --- بدار نعيم للولاية شاهر
22 رجب 1425هـ |