دعى المرجع الديني السيد صادق الشيرازي العراقيين للمشاركة الفعالة
في الانتخابات وتحمل المسؤولية عبر تسجيل اسمائهم، كما دعى الى توفير
الفرصة للعراقيين في المهجر للمشاركة في هذه الانتخابات، ونوه الى
ضرورة ان تكون الانتخابات نزيهة وباشرف ورقابة دولية، وانتقد السيد
الشيرازي النظام الانتخابي الحالي ودعا الى تغييره في الانتاخابات
اللاحقة.
جاء ذلك في بيان اصدره مكتبه في مدينة قم، وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
إن العراق الجريح يمرّ بفترة صعبة، وفي نفس الوقت مصيريّة، قد يتحدد
على ضوئها مستقبله لفترة طويلة، وإنّ أي تفريط في الحقوق في هذه الفترة
سيكون له نتائج مؤلمة على الأجيال القادمة- لا سمح الله -.
فينبغي للجميع، تحملّ المسؤلية الشرعيّة والتاريخية الملقاة على
عواتقهم، والمساهمة الجادة الإيجابية في الإنتخابات المترقبة، فـ :
1. يلزم على جميع العراقيين الكرام، المشاركة في تسجيل أسمائهم
للإنتخابات، ومن ثَمّ المشاركة العامة فيها.
كما يجب على الجهات المسؤلة توفير فرصة المشاركة في الإنتخابات
للجاليات العراقية في بلاد المهجر، حتى يتمكن الجميع من الإدلاء
بأصواتهم.
2. يلزم أن تكون الإنتخابات بإشراف ومراقبة دوليّة نزيهة، إضافة إلى
القوى الدينية والسياسية والعشائرية العراقية، لضمان نزاهة الإنتخابات،
وحريتها، وإشتراك الجميع فيها.
كما يجب توفير المناخ السليم كي لا تتمكن الجهات المشبوهة من
التلاعب والتزوير في الإنتخابات، وينبغي الإستفادة من أحدث التقنيات
والأساليب التي تمنع من التزوير - كل ذلك بإشراف الخبراء العراقيين
والدوليين النزيهين -.
3. يلزم على الأحزاب الإسلامية، والوطنية المخلصة، عدم الدخول في
إئتلاف مع أحزاب وأشخاص يعارضون الدين كفلول البعث والأحزاب الإلحادية
والجهات المشبوهة، وعليهم التضحية بالمصالح الشخصية والحزبية لأجل
المصلحة العامة، قال الله تعالى: «قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ» - القصص/17- فإن مراعاة
المصلحة العامة ستضمن المصالح الشخصية ايضاً في النظرة البعيدة المدى،
فعليهم تقديم لوائح إنتخابية تضم العناصر المخلصة التي تريد مصلحة
الأمة فقط، كما يجب عليهم في لوائحهم إبطال المحاصصة الطائفية الظالمة
التي كانت تمنع الأكثرية حقوقها وتعطيها دون حقها المشروع.
وختاماً: فإن النظام الإنتخابي الذي يراد أن يعمل به، بجعل العراق
كله دائرة واحدة، يلزم أن يكون لهذه المرّة فقط، لا أن يتحول إلى عرف
سائد في الإنتخابات اللاحقة، فإن هذا النظام إنما هو لحالة الضرورة،
وأما في الحالة الطبيعية فيلزم أن تكون هنالك دوائر إنتخابية متعددة،
ولعل أفضل السبل في العراق: أن يكون لكل مائة ألف إنسان دائرة إنتخابية
واحدة.
نسأل الله تعالى أن يقدّر الخير والصلاح للعراق، وأن يوفق أهله
للخلاص من الإحتلال والفوضى، وأن يأخذ بيده إلى حيث الإيمان والحرية
والرفاه والسلام.
1/شهر رمضان/1425 هـ
مکتب آية الله العظمی
السيد صادق مهدي الحسيني الشيرازي دام ظله
قم المقدسة |