تخطط ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لتقديم نصائح استراتيجية
وتدريب وبيانات لاستطلاعات الرأي للاحزاب السياسية العراقية التي
تعتبرها "معتدلة وديمقراطية" والتي تقدم مرشحين لخوض الانتخابات
القادمة في البلاد.
ووفقا لوثائق لوزارة الخارجية الامريكية حصلت عليها رويترز فان
الادارة تهدف الى مساعدة الاحزاب لكي "تنافس بفاعلية" في الحملة "وتزيد
التأييد الذي تتمتع به بين الشعب العراقي" في الانتخابات العامة
والاقليمية والمحلية المقرر ان تجري في يناير كانون الثاني.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من البيت الابيض بشأن الاحزاب
التي ستصبح مؤهلة للحصول على دعم لزيادة شعبيتها ولم يتضح من الوثائق
من الذي سيقرر ذلك.
وقالت منظمات غير حكومية من المقرر ان تشارك في هذه الجهود انها
تفهم ان الجماعات الدينية والاحزاب الشيوعية ستكون مؤهلة للحصول على
مساعدة.
ووضع الرئيس الامريكي جورج بوش الانتخابات القادمة في مقدمة
أولوياته في محاولة لاشاعة الاستقرار في العراق وسط موقف متفاقم ولحشد
تأييد للحرب في الداخل.
وقال البيت الابيض الذي يتعرض لضغوط من أعضاء الكونجرس في الشهر
الماضي انه لن يحاول التأثير على نتائج الانتخابات من خلال مساعدة
مرشحين أفرادا "سرا".
ووفقا للوثائق فان الادارة الامريكية قالت انها بدلا من مساعدة
مرشحين ستقدم "نصيحة استراتيجية ومساعدة فنية وتدريبا وبيانات
لاستطلاعات الرأي ومساعدة واشكالا اخرى من الدعم" الى "الاحزاب
السياسية المعتدلة التي لها توجهات ديمقراطية".
وتعهد بوش ورئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي بالمضي قدما
واجراء الانتخابات العامة رغم العنف. وقال مسؤول كبير بالادارة
الامريكية انه لتمهيد الطريق طور البنتاجون (وزارة الدفاع الامريكية)
والقادة العسكريون استراتيجية تهدف الى استعادة السيطرة على بلدات ومدن
يسيطر عليها المسلحون.
غير ان العديد من الخبراء في القطاع الخاص وفي الكونجرس يتشككون في
ان كل العراق سيصبح جاهزا للانتخابات بحلول يناير كانون الثاني القادم.
وليس للامم المتحدة أكثر من 35 موظفا دوليا في العراق يعمل عدد صغير
منهم في الانتخابات.
ويشرف جون نجروبونتي السفير الامريكي في العراق على جهود دعم
الاحزاب السياسية لكن معظم العمل سيتم من خلال منظمتين غير حكوميتين
هما المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي القومي للشؤون الدولية.
وقالت المؤسستان يوم الجمعة انهما تفهمان ان الجماعات الدينية
والاحزاب الشيوعية والمؤسسات الاخرى ستكون مؤهلة للحصول على دعم امريكي
وفقا للبرنامج.
وقال كين وولاك رئيس المعهد الديمقراطي القومي "البرنامج صمم ليشمل
الاحزاب التي تشارك في العملية السياسية الناشئة في البلاد."
وعندما سُئل ان كان من الممكن تقديم الدعم لزعماء مثل رجل الدين
الشيعي مقتدى الصدر الذي اعطى اشارات متباينة على انه مستعد لنزع
اسلحتة ميليشياته والانضمام الى العملية السياسية قال لورن كرينر رئيس
المعهد الجمهوري الدولي "اذا كنت حزبا ينتهج العنف خارج العملية فان
هذا ليس المكان المناسب لك."
وقالت الادارة الامريكية لاعضاء الكونجرس انها ستنفق في البداية
مبلغ 30 مليون دولار على البرنامج الذي سيضم استطلاعا اسبوعيا لاراء
العراقيين على المستويين العام والمحلي. وستستخدم استطلاعات الرأي
لتحديد "القضايا التي تهم الشعب العراقي ... ودعم مختلف الاحزاب
السياسية والمرشحين."
وستنفق وكالة المخابرات التابعة لوزارة الخارجية الامريكية مليون
دولار على الاستطلاعات الشهرية التي تجريها لتقييم "أي من المرشحين
والاحزاب يجتذب أكثر تأييد الشعب العراقي."
وبعد ان اعترض اعضاء الكونجرس اضطر البيت الابيض في الشهر الماضي
الى تخفيف خطة اقترحت قيام وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي.
ايه) بعملية سرية لمساعدة المرشحين الذين تربطهم صداقة بالولايات
المتحدة في الانتخابات. وقال مسؤولو البيت الابيض انهم قلقون من ان
دولا مثل ايران ستحاول التأثير على نتيجة الانتخابات. |