اصبحت ملفات ليست استثنائية آخذة حصة الاسد في اجندة النخبة ، وفي
اجندة القوى والتيارات بقسميها الثقافي والسياسي ايضا في وقت كان من
المفترض ان يكون الاهتمام مركزا على ما هو اهم من ذلك بكثير في الوقت
الحاضر وما اكثر ما نحن بامس الحاجة الى وضعه تحت المجهر من القضايا
المصرية والحساسة والتي اصبحت تهدد مستقبل امة بكاملها، ان ما يتقدم في
الفترات الاخيرة الى حيز الاهتمام هوالفيتو ضد فعاليات سوبر ستار او
بعض الفنانات في بلدان معينة ، او محدودية القطع المسموح بلبسها في
المجتمعات الاسلامية او بعض البرامج التلفزيونية المثيرة للجدل هذه
القضايا من المستغرب ان تستدعي استنفار جميع القوى الليبرالية او
الاسلامية المحافظة وكل منها يستعيد منظمومة اللافتات التي بحوزته
فهناك بعض التيارات تتحين الفرص لكي تقيم الدنيا ولا تقعدها في ملفات
من هذا النوع ، ومع
ان ذلك بشكل عام قد يندرج تحت الحريات العامة { وهي ضبابية ومفهوم
عائم بشك طبيعي } الا انه قد يصل احيانا الى حد المبالغة في ممارسة
الحرية بدون ان تاخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمعات الشرقية
والاسلامية بشكل خاص، ثم ان ذلك عادة مايكون مدعوما باستماتة قوية من
قبل بعض الحكومات وكأن الديمقراطية واركانها لا تحيا الامن خلال
الاصرار على تقديم جرعات كبيرة من الارداف والصدور تفتك، وكان
الديمقراطية طبقت في جميع المجالات ولا سجون لمن يخالف او يعارض ولا
قمع يطال من يشير ولو الى خطا بسيط في لاهوت الحكومات ولم يتبق من
تطبيق الديمقراطية الا هذه الحفلات ولم يتبق الا برامج من هذا النوع
التي تثير حساسية القوى الاسلامية المتشددة تلك الاخيرة لم تقصر على
الاطلاق في تفعيل ازمات من قبيل ما سلف ذكره، لو كان بامكانها لخنقت
المجتمع وجعلته يدور في دوامه تفسير النصوص الشرعية التي هي اصلا فهم
بشري لنصوص الهية.
المشكلة في تلك التشكلات انها تتصور ان تلك الحفلات سوف تجعل
المجتمع يغط في الرذيلة وينغمس في التحلل مستقيلة من دورها المفترض بها
ان تملكه من دور توعوي يحصن اتباعها ومريديها من الداخل ورفع سقف الوعي
والحصانة الذاتية للمسلم العادي وزرع واعز الدوافع الذاتية حتى لا يكون
فريسة لكل فكرة او تيار انحلالي انحرافي في وجهة نظر التيارات
الاسلامية كحد اقل.
تلك الملفات قد يكون من المبالغة تصنيفها ضمن الترف الفكري لكن
التركيز عليها الى هذا الحد في وقت نغوص فيه باولويات كثيرة تهم الجميع
يفترض بها ان تتسلق الى السطح بحكم اهميتها فالتركيز عليها هو تفضيل
المهم على الاهم وصرف الانظار عن الاولويات المطلوبة بكل تأكيد.
كاتب عراقي
Mosawi_gamal@hotmail.com |