بالرغم من التهديدات التي يتعرض لها المواطن في الشارع العراقي كل
يوم من قبل زمرة من الإرهابيين التي يقومون بأفعالهم المشينة ضد الناس
الآمنين إلا أن تواصل المسيرة والبناء يشهد له العراق من الشمال إلى
الجنوب وان الإصرار على مواصلة الطريق حتى النهاية لبناء عراق ديمقراطي
حر جعل من الناس في الشوارع لا يخافوا الموت أو التهديدات وخير مثال
على ذلك هو احتفالات كربلاء بذكرى مولد الإمام المهدي بن الحسن العسكري
عجل الله فرجه في كربلاء الذي يصادف في الخامس عشر من شعبان من كل سنة،
فبعد التفجيرات المريعة التي شهدتها المدينة في العاشر من محرم راح
ضحيتها العديد من الزوار الأبرياء الذين قدموا لإحياء ذكرى استشهاد
الإمام الحسين (ع) ازداد إصرار الناس على مواصلة الزيارة لمراقد الأئمة
الأطهار لو كلف الثمن حياتهم فلبست المدينة حلت الفرح وخرج الناس إلى
الشوارع من كل زقاق وحي من اجل الترحيب بالقادمين إليها من أرجاء
العراق بالملايين التي يأتي كثير منهم سيراً على الأقدام ليقدموا ولاء
الطاعة والعهد على الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف .
آراء الناس بالمولد
وعن الخامس عشر من شعبان وماذا يعني للمسلمين هذا اليوم سئلنا الشيخ
ابو سحر العويدي صاحب مكتبة ابن فهد الحلي الدينية فأجاب:
شعائر الزيارة الشعبانية تعني لنا الكثير ومنها نواظب على إحيائها
كل سنة حباً بأهل بيت النبوة والأمام المهدي صاحب العصر والزمان وإذ
تأتي هذه الجموع من الزائرين والتي تقدر بالملايين إلى كربلاء من كل
حدب وصوب في مسيرات راجلة إنما لتعبر عن حسن ولائها والتزامها بالرموز
الإسلامية العربية الأصيلة التي لم تخف من قولة كلمة حق وكما قلت من
اجل أن يبقى الإسلام ديناً قوياً بعيداً عن الشعارات الإرهابية التي
يطلقها البعض والمحسوبين بالاسم على هذا الدين الذين يريدون بأفعالهم
السيئة تشويه صورة الإسلام والمسلمين .
- لقد ولى النظام الدكتاتوري إلى غير رجعة واستبشرنا خيراً بعد أن
كنا نقوم
بمراسم الزيارة بتحفظ مريب ويبدو أن بعض من أزلام النظام السابق
اجتمعوا مع ثلة من الإرهابيين ليعكروا صفو الزيارة الشعبانية إلا إننا
لهم بالمرصاد ولن يمنعوننا عن المجيء إلى كربلاء للاحتفاء بهذه
المناسبة العظيمة هذا ما قاله لنا رجل آخر قادم من الجنوب كان يقارب
الوصول إلى كربلاء قبل أن يضيف بان بأن الأحوال تغيرت ألان بعد أن نفض
عن كواهل المواطنين غبار الريبة والخوف وصار هاجسهم الوحيد هو محاربة
الإرهاب والنيل منه أينما وجد ليكونوا فاعلين ومؤثرين في العراق الجديد
.
سيراً على الاقدام حباً لآل البيت (ص)
المسيرات الراجلة ، تبدأ من مدن العراق المختلفة وتمضي على طول
الشوارع المؤدية إلى كربلاء حتى إذا دخلتها الأفواج ، ملأت شوارعها حتى
مقام الأمام المهدي المطل على نهر الحسينية الذي يشهد ماؤه العذب
الشموع التي توقد على قطع من الفلين العائمة يضعها البعض على سطح الماء
حتى تبدأ الأنوار المشعة من هذه الشموع بتغطية النهر لتنساب بهدوء حتى
تغيب عن الأنظار وسط بساتين النخيل التي تحيط بالمقام الشريف ، من هنا
توقد الشموع ويعلو التكبير في المآذن وترفع بيارق الميلاد ، حين تبتهل
أفواج الزائرين إلى العلي القدير عند مقام الإمام المهدي في قدسية تبدأ
من المساء وتنتهي عند حلول الصباح
ملامح عامة عن ولادة الأمام المهدي (عج)
كانت ولادته عليه السلام عام 256 للهجرة ، ولد في سامراء بالعراق
وكانت عاصمة العباسيين آنذاك وكان أبوه الأمام الحسن العسكري مقيماً
فيها وتشبه ظروف ولادة المهدي ظروف ولادة نبي الله موسى كما تشبه نشأته
نشأة النبي عيسى ففقد كان منتشراً بين المسلمين إن رسول الله (ص) اخبر
بظهور المهدي المنتظر وكان معروفاً انه من ولد فاطمة الزهراء ولهذا
السبب – ولغيره – كان بيت الأمام العسكري يخضع لرقابة عيون السلطان ،
وقد قامت السلطة العباسية بعد وفاة الأمام العسكري بمداهمات عديدة
لبيته بحثاً عن المهدي المنتظر الأمر الذي يؤكد مدى الخوف الذي كان
يسيطر عليهم من جراء ما انتشر من الروايات المنقولة عن المصطفى (ص) عاش
الأمام المهدي مع أبيه العسكري خمس سنوات كان الأمام العسكري شديد
الحرص خلالها على أمرين:
الأول : أن يظل خبر ولادته بعيداً عن مسامع الظالمين الذين كانوا قد
احكموا طوق الرقابة على منزله والثاني حرص الأمام العسكري عليه حرصاً
شديداً على إخبار خواص شيعته وأقربهم إليه بولادة الأمام المنتظر والنص
على إقامته بمسمع منهم لكي يصل ذلك عبرهم إلى غيرهم من معاصريهم
والأجيال اللاحقة
اجراءات امنية مشددة وخدمات طبية
هذا وقد غصت مدينة كربلاء بملايين الزائرين تحت إجراءات أمنية مشددة
من قبل قوات الشرطة والحرس الوطني الذي نصبت سيطراتها على مداخل ومخارج
المدينة وشددت من دورياتها ليل نهار حمايةً للزائرين وقد أكد العميد
الحقوقي عباس فاضل الحسني قائد الشرطة في كربلاء عن قيام قواته بغلق
المنافذ الرئيسية المؤدية إلى المدينة ونصب السيطرات فيها بالتعاون مع
قوات الحرس الوطني المتواجدة في المدينة والاستعانة بقوة إضافية من
المدن القريبة من كربلاء إضافة إلى تسير الدوريات الآلية والراجلة على
مدار الساعة لمنع وقوع أي هجوم إرهابي يهدد حياة الملايين من الزائرين
في هذه الزيارة العظيمة وأضاف لقد تم التنسيق مع كافة الدوائر الخدمية
الحكومية في المحافظة وإنشاء غرفة عمليات يكون مركزها قيادة الشرطة
ويتواجد فيها ممثلين من هذه الدوائر كالصحة والبلديات والماء والدفاع
المدني فيما اكد الدكتور صالح مهدي الحسناوي مدير عام صحة كربلاء
للصباح الجديد انه تم اعداد خطة للطوارئ تهدف الى تعبئة وتنظيم الجهود
لتقديم افضل الخدمات الصحية لزائري المدينة وقد تم اتخاذ جميع
الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي طارئ ..واضاف الحسناوي انه تم تشكيل
غرفة عمليات في مقر الدائرة تشرف على تنفيذ ومتابعة الخطة والمفتوحة
على مدار اليوم وقد تم تخصيص عدد من ارقام الهواتف لهذا الغرض كما تم
عقد مؤتمر تنسيقي بحضور السادة المدراء العمين لصحة النجف وبابل ومدراء
اقسام الجراحة فيها اضافة الى ملاكات الدائرة الصحية وكان الهدف من ذلك
وضع آليات وخطوات عملية مشتركة بينها لتقديم الخدمات للزائرين الكرام
اثناء الزيارة وقد تم الايعاز الى المستشفيات التبعة الى الدائرة بوقف
اجراء العمليات الجراحية للحالات الباردة واقتصار دخول المرضى الى
المستشفى على الحالات الطارئة فقط وتهيئة ردهة الباطنية لاستقبال حالات
التسمم علما ان الدوام سيكون على مدى 24 ساعة وحسب نظام الواجبات
وانشاء خيمة كبيرة في مدخل مستشفى الحسين(ع) العام لغرض استقبال
الحالات المرضيةوتصنيفهاوتهيئة صيدلية طوارئ مصغرة في كل ردهة تماثل
صيدلية ردهة الطوارئ وتم تجهيز مهبط للطائرات العمودية في ساحة
المستشفى وقد تم استضافة فريق جراحي من محافظة بابل وفي مستشفى
النسائية والتوليد تم اخلاء 50%من الاسرة وتهيأتها للطوارئ وتهيئة
حاملي النقالات (متطوعين )وفي مستشفى الطف للطوارئ الذي يضم فريق جراحي
وكوادر وسطية وادارية واحصائية للتوثيق الطبي ووحدة اعاشة وتأمين
الحراسة له مع تهيئة كوادر هندسيةوفنية وكوادر خدمية وسيارة خدمات
ويستوعب 40 سرير مع صالتي عمليات وردهة افاقة والذي اعتبر كمحطة اخلاء
لمركز عون وباب بغداد ومنطقة مابين الحرمين ومفرزة مقام الامام المهدي
(عج) والروضة العباسية المطهرة وقطاع الحسينية وتجهيزه بسيارتي اسعاف
مع كوادرها وتزويده بادوية كاملة وتقرر ان يكون الاخلاء في مستشفى
الهندية الى محافظة بابل عن طريق سيارتي اسعاف وضعت هناك لهذا الغرض
وبخصوص المستشفيات الاهلية أشارالحسناوي انه تم التنسيق مع اداراتها
لضم جهد المحافظة الطبي وتم تنسيب الدكتور عباس حسون جواد مدير قسم
التفتيش لادارة مستشفى العباس الاهلي عند الضرورة وخلال فترة الطوارئ
وعن دور الوقاية الصحية قال الحسناوي انه تم التنسيق مع مركز السموم في
الوزارة لغرض متابعة حالات التسمم وتم اعداد فرق صحية عديدة لمراقبة
مياه الشرب وعلى المحلات والباعة المتجولين والمرافق العامة حيث تم
تقسيم المحافظة الى عدة محاور وكذلك الحال على قواطع الهندية والحسينية
وتم اصدار نشرة للرقابة الصحية وفي محور طريق بغداد تم اعداد عدد من
المراكز الصحية وزودت بالمعدات الطبية وسيارة اسعاف متجولة ما بين
منطقة الوند وعون وقد شملت تلك المراكز بالدوام على مدى 24 ساعة اما
محور محافظة بابل فقد تم اقامة مفارز طبية من مركز الرعاية الصحية
الاولية في الجانب الصغير وقد تم فتحها في جامع المرتضى وزود بسيارة
اسعاف وادوية واجهزة طبية اما في الجانب الكبير فان عمله يشابه عمل
المراكز الاخرى اضافة الى جميع المراكز الصحية في قضاء الهندية وستكون
موقع المفرزة الطبية في منطقة المعهد الفني ويكون موقفها في حسنية بني
اسد وبالنسبة الى محور محافظة النجف الاشرف فقد تم وضع مفرزة طبية في
منطقة المقابر الحديثة وفي مركز المحافظة تم فتح مفارز طبية في الصحنين
الشريفين ومنطقة ما بين الحرمين اضافة الى المراكز الصحية الاولية
فيمركز المدنية وقد تم توزيع سيارات الاسعاف في نقاط متعددة من المركز
حيث تم تهيئة اكثر من 26سيارة
بيان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي بالمناسبة
وقد أصدرت الحوزات العلمية في مدينة كربلاء بيانات بهذه المناسبة
العظيمة وثواب الزيارة فيها لمراقد ألائمة الأطهار وأشار البيان الصادر
عن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي
بالتأكيد على حضارة الإسلام التي أكد عليها القران الحكيم وطبقها رسول
الله وأمير المؤمنين وحث الناس لنبذ الرذيلة لتعم الناس الفضيلة ويذوب
الفقر ليحل الغنى ويترك الخوف مكانه للأمن وينعم كافة البشر بطمأنينة
ورفاه وينبغي ان لايكون العراق اليوم في معترك الصراع العالمي المصطنع
وينبغي ان يشترك في الانتخابات جميع قطاعات الاكثرية ومناطقها
وقومياتها وفئاتها وعشائرها وان يصادق كلهم على القانون والمجلس
والحكومة . |