عراق اليوم، أو ما يحب أن يطلق عليه ساسته الجدد العراق الجديد..!
ضبابي المستقبل ومجهول المصير بالرغم من كل الوعود والتنبؤات التي
أطلقت في السابق و تطلق ألان، وجملة من علامات الاستفهام لا نجد لها
تفسير بالوقت الحاضر نحن أبناء (الداخل).
فما الذي تغير حقا بعد التحرير.. منذ التاسع من ابريل حتى ألان، إذا
استثنينا حرية الرأي المهشمة.
فالفساد الإداري تضخم بصورة جشعة أسوء مما كان في عهد الطاغية ولم يكلف
أي وزير نفسه لعقد مؤتمر داخل وزارته ليعالج مسألة الفساد المستشري
داخلها بل كما تردد أن بعض الوزراء يتهربون من مواجهة هذا الأمر لأسباب
......، والانفلات الأمني وصل حد إن اغلب العراقيون يتمنوا إن ما حدث
لم يحدث وبقى صدام واحد أفضل من جيش صدامي لا تعرف يستهدفك متى وأين
وأي سيارة مفخخة قد تمر بقربك أو قذيفة مورتر سوف تشملك من ضمن ضحاياها
لتزهق روحك فجأة، و معدلات البطالة وان كانت مقاربة لما كان لمعدلات
العهد السابق إلا إن العراقيون بصورة عامة يتشاركون في فقرهم المتقع في
سنينهم العجاف كأسنان المشط ولا يوجد أي مبرر للحسد بين فرد وآخر أو
امتياز، عدا من كان من لفيف حاشية ملكهم وقائدهم الضرورة.
وهنا أقف على النقطة الأهم في بداية المرحلة الجديدة لما يسمى العراق
الديمقراطي الجديد، لنضع بعض النقاط فوق الحروف، ونقارن بين سياسة
النظام السابق وسياسة الساسة الجدد تجاه من شعب يملك الديمقراطية
والتعددية الشكلية وهفت صوته وانخفض لارتفاع صوت أبواق مدعي
الديمقراطية المهيمنون على مفاصل السلطة، صحيح إن الانتخابات كما يؤكد
البعض أنها ستجري في موعدها المقرر مهما كانت الظروف، ولكن لمن هي ..؟
ولصالح من ؟ وما مستوى نزاهتها؟
قد يضن البعض إني ضد إجراء الانتخابات؟
كلا .. ولكن ضد انتخابات حسمت في وقت سابق همشت الشعب بكاملة، فلو
نظرنا نظرة تحليلية لمجريات الأمور نجد إن المؤسسة الدينية والأحزاب
الخارجية(عفوا اقصد من كانت بالمنفى) اتفقت على محصلة الانتخابات مسبقا
، خصوصا أنها استغلت الحالة الاقتصادية المتدهورة للفرد العراقي ومارست
أساليب لشراء التأييد خارج منطق الأخلاق السياسية دون حتى أن تطرح اغلب
هذه الأحزاب أي مشروع أو برنامج سياسي علني، ليؤكد للمتمعن بأنهم
ينظرون للسلطة أو مراكز المسؤولية نظرة تجارية صرفة فقط ، ويدعون
الديمقراطية شكلا وليس فعلا، كتقليد على سبيل المثال للتعددية الشكلية
في مصر ، ولماذا تم إبعاد أي تيار من الداخل للاشتراك في إدارة شؤون
الدولة؟
بحيث خلق نفس الإحساس المسبق إبان عهد الطاغية عندما همشت التيارات
الشعبية، لنستنتج أكثر من سؤال :
هل من سقط نظام صدام فعلا..؟
أم شخص صدام فقط..؟
هذا ماسوف يتضح لنا بمرور الأيام.
Sawaf1976@hotmail.com |