اصبحت "المدارس" الباكستانية تشتهر بانتاج الارهابيين والمتطرفين
عوضا عن المتعلمين بعدما تحولت الى تدريب المقاتلين لمحاربة القوات
الاجنبية وبخاصة في البلدان الاسلامية.
وبالرغم من انتشار المدارس في كل ارجاء باكستان الا ان مستوى
الامية يبلغ فيها 40 بالمئة اذ يعيش معظم الشعب الباكستاني في مناطق
نائية بعيدين عن ابسط ضروريات الحياة الحديثة.
وتشير احصائيات وزارة الداخلية الباكستانية الى وجود أكثر من 9000
مدرسة تقدم التعليم المجاني والمأوى والملبس لنحو مليوني طالب بينهم
أكثر من 3 آلاف طالب اجنبي ينتمي معظمهم الى اسر فقيرة.
ويرجع تحول المدارس من التعليم الى التطرف منذ عقد الثمانينيات
حيث كان الرئيس الباكستاني الاسبق الجنرال ضياء الحق يقدم لها كل
الدعم والرعاية من اجل التقرب الى الاحزاب الدينية بهدف مساعدته في
تجنيد مقاتلين ضد القوات السوفيتية السابقة في افغانستان.
وقد ساهم انتهاء الاحتلال السوفيتي والتغيرات السياسية التي
شهدتها باكستان في تحول بعض تلك المراكز العملية الى "مصانع"
للمتطرفين تدرس طلبتها نسخة من الاسلام ضيقة الافق وعنيفة في مجملها.
وحاولت حكومة الجنرال برويز مشرف اطلاق مشروع اصلاحي لتعديل
وتحديث مسار تلك المدارس وذلك في عام 2002 عن طريق منحها مساعدات مالية
وادارية.
وفشلت اسلام اباد في تطبيق الخطة كما انها جوبت بالرفض وصل الى حد
التهديد بمقاومتها من قبل ادارات المدارس على اساس ان معظم المساعدات
المالية تأتي من الخارج كما ان أيدي اجنبية ساهمت في رسم الخطة.
وطبقا لاحصائيات غير مؤكدة يدرس في تلك المدارس حاليا اكثر من ألف
طالب اجنبي يأتون من اوزباكستان وطاجيكستان وروسيا وتركيا وبنغلاديش
وافغانستان.
ويقول احد العاملين في تلك المدارس انه رغم جهود الحكومة الا ان
عدد الطلبة الاجانب يرتفع في البلاد سنويا وانهم يقبلون عليها لتلقي
التعاليم الاسلامية.
وقال مفتخرا ان الوقت سيأتي حين تصبح باكستان حصن الاسلام بعد
المملكة العربية السعودية.
المصدر: كونا |