الإنترنت تلك الشبكة المعلوماتية الهائلة التي تربطنا مع العالم ابهرت
الإنسان فدأب علي اكتشاف اسرارها ومعرفة خباياها، واستحوذت علي اهتمام
الكثيرين من الناس من مختلف الأجناس والأعمار.
وعبر شبكة الإنترنت يتم التعارف بين الشباب لأغراض الزواج التي غزت
المجتمع الغربي أولاً ووصلت إلي مجتمعنا العربي أيضاً، وتدل معظم
الإحصائيات أن هذه الظاهرة تنامت وأصبحت ظاهرة شائعة بين مختلف اوساط
الشباب الذين يبحثون عن التعارف لغرض الزواج أو الصداقة.. فماذا يقول
هؤلاء؟
جميل حسن الذي يبلغ من العمر 26 عاماً قال: عبر شبكة الإنترنت تعرفت
علي فتاة أحلامي وتواصلنا إلكترونياً لأكثر من سنة، وقررنا بعدها أن
يكون اللقاء الحقيقي للتعرف علي أهلي الذين تفاجأوا من طريقة تعارفنا،
واذكر تماماً أن أمي أصيبت بالدهشة، ولكن الزواج تم والحمد لله وأنا
سعيد جداً مع زوجتي.
وعد العزيزي طالبة في الجامعة الأردنية قالت: إن الزواج عبر الإنترنت
إذا تم حسابه جيداً سيتكلل بالنجاح، لكن هذا التعارف من أجل الزواج
الذي يتم من خلال إنشاء صفحات خاصة علي الإنترنت هدفها إلي الربح
المادي فقط، لا يقود إلي النتيجة المرجوة، غير انني شخصياً أمر بتجربة
تعارف أتمني أن تصل إلي النهاية السعيدة، وتقول وعد: نحن نتحادث منذ
أقل من سنة علي الإنترنت والكمبيوتر يحمينا من فضول الآخرين وفارة
الكمبيوتر تغنينا عن الخاطبة في معرفة العريس المرتقب.
أميرة الساحلي تبلغ من العمر 22 عاماً قالت: أنا لا ألوم الفتيات إذا
قمن باستخدام الوسائل التكنولوجية في البحث عن عريس، فالفتيات يبحثن عن
عريس المستقبل بشتي الوسائل التي لا تتنافي مع تقاليد المجتمع وقد يكون
الإنترنت إحدي الطرق، أما بالنسبة لي فإنني ارغب في الزواج من عريس آت
علي حصان أبيض وليس من خلال شبكة الإنترنت أو البريد الإلكتروني.
سامر أحمد 22 عاماً يقول: أنا لا اعترض علي طريقة التعارف عبر الإنترنت
للزواج وأعتقد أن الأهم من ذلك توفر النية الحسنة للزواج، وأن يكون
التعارف بعيداً عن التسلية والبحث عن بعض الأغراض الرخيصة.
ريما مأمون تبلغ من العمر 19عاماً تقول: إن الحقائق المرة التي
تحتويتها الإنترنت عبر بعض برامجياتها تتنافي مع القيم الإسلامية
السامية، وحتي لا يستغل الإنترنت لتحقيق مكاسب عاطفية غير مشروعة أو
منافع شخصية أو مادية غير محبذة فينبغي علي العاملين علي الإنترنت
وبدرجة خاصة الفتيات أن يكون لهن شيئ من الإحاطة بمعلومات حول من
يلتقين بهم علي شبكة الإنترنت بهدف الزواج، حتي يتجنبن الوقوع في أي
مشكلة، ويحفظن بالتالي علي كرامتهن وسمعتهن ونقائهن.
محمد وليد طالب بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية قال: إن الزواج
بالإنترنت لا يضمن لنا التعرف علي أخلاق من سنتزوج، فالمرأة تنكح
لجمالها ومالها وحسبها ودينها، وكقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (إذا
أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، إذن العوامل والمقومات التي يقوم
عليها الزواج في الإسلام لا يستطيع الإنترنت تحقيقها، وغاية ما يستطيع
الإنترنت تحقيقه إظهار صورة الشخص المقبل علي الزواج عن طريق إدخال
الصورة إلي الكمبيوتر، أما السلوك والسيرة الذاتية وهي الأهم من الصورة
فلا يمكنها أن تظهر عن طريق الإنترنت، فكيف يتسني للزوج أو الزوجة
معرفة حقيقة كل منهما دون أن يعرفوا بعضهم بعضاً بالطريقة الصحيحة التي
تتم من خلال التعارف الأسري، والسؤال عن الطرفين لدي الآخرين؟ وكيف لنا
أن نحقق الأهداف والمقاصد السامية عن طريق شبكة إلكترونية! |