ربما يمكننا القول بأن الناس عبيد الدنيا ويخافون الجوع ونقص
الأموال ويكون أفكارهم منصبة لدر المعاش ولا مشكلة في نوعية الوسائل
والسبل.
وعليه عندما تكون أمريكا في قبضة اليمين الصهيوني والعالم في قبضة
أمريكا هي ليست صدفة بل هي ضربة شطارة وجهد في احتيال وتسيير الناس حسب
المخططات والمصالح وبشكل طوعي وعن قناعة تامة بعد إسكاتهم بالفتات
المتبقي من المائدة الخاصة لمجموعات السيطرة والنفوذ والمال في البلاد.
لذا نرى المجموعات المسيطرة في كل فترة تخرج بطريقة جديدة تشغل عامة
الشعب ليتسنى لهم المجال في التفرغ لاقتسام ثروات الأرض وخيراتها ومن
تلك التي في أمريكا لعبة الانتخابات حيث لا صوت يعلو على صوت هذه
المعركة في هذه الأيام...
ولأن الصوت اليهودي في هذه الانتخابات يكون دائماً صوتاً منظماً
ومؤثراً إلى حد كبير في توجيه دفة الانتخابات، خصوصاً في مرحلة الدعاية
الصاخبة لاستقطاب أصوات الناخبين قبل ذهابهم إلى الصناديق، فإن كلا
المرشحين يتصاعدان يوماً بعد يوم في درجة الغزل وإبداء الحب والتعاطف
مع إسرائيل التي يحتشد خلف مطامعها ذلك اللوبي القوي في أمريكا.
والإدارة الأمريكية في مواجهة المصداقية في الداخل والخارج بعد أن
ثبت أن جميع الأسباب التي أعلنتها لحرب العراق لم تكن صحيحة.. وبعد أن
تبين بالوثائق أن الرئيس الأمريكي أبلغ عن ضربة يعدها بن لادن في
أمريكا وكان ذلك يوم (6) أغسطس (2001م) لكنه ترك واشنطن وذهب في إجازة
لمدة شهر كامل قضاه في مزرعته، ثم أزمة اقتصادية وصلت إلى حد أن
المنافس على الرئاسة (جون كيري) وصفها بأن الرئيس بوش تسبب في زلزال
مالي في أمريكا بعد أن زاد العجز في الميزانية هذا العام على (500)
مليار دولار.
هذه الأزمة أضيف إليها المأزق الاستراتيجي لأمريكا في العراق، حيث
فشلت محاولات إثارة الفتنة بين الشيعة والسنة، وهذه في الحقيقة مجموعة
أزمات تضيق الخناق على الإدارة الأمريكية، وأدت إلى هبوط شعبية الرئيس
بوش إلى أدنى مستوى، وهكذا بين كر وفر، وصعود وهبوط وشدة المنافسة بين
المرشحين للانتخابات المقبلة فلا ملاذ كما السابقين إلا مصافحة اليهود
والتودد إليهم والتقرب منهم.
فلا مجال للقول بأن الإدارة الأمريكية تتخبط في مواقفها وتضحي
بأصدقائها ومصالح أمريكا وبالشرعية الدولية مقابل الفوز بفترة رئاسية
ثانية!
أو القول بأنه حتى مشروع الشرق الأوسط الكبير ليس سوى ورقة انتخابية
أليس المصالح الشخصية مقدمة على مصالح الجماعة في ظل التعود على
المادية البحتة في التعاملات الحياتية، وعدم القيام بأي شيء دون مقابل،
وحقاً إن الملك عقيم ونشوة السيطرة شعور لا يقاوم. |