انطلقت الاف الحشود الغاضبة من مختلف ارجاء العراق الى مدينة النجف
صبيحة يوم الخميس تلبية لنداء آية الله العظمى السيد علي السيستاني
وتعبيرا عن سخطهم لما يحدث في هذه المدينة المقدسة، فقد استمر هذا
الزحف بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، فبالاضافة الى شدة
الازدحام المروري الذي امتد الى مسافة 30 كيلو متر جنوب مدينة ابو صخير
احد الاقضية الجنوبية للنجف والتي كانت المنفذ الوحيد للدخول بعد ان
اغلقت الشرطة والقوات الامريكية كل المداخل الاخرى فضلا عن حرارة الجو
المرتفعة وعدم توفر مياه الشرب ، تخللت هذه المسيرات استشهاد مايقارب
160 شخص بسبب اطلاق النار عشوائيا عليهم من قبل الشرطة لمنعهم من
الدخول الى المدينة او التوجه اليها، فقد سقط مايقارب اربعة عشر شهيدا
في احد حواجز التفتيش في مدينة الحلة، وما يقارب 60 في نقطة تفتيش تقع
بين مدينة النجف والديوانية فضلا عن سقوط 73 شهيدا واكثر من 60 جريحا
في مدينة الكوفة بعد ان سقطت قذيفتي هاون مجهولة المصدرعلى مسجد الكوفة
بعد ان احتشد هناك المتظاهرين استعدادا للتوجه الى مدينة النجف
،مستخدمة كل مااتيح من وسائط نقل، ابتداء من السيارات الخاصة والباصات
وحتى الدراجات النارية تاكيدا على اصرارهم دخول المدينة مما يعكس مدى
التزامهم بامر المرجعية الامر الذي بدى البعض بالمراهنة عليه، فيما
تعالت الاهزيج والاناشيد بين الحشود بعد وصول انباء عن دخول السيد
السيستاني مرقد الامام علي (ع) واضطرار الحكومة العراقية لوقف اطلاق
النار.
على صعيد متصل اعلنت الحكومة العراقية هدنة لمدة اربع وعشرون ساعة
لفسح المجال كما ادلى محافظ النجف للقنوات الفضائية لاجراء المفاوضات
بعد وصول سماحة السيد علي السيستاني ولقائه بمساعدي السيد مقتدى الصدر،
فيما اعلن في ساعة متأخرة من نفس الليلة الخميس موافقة الاخير على
مبادرةالسلام التي طرحها وبقوة المرجع السيستاني على طرفي النزاع،
الامر الذي اعلنت الحكومة المؤقتة موافقتها عليه، فيما دعى مقتدى الصدر
انصاره لاى القاء السلاح والانضمام مع انصار السيد علي السيستاني صباح
يوم الجمعة بعد ان تسلم مكتب المرجعية مسؤولية الصحن الحيدري.
واهم ما جاء في مبادرة السيد السيستاني :
1/ جعل مدينتي النجف والكوفة منطقتين خاليتين من السلاح وخروج
مقاتلي جيش المهدي من الصحن العوي الشريف.
2/ انسحاب القوات الامريكية من النجف وتستلم الشرطة مهام حفظ الامن.
3/ تعويض الحكومة المؤقتة المتضررين في مدينة النجف.
4/ العفو عن جميع المقاتلين وعدم ملاحقتهم.
من جانبها اكدت الحكومة المؤقتة على لسان رئيس الوزراء اياد علاوي
استمرار العفو الذي اعلنته سابقا،وفي بادرة لاعلان حسن النوايا قامت
باطلاق سراح الشيخ علي سميسم الناطق الرسمي لمكتب الشهيد الصدر بعد ان
القت القبض عليه قبل عدة ايام، واكدت على انها ستلتزم ببقاء السيد
مقتدى الصدر حرا.
ولم يتخلل التزام الهدنة سوى تبادل لاطلاق النار بين مجموعة كانت
تستقل سيارة رفضت الوقوف على احد الحواجز مما اضطر رجال الشرطة اطلاق
النار بعد ان لاذت بالفرار.






 |