تتناقل الدوريات العلمية أخباراً طازجة عما يتوصل إليه العقل البشري
من إنجازات حديثة في مجال العلوم المختلفة لكن بعض تلك التوصلات تكون
محط شك أحياناً لدى بعض المتابعين وخاصة لدى أولئك الذين يطالبون بأدلة
تمحو ما كان سائداً من سائدات علمية حولها.
فقد كشفت دراسة جديدة أن جمجمة الإنسان من نوع (نندرثال) الذي بنى (تشارلز
دارون) نظريته العلمية حول أصل الإنسان في كتابه الشهير (أصل الأنواع)
الذي ترجم إلى اللغة العربية لأول مرة في مصر منذ عشرينات القرن
العشرين الماضي ليست ذات صلة بإنسان هذا العصر الحديث إذ من المعلوم أن
(دارون) قد حدد أن الإنسان من نوع النندرثال الشبيهة في ميزات كثيرة
بنوع معين من القرود هو الشمبانزي هو الذي تطور إلى الإنسان الحالي
وليس الأنواع الأخرى من القرود ويمكن التذكير أن نوع القرد الشمبانزي
هو الوحيد من بين فصيلة القرود لا يوجد له ذيل.
طبيعي أن الجدل ما زال محتدماً بين علماء الانثروبولوجي وتقول
العالمة الأمريكية (كاترينا هارفاتي) أنها قد قارنت 15 سمة بارزة للوجه
والجمجمة عند إنسان النندرثال ويسمى أحياناً بإنسان (النندريثال)
المعتبر أحد السلالات المبكرة للبشر وبحسب وكالة الأسوشيتد برس التي
دخلت على الخط فإن إنسان النندريثال أمتاز بكونه من الصيادين الأقوياء
الذين سادوا قارة أوروبا لزهاء مائة ألف سنة ثم انقرض نوعه قبيل ظهور
إنسان العصر الحديث.
هذا وتوصلت الدراسة إلى أن ثمة اختلافات رئيسية بين سمات الجمجمة
بين الإنسانين – القديم والحديث – وتقول العالمة (هارفاتي) حسماً للجدل
الدائر حول هذا الموضع الذي أحيط بآراء علمية عديدة بين مؤيد أو نافي
لما توصل إليه (دارون) بـ(إني لم أنفي وجود أي صلة بين البشر الحاليين
وإنسان النندرثال غير أني أرجح أنهما يمثلان نوعين منفصلين).
ويأتي نشر نتائج دراسة (هارفاتي) فيما وثقته مجلة الأكاديمية
الوطنية للعلوم بعد زهاء مرور عدة أشهر لاكتشاف قام به (اريك كرنكوس)
وهو عالم انثروبولوجي أمريكي لفك يعود إلى مدة زمنية قدرت ما بين (34)
إلى (36) ألف سنة قد عثر عليه في كهف برومانيا فيما يظن أنه دليل على
الجيل الأول من سلالة إنسان العصر الحديث في القارة البرداء (أوروبا).
ولاستكمال النظرة حول الانطباعات العامة للناس في المجتمعات الغربية
حول العلوم ونظرياتها التي غالباً ما تنطلق في العصر الحديث من بلدان
الغرب ذاتها أن التعليق يتجه نحو فصل الوصف ما بين الإنسان الذكر
والإنسان الأنثى على الرغم من أن حالة الإنفتاح الاجتماعي هي الحالة
السائدة بين كل دول أوروبا دون استثناء حيث يعلق الناس على من يعتقدونه
مناوئاً للحياة الحقة فإذا كان رجلاً.. فيقولون عنه أنه لن يستطيع أن
يغير من صفته الاصلية، إذ هو مازال قرداً. أما عن المرأة فلا يتردد
الناس في وصف المرأة الغبية التي تصدق وتثق بـ(الرجل الغربي) دون تجربة
بأنها تبقى امرأة فهي مخلوقة للجنس فقط وهذا ما يثير الجمهور النسائي
الأخذ بفرض آراء النساء وتحقيق مطالبهن من الرجال.
أن يهرب المرء من حقيقة فهو لا محالة يلتجئ إلى أكذوبة ومفارقات
الحياة ما تزال تتوالى وتحمل الغرابة العلمية بأحيان ليست قصيرة ففي
أحدث معرض استضافه (متحث علوم مينسوتا) وأشرفت عليه جامعة شامينيد في (هونولو):
(أن الحشرات قد تقدم أفضل الأدلة وأدق الإفادات في جرائم القتل)
ويستكشف معرض (حشرات مسرح الجريمة) وهكذا سمي عن التطور السريع الذي
يشهده حقل الطب الجنائي المعتمد على علم الحشرات، والمساعدة التي
تقدمها الحشرات في فك بعض ألغاز الجرائم وتقديم القتلة إلى منصة
العدالة، وبهذا الصدد يقول (لي جوف) أمين المعرف الآنف ويعمل حالياً
كرئيس لبرنامج علوم الطب الجنائي بالجامعة المذكورة إلى جانب عمله
كـ(مستشار) جنائي في مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI لجانب عدد من
الهيئات القانونية بـ(أن معرض حشرات الجرائم) ستقام عروضه في مختلف
أنحاء العالم وحتى السنة 2007م القادمة.
ويقول (جوف) أيضاً: إن الحشرات التي تمتلئ بها جثث القتلى ومراحل
تطورها تساعد في تحديد زمن الوفاة وقد تقدم الأدلة على أسباب الوفاة
فيما إذا كان المتوفى قد لقي مصرحه قتلاً أو تناول مواد سامة أو لعبت
المخدرات دوراً في إنهاء حياته وأن تواجد الحشرات والديدان على جثث
القتلى تتيح فرص الوصول إلى ملابسات الجريمة بعد إجراء عملية تشريح
لأنواع من الحشرات بعد وقت قليل من زمن الوفاة وصولاً إلى سبب الوفاة. |