ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

هوليوود تحول قصة مشردا ايراني الى فيلم
 

عاش الفريد ميرهان في هدوء على مقعد بمطار شارل ديجول في العاصمة الفرنسية باريس منذ 16 عاما يضع متعلقاته القليلة في حقائب وصناديق الى جواره.

كان الوجود السريالي لميرهان تحت أضواء النيون في قاعة الطعام الكئيبة بالمطار هو الذي ألهم المخرج ستيفين سبيلبرج في فيلمه الجديد (صالة المطار) The Terminal الذي يقوم ببطولته توم هانكس في دور مواطن من أوروبا الشرقية تقطعت به السُبل في مطار نيويورك لعدة شهور.

ويقول ميرهان الذي ولد في ايران واسمه الحقيقي ميرهان كريمي نصيري انه لم يشاهد الفيلم أو أي من أفلام سبيلبرج لأن مطار شارل ديجول ليس به قاعة سينما.

منذ بدء عرض فيلم (صالة المطار) في الولايات المتحدة في يونيو حزيران الماضي والصحفيون يصطفون للقاء ميرهان في "منزله" بصالة المطار ويتوقف الركاب لاتقاط الصور معه ويرسل له المعجبون خطابات ويكتبون العنوان الى "الفريد صالة 1."

ويقول ميرهان "قد أكون مشهورا. لكن حياتي لم تتغير على الاطلاق. مازلت أجلس هنا وليس في شقة فاخرة."

ويضيف انه حصل على 300 ألف دولار من شركة دريم ووركس التي انتجت فيلم سبيلبرج مقابل حق استغلال قصة حياته لكنه لم يمس سوى القليل من هذا المبلغ. فهو لا ينفق فقط سوى ما يكفي لشراء الصحف والطعام والقهوة.

لكن ميرهان الذي يقول ان عمره 59 عاما لا يبدو مثل المشردين فشاربه مقصوص بعناية فائقة وشعره الأسود مصفف بشكل أنيق. ورغم أن حياته التي استمرت 16 عاما في المطار لم تصبه بمرض عضوي إلا ان طبيبه يقول أنه فقد صلته بالواقع.

وقال فيليب بارجين رئيس المركز الطبي بالمطار الذي يعالج ميرهان منذ وصوله عام 1988 "أكثر ما يذهلني في هذه المسألة هو أنني على مدى كل هذه السنوات التي عرفت فيها الفريد لم أقابل شخصا واحدا يقول أنه عرفه قبل ان يأتي الى هنا. لذلك أعتمد فقط على ما يقوله هو لمعرفة قصة حياته."

لكن هذه القصة تتغير. فخلال بضع ساعات يمكن ان يروي ميرهان قصة مختلفة تماما عما جاء به لباريس.

لكن ما يبدو معروفا هو أنه وُلد في ايران. وانتقل وهو شاب الى بريطانيا للدراسة في جامعة برادفورد في السبعينات حيث شارك في مظاهرات مناهضة لشاه ايران الراحل.

ولدى عودته لبلاده عام 1976 اعتقل واستجوب بشأن أنشطته السياسية. وحين نُفيَ من ايران عاد الى بريطانيا لكنه لم يتمكن من الحصول على حق اللجوء السياسي.

هام ميرهان على وجهه في أوروبا في ملحمة تشرد استمرت عدة سنوات وأمضى بضعة أشهر في السجن بسبب الهجرة بشكل غير مشروع. وفي عام 1999 وافقت السلطات الفرنسية أخيرا على منحه حق اللجوء السياسي لكنه كان قد غيَر رأيه.

ويتذكر بارجين الواقعة قائلا "عندما وصلنا الى ادارة الشرطة لتوقيع الأوراق كان اسمه الحقيقي ميرهان كريمي نصيري مكتوب في الوثائق...لكن الفريد قال ..اسمي السير الفريد ميرهان."

مازال ميرهان الذي ينفي أنه ولد في ايران كما ينكر معرفته باللغة الفارسية دون أوراق لكن السلطات الفرنسية تغافلت عن هذا الرجل الهاديء المقيم في ركن بالمطار.

وقال ضابط شرطة "انه لا يخل بالنظام العام... انه لا يزعجنا لذلك لا نزعجه. لم نواجه أي مشاكل مع الرجل. انه تميمة المطار."

ويقول بارجين ان ميرهان يمكنه اذا أراد مغادرة سجنه الذي فرضه على نفسه في المطار ولن يكون عليه سوى توقيع الأوراق. لكن يبدو أن ميرهان لا يعرف ماذا يريد أن يفعل في المستقبل.

فهو يقول انه لا يشعر بالراحة داخل المبنى الخرساني الذي يزيد تصميمه الغريب من سريالية الموقف ومن أجواء روايات كافكا القاتمة. فالمسافرون يضلون طريقهم بسهولة داخل المبنى المقام على شكل قطعة من الحلوى حيث تنقل أنابيب شفافة المسافرين الى صالات السفر.

وقال ميرهان "لا أريد البقاء هنا الى الأبد لكني سعيد بالوضع باعتباره حلا قصير الأمد. لا أشعر أني في سجن. ولا أشعر بالملل. أقرأ. وأكتب."

يستحم ميرهان في دورات المياه بالمطار في المساء عندما يكون أغلب السياح قد غادروا المطار ويقول "أفتقد الخروج للتسوق أحيانا. أن أجد نفسي في مدينة وأن أذهب الى السينما."

ويخرج ميرهان أحيانا والذي أصبحت حياته موضوعا لعدد من الافلام التسجيلية ويرغب في نشر كتاب عن حياته من أبواب المطار ليستنشق بعض الهواء لكنه لا يسير أبعد من مئة متر عن المبنى.

ويقول مبتسما "أريد الذهاب الى هوليوود لمشروعات سينمائية أخرى... لكني سأتقاضى أكثر عندئذ بالتأكيد."

لكنه قد يحبط عندما يدرك أن فيلم سبيلبرج لا يشبه حياته. فالشخصية التي يمثلها هانكس تقع في حب نادلة تقوم بدورها كاثرين زيتا جونز في حين يقول ميرهان انه ليس له صديق واحد.

وقالت شركة دريم ووركس التي انتجت الفيلم في بيان "قصة السيد نصيري كانت ملهمة في المعالجات الاولى للفيلم لكن الفيلم لا يصور قصته."

ورغم أن ميرهان يبدو غير واثق من أنه سيغادر صالة المطار إلا انه لم يتخل عن الحلم. قال وهو يحدق من نافذة خلف مقعده "طائرات عديدة تتجهه من هنا الى الولايات المتحدة كل يوم. سيكون من السهل الذهاب الى هناك."

المصدر: رويترز

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 10/8/2004 - 24/ جمادى الثانية/1425