الحلم الذي يراود كلّ العراقيين هو ان تكون لهم وسيلة اعلام مرئية
تنافس مع كل ما يحيط بها من ضروف صعبة (لا ننكرها) القنوات الاخرى سيما
بعد ان دخل الطبق اللاقط الى بيوت العراقيين بشدة... بقيت تلك الامنية
تتلكأ في خلجات المواطن العراقي في الاشهر الاولى التي تبرر للقائمين
على ( العراقيية) رتابة البرامج المقدمة او الكادر المبتدئ مع تفّهم
الجمهور العراقي لتلك الحالة الا ان ثمة عذر لا يبقى للقائمين على قناة
العراقية (التي لم تنور عيني لحد الان) فالكوادر الموجودة تكاد تكون
ترتعش امام عدسات الكاميرا وكأنهم بعيدون كلّ البعد عن المهنية
الاعلامية وما يعقّد الامر ان هناك اصرار من (العراقية) على تلك
المجموعة الناشئة التي لم تطعّم بطاقات مجربة الا ما شذّ وندر لكي نكون
منصفين مع اسماء قليلة حرصت ان تكون حاضرة لكي تنقذ العراقية من ذلك
المأزق... وليس هذا فقط فأن ما يلوّح للناقد ان يمرّ به مرور الكرام هو
النسبة المئوية المستفحلة من برامج القناة السعودية المعروفة m.b.c
التي تقدمها (العراقية) ابتداءا من (أنت)
مرورا بعالم دريد، من سيربح المليون، استوديوالفن، لا تفهمونا غلط ...
الخ بحيث يمكن القول ان المرسلات العراقية لو وضعت
قناة m.b.c مكان العراقية لما شعر المواطن بالتغيير خصوصا وان
الفواصل الاعلانية التي تتخلل تلك البرامج تدعو هي الاخرى المشاهد ايضا
لمشاهدة البرامج الاخرى التي تقدمها القناة السعودية وتبثها العراقية
ايضا ولعل التغيير الوحيد الذي سيشعر به المشاهد (لكي لا نظلم العراقية)
هو غياب نشرات الاخبار غير المصحوبة بالحالة الجوية لانك لو استبدلت
بها حالة الطقس المقدمه من الـ m.b.c لكان افضل بكثير بحيث لا تكون
درجات الحرارة هي المهرب الوحيد لكل من لا يملك تجربة اعلامية كافية
لتقديم الحالة الجوية في قناة العراقية وقد يشعر ايضا بغياب مباريات
المنتخبات الوطنيةاو مباريات الدوري العراقي التي نشعر بالملل والكلل
الناتج عن دعوة (العراقية) لمشاهدة مباراة بعينها وقبل ايام من موعد
المباراة بعد ان نتفاجئ في ساعة الصفر ببرامج بديلة وبعد ذلك اما ان
تبث المباراة وبشق الانفس بعد ساعتين واما ان تكون في طي النسيان بدون
حتى اشعار المشاهد بسبب ذلك او تقديم اعتذار روتيني... والمستغرب ان كل
ذلك يحصل في ظل اجواء من (الدلاعة) البغدادية اذا صحّ التعبير (نورت
عيني، تدلل...) تارة بكسر لام التدليل وتارة بفتحها... وقد تكون الايام
القادمة كفيلة بضم اللام ايضا وتضيع الحسبة كما ضاعت على اغلب مقدمي
ومراسلي العراقية ابسط قواعد اللغة العربية التي اصبحت بنظر هؤلاء موضة
من الماضي وكما ضاعت ايضا ملاكات الاعلامي الناجح بعد ان استبدلت من
قبل كوادر العراقية بـ (جاهزين) كما يقدمها حازم السويدي بعد ان استعار
الحرف الاول في تلك الكلمة من بلاد الشام او من ( لبنان بشكل خاص) كي
يكون جميلا وموضة عراقية جديد تقدمها لنا العراقية وتترك (جاهزين)
العراقية لسخريات مركز هبة !!
فلماذا ايّتها العراقية هذا الاصرار على الـ (m.b.c) دون سواها
ولماذا ايضا هذا الاصرار على العاميّة واللهجات المستعارة ؟؟؟!!!!
ما حدى مما بدى... عفوا.. عفوا اقصد: عجيب امور غريب قضية . |