قيود من الارهاق في الشرق احكمت لتسخير اهليه لها حلقات ليست تلك
البداية في بيت من الشعر ترفيّة وان كانت من الجواهري الذي عاش
الرهبانية والمجون في مدن المتناقضات المعروفة عند الجميع بقدر ما تعني
بداية تختزل واقع الفوظى العراقية التي عاشها البلد في السابق ولا زالت
تستنزف العراق حتى هذه اللحظة.
ارتباك في التحرك وتناقضات في المواقف الى جانب غياب المهنية وتوزيع
الادوار في كل مرة ينتقل العراق فيها من مرحلة سابقة الى مرحلة لاحقة
عليه ان يتحمل اعباء الماضي الثقيل ليترك متطلبات الحاضر في مرحلة غير
متقدمة من سلم اولوياته وهذه الدوامة تجعل (في كل مرة) الحاضر كبش فداء
لآهات الماضي الثقيلة التي تعني الاستمرار في اجترار الماضي والاستغراق
في تجذاباته الشائكة، فبدل ان يكون حديث اليوم في الساحة العراقية في
مفاهيم متقدمة معاصرة تعالج الفجوات العريضة على الصعيد العراقي تجد
الهم والجهود مستنفذة حول الكهرباء الماء والامان بعض يبرر وآخر يرفض
التبرير من الكهرباء مرورا بالحصة التموينية وهل ستتشرف الحصة
التموينية بضيف جديد ام لا، ثم تشكيل الجيش وهكذا دواليك دواليك. تلك
الملفات التي تعتبر في الحاضر من اهم الاولويات في حياة المواطن والتي
فرضتها المرحلة السابقة بهذا الشكل على اصحاب القرارتستغرق الوقت
والجهد في وقت يناقش في بعض البلدان مشروعية الاستنساخ البشري او تقديم
الخدمة الجنسية للمرضى في بلدان اخرى.
ذلك التفاوت يعكس الفجوة الكبيرة بين الحالة العراقية وبين غيرها ومن
ثم يعكس حجم المسؤولية الكبيرة والخطيرة الملقاة على عاتق اصحاب القرار،
لكن الانتقالة الحالية حملت الحالة العراقية بكاملها عبئا ثقيلا وتركة
كبيرة من نوع آخر لا يقل خطورة عما سبق حيث انها حملتنا مرض الصنمية في
كل شئ ولا سيما على الصعيد السياسي صنمية المسؤول صنمية القائد صنمية
المفاهيم السياسية المعكوسة، حملتنا تركة الرموز السياسية التقليدية
التي لا ننكر بعضها كان في الصفوف الاولى المناهضة للدكتاتوريات، تلك
حسنة لا ينبغي بكل تأكيد ان تكون المسوغ الاساسي لتوزيع الادوار ومنح
المناصب وانطلاقا من تلك التركة كانت مخلفات الحكم على ضوء
المحاصصة الطائفية والعرقية بدل المعايير الاخرى. التوزيعة الموجودة
حاليا لاعضاء الحكومة والهيئات الوزارية والمراكز الحساسة قد تكون (مع
انها وزعت وفقا للاعراق والطوائف) قد تكون مبدئيا وفي هذا الظرف
السياسي الخاص ليست بالخطأ الفاحش الا ان بقاء الفكرة وتكرار الرموز
ومن ثم تكرير المنهجية والاسلوب في المستقبل لا يبعدنا كثيرا عن قيود
الارهاق التي اشار اليها الجواهري في عشرينات القرن الماضي. بطبيعة
الحال لكل جيل تصورات وافكار ورؤى تتميز بشكل واضح عن الاجيال السابقة
وهذا المتطلب يتطلب تواجدا لاسماء جديدة قد تشكل نصف الحاضر لتكون تمام
المستقبل فالخبرة ان كانت متوفرة لا تعني الوقوف عندها فقط والاستمرار
بسياسيات عجائزية شابت منذ امد بعيد.
اضف الى ذلك ان بعض الشخصيات التي لها حضور كبير في وسائل الاعلام تثار
حولها علامات استفهام ولغط مثيرين للجدل اذ ان بعضها نشأ وتم دعمه من
قبل بلدان معينة وبعض له اجندة خلافية مع بلدان اخرى والوقوع في تلك
الدوامة يعتبر مؤشر سلبي من الناحية الاستراتيجية على صعيد العلاقات
الدولية وعلى صعيد الداخل العراقي المعقّد، لكن المتوقع ان نهاية هذه
المرحلة تعني ايضا تجاوز الماضي وتجاوز الصنمية السياسية ومن ثم تفرز
اسماء اخرى لاجيال اخرى. |