وجه يوم الاربعاء منظمو حملة للحقوق الدينية شجعتهم دعوة من الامم
المتحدة الى وضع حد لاضطهاد الاقليات الدينية نداء الى المنظمة الدولية
كي تتصدى لاضطهاد "المرتدين" في البلدان الاسلامية.
وجاء ذلك في الوقت الذي اشادت فيه جماعات حقوقية بما ورد في تقرير
التنمية البشرية لعام 2004 الصادر عن الامم المتحدة من التأكيد على أن
"الافراد يجب أن يكونوا احرارا لا في انتقاد الدين الذي ولدوا عليه
فحسب بل وفي التحول عنه أيضا الى دين اخر أو البقاء بلا دين."
وجاء نداء الاربعاء في شكل التماس يحمل توقيع نحو 90 الف شخص من 32
بلدا بينهم مسلمون حاليون وسابقون سلم الى المفوضة السامية الجديدة
لحقوق الانسان لويز اربر.
وجاء فى الالتماس أنه يتعين على زعماء المسلمين والهيئات الاسلامية
الدعوة صراحة الى اعادة تفسير الشريعة الاسلامية "بحيث لا يواجه
المسلمون الذين يتحولون عن دينهم الترويع أو المضايقات أو الاضطهاد أو
الموت نتيجة لذلك."
ودعا الالتماس الذي اعدته جماعة مسيحية بريطانية اسمها صندوق برنابا
Barnaba Fund مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والحكومات
والهيئات الدولية الى رفع اصواتها واثارة هذه القضية "كأمر ملح" مع
التجمعات الاسلامية.
وقال مدير الدعاية بالصندوق بول كوك الذي رحب بما ورد في تقرير
التنمية البشرية باعتباره "تأكيدا مشجعا جدا" على "حق الردة" ان جهود
جماعته من اجل الدخول في حوار مع الهيئات الاسلامية بشأن هذا الامر
قوبلت بالصمت.
ويقول واضعو تقرير التنمية البشرية ان قضية الردة التي اصبحت تقابل
بتساهل في المجتمعات المسيحية وغيرها لم تزل حساسة للغاية في البلدان
الاسلامية -حتى ولو كانت حكوماتها لا تستمد سلطتها صراحة من الدين -
مثل ايران.
وانعكست هذه الحساسية بوضوح عندما حذف برنامج الامم المتحدة للتنمية
ثلاث توصيات تتعلق بالحريات الدينية من النسخة العربية من نشرته
الصحفية عن التقرير. ولو انها تظل في النص الكامل للتقرير المؤلف من
280 صفحة.
وجاء في ذلك التقرير أن الدول ذات الصلة التاريخية بدين معين يجب
الا تمارس تمييزا ضد مواطنيها الذين يعتنقون دينا اخر وأنه ينبغي أن
يكون للافراد الحق في الاعتراض على التفسير السائد للمعتقدات الدينية.
وجاء به ايضا أن وضع رجال الدين يجب ان يكون متساويا مع وضع غيرهم
من المواطنين والا يزعموا لانفسهم أي ميزة خاصة في الحياة السياسية أو
الاجتماعية. وأنه ينبغي ان يكون من حق ابناء احد الاديان ان ينتقدوا "بمسؤولية"
ممارسات ومعتقدات الاخرين. (رويترز) |