صدام حسين ذلك الدكتاتور الذي زرع اسمه في كل شئ .. في موسوعة
الجرائم القياسية بل كان على رأسها محطما
ارقاما قياسية لنفسه اكثر من مرة.. حفر اسمه في ذاكرة الاحزان والماساة
العراقية مسؤول عن ثلاثة حروب احداها اطول حرب في القرن العشرين.
وزع اموال وخيرات العراق على العرب ويستجدي بالقوة من العراقيين حتى
اثمان رصاصات الاعدام لطوابير الابرياء، لا غرابة ان يكون اسم من هذا
النوع ان يثير حول محاكمته الجدل، فيطالب اغلب العراقيين باعدامه بينما
يتبرع العرب للدفاع عنه وليس بالضرورة ان تكون تلك الادوار العربية
لسواد عيون صدام بقدر ما هي استثمار الحدث الذي كان بمثابة نهاية
درامية تراجيدية مأساوية لاحد اهم رؤوس الاستبداد في العالم استثمار
الحدث للقفز الى مساحات الضوء الاعلامية على طريقة التناطح في الاوساط
الفنية المعروفة للجميع والا فما المسوّغ للدفاع عن نموذج مثل صدام بعد
الاشارة الى المعطيات التالية:
* المحاكم العربية والعراقية في زمن صدام كانت تقدم الملايين من
العراقيين الى الاعدام اما بمحاكمات صورية او بدون محاكمة والشهود على
ذلك اكثر من ان تحصى فمن صميم العدالة تجربة الاسلوب ذاته مع من مارسه
ولو لمرة واحدة.
* من لا يعرف ان القادة العرب اوراق قذرة لا يتشرف احد بالدفاع عنهم.
* آلاف يرقدون في ظلامات السجون الدولية والعربية لانهم ادينوا
بتهمة الارهاب او التحريض عليه قد تصل احيانا الى الحرمان من توكيل
محامين فما بالك بالظروف والخصوصيات اللازم توفرها لشخص ابسط اتهاماته
اعدام مواطنين عراقيين يتجاوز عددهم سكان الاردن مرتين، اذن فاهمية
الملف ومصير قد يستلزم حتى تعطيل بعض الفقرات الدستورية او المتعارفة
في القانون.
* ثم ان صدام ومحاكمته قضية عراقية داخلية فلماذا هذا التبرع من قبل
البعض للدفاع عنه ؟ ولو كانت احتمالات براءته قائمة لكان بعض العراقيين
اولى بالدفاع عنه.
* ان ليبيا حكمت بالاعدام على مجموعة من البلغاريين ودكتور فلسطيني
لانه اتهم بتزريق الايدز لمجموعة من الاطفال فلماذا تستنفر طاقاتها
القانونية للدفاع عن جرثومة مثل صدام.
* اما الاردن فقد حاكمت وحكمت بالاعدام على العديد من الاسلاميين
لانهم متطرفين فقط، بينما يدافع المحامون فيها بكل بسالة عن شخص اقل ما
يقال عنه انه مجرم حرب.
اخيرا:
اذا لم يكن النموذج الامثل لتطبيق حكم الاعدام هو صدام فمن يكون اذن
ايها العرب ؟ !!!
كاتب عراقي
mosawi_gamal@hotmail.com |