ادت سلسلة التقارير الصادرة عن الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا
خلال الاسابيع القليلة الماضية ووصفت بانها مخيبة للامال الى ازدياد
الشكوك في تكهنات بعض المحللين بان هذا القطاع يشهد نموا مطردا.
وقد صدر احدث تلك التقارير عن شركة "انتل كوربوريشين" العملاقة
لصناعة شرائح اجهزة الكمبيوتر ومشغلاتها. وعلى الرغم من تناغمه مع
توقعات "وول ستريت" للاسهم بشان الارباح فقد المح الى ان مبيعات الشركة
اخذة بالانخفاض.
وجاءت توقعات اكبر شركة في العالم لانتاج شرائح الكمبيوتر بعد سلسلة
من التحذيرات حول الارباح اطلقها قطاع انتاج برامج تلك الاجهزة واثارت
قلقا متزايدا تجاه امكانية استعادة "سيليكون فالي" (مقر الشركات الكبرى
في مجال تكنولوجيا المعلومات في ولاية كاليفورنيا) الى بهائه السابق.
وتبدو شركة "انتل" وكانها تراهن على تحقيق نمو قوي في مبيعات اجهزة
الكمبيوتر الشخصية برفقة المشغلات الدقيقة "ميكروبروسسرز" التي تنتجها.
لكن الطلب يميل على ما يبدو نحو منتجات اخرى تدر ربحا اقل.
وقال مايكل غارتنبرغ نائب رئيس ومدير الابحاث في مركز "جوبتر"
للابحاث "لا يوجد عدد كاف من الناس يرى سببا لتزويد اجهزة الكمبيوتر
الشخصية التي يملكها باحدث واسرع المشغلات الدقيقة".
واضاف غارتنبرغ انه يتعين على شركة "انتل" اقناع زبائنها بضرورة
الحصول على معالجات اكثر فعالية لاستخدامها في الصور الرقمية
واستخدامات سماع الموسيقى ومشاهدة الافلام. وتابع انه "يتحتم على انتل
ان تعمل على تثقيف السوق وان يكون هناك ادراك لدى الناس بان مثل هذه
المنتجات متوفرة ويسهل استخدامها" .
ويتساءل محللون في "دويتشه بنك" عما اذا قامت شركة "انتل" بانتاج
مخزون كبير من الشرائح لتلبية الطلب الحالي.
وعلى الصعيد الاوسع لقطاع التكنولوجيا يقول محللو شركة "ستاندرد اند
بور" ان ضغط الاسعار سيتخطى ارقام العائدات والارباح.
وقالت الشركة العاملة في مجال الوساطة والسمسرة "على الرغم من ان
شركة انتل اوضحت ان الطلب يبدو " جيدا" فاننا نعتقد ان قيامها بتخفيض
معدلات الاستخدام هو مثال على الطاقة الاضافية في قطاع شبه الموصلات (سيمي
كوندكترز) ونتوقع ان يتم تسجيل مزيد من هذه الطاقة الاضافية خلال موسم
الارباح".
وقد اكدت مذكرة اعدتها الشركة ان "استمرار ضغط الاسعار في جميع
القطاعات تقريبا يرافقه تحسن حذر في الانفاق في قطاع تكنولوجيا
المعلومات يشير الى ان التوجه السلبي التصنيف عام 2003 قد يبدو خفيفا
لكن من غير المرجح ان ينعكس في المدى القريب" .
وقال وليام ويترش المدير التنفيذي لشركة (ستاندر اند بور) "نتوقع ان
يكون عام 2004 معتدلا بالنسبة للنمو العام في الانفاق بقطاع
التكنولوجيا المعلوماتية" مشيرا الى توقعات بنسبة نمو ضئيلة.
واضاف ويترش ان "وضعا اقتصاديا متحسنا وتوازنا اكبر في المخزون
الصناعي يبشر بالخير وفيما يجب ان تشهد بعض المشغلات نموا مطردا في
العائدات فان من المرجح ان تشهد مجالات اخرى كاجهزة الاتصالات توجها
ثابتا او ايجابية بتواضع ".
وقد اسفر الاداء الضعيف لقطاع التكنولوجيا عن انخفاض قيمة اسهم "وول
ستريت" مع انخفاض مؤشر ناسداك الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا الى
ادنى مستوى له منذ شهر مايو/ايار الماضي في هذا الصدد.
ويواجه قطاع برامج اجهزة الكمبيوتر صعوبة في تحقيق تقدم. وسجلت اسهم
بعض الشركات الرئيسية في هذا المجال مثل "بيبول سوفت" و"كمبيوتر
اسوشيتس" و"فيريتاس" هبوطا بعد توقعات بانها ستشهد ارتفاعا.
ويرى محللون في "اي ام ار" للابحاث ان صناعة قطاع البرامج تشهد
انتعاشا متواضعا "بعد ثلاث سنوات من الاستثمار الهزيل" فيما سيحقق
الانفاق على مشاريع في هذا المجال نموا بنسبة 5% العام الحالي و6% سنة
2005.
لكن "اي ام ار" تعتبر ان الاوساط ما تزال تواجه مصاعب وتسودها قوة
المنافسة.
واكد مركز الابحاث "هناك بعض الفرص التي تشكل نقاطا براقة (لكن) من
شان استمرار الانفاق الحذر والصفقات الضئيلة الحجم ان تحد من النمو
السريع كما اظهر العديد من البيانات الخاصة بعائدات الربع الثاني". |