انعقد في بيت الأمم المتحدة (الأسكوا) المؤتمر الإقليمي العربي، عشر
سنوات بعد مؤتمر بيجينغ دعوة إلى السلام بحضور الأمينة التنفيذية
للأسكوا د. ميرفت تلاوي ورؤساء الوفود المشاركة من دول عربية وأجنبية
وممثلين لمنظمات دولية، وتميز اللقاء بالاعتراض على (التهميش والتكريم،
ونساء يحاكمن نساء) ففي الندوة التي أدارتها النائب بهية الحريري ورمت
إلى وضع مقترحات عملية وذكرت المشاركات بالزمن المخصص (خمس دقائق لعرض
تجارب الدول في مجال تقدم المرأة وكذلك مشكلاتهم السياسية) لتعترض أحد
النائبات الأردنيات على الأول من شباط والاحتفال به في الكويت سائله،
ما معنى هذا ولماذا الكويت فلنحتفل بيوم أقر الملك الأردني حصة للنساء
في مجلس النواب، وقاد هذا المنطق أخريات إلى اعتماد النقد الذاتي فشرحن
الأبعاد الأنانية لدى المرأة ومنع زميلاتها من المشاركة وإثبات وجودهن،
فيما كشفت بعض ردود الفعل على عقد منتديات خاصة بالنساء عن رؤية شعبية
إذ يجب أن يتوجه المنتدى إلى القاعدة والقمة على السواء، كي تعرض
الوزيرات حدود صلاحيتهن وأرتأى البعض وضع النقاط على حرف محاكمة غير
علنية للوضع السائد، ووسيلة لسرد المنجزات إذ لم نسمع من أي وزيرة سوى
الإيجابيات؟! على الرغم من طغيان الظلم في كل الدول العربية لتمتد
المحاكمة إلى الطعن في وصول بعضهن: نريد معرفة كيف وصل هؤلاء النساء
إلى المناصب القيادية، وهل مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب ينطبق
على المرأة؟!
ففي محور المرأة في السلطة التنفيذية واتخاذ القرار، أشارت وزيرة
شؤون المرأة في أفغانستان حبيبة سراي إلى الاهتمام المتزايد بقضايا
المرأة في بلدها إذ ازدادت نسبة مشاركتها بعد إعداد الدستور الجديد
وأوضحت أن بلادها وقعت اتفاق إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة عام
2003م وتنتظر من الأمم المتحدة إرسال مدربين على هذا الاتفاق، ورأت
فاطمة عبد المحمود من مؤسسة التنمية المرأة والطفل في السودان أن
مشاركة المرأة العربية في السلطة التنفيذية مازالت قاصرة وتعد بمعدل
ولا تزيد مشاركتها على معدل وزيرة في كل بلد، وأشارت إلى أن المرأة في
السودان دخلت الجهاز التنفيذي عام 1972 وأن هناك أكثر من 5 وزيرات الآن
إلى دورها في مرحلة بناء السلام وتتابع عرض أنماط دور المرأة في السلطة
التنفيذية، فركزت سفيرة تونس في لبنان نزيهة زروق على (العشر سنوات بعد
بيجينغ لتقريب وجهات النظر وطرح قضايا المرأة إذ تولد لدينا مراجع
عديدة تعدها ثوابت تتضمنها خططناً في المستقبل، فيما أشارت الوزيرة
العراقية نسرين برواري إلى أعباء تركة الاستبداد والثقيلة من الدين
الهائل والاقتصاد المنهك والبنى المدمرة، وأكدت أن حكومة العراق
الانتقالية حازمة في مواجهة التحدي، والعمل لإعادة إعمار العراق وبناء
مؤسساته الديمقراطية، كذلك دعت الشيخة فادي سعد العبد الله الصباح من
لجنة شؤون المراة الكويتية إلى تنشيط دور المرأة في مواقع اتخاذ القرار،
ووضع البرامج التربوية والثقافية – والاقتصادية والتنموية للأجيال
المقبلة.
واستأثر أسلوب التكريم باعتراض البعض وإلقاء اللوم على الأسكوا
وتقدمت جملة مقترحات أهمها زيادة الموازنة لمكافحة الأمية وتوعية
النساء قانونياً وسياسياً والتصدي لمسألة الإصلاح حيث أكد أحد الجلسات
على نظرة أعضاء مجالس النواب إلى مسألة الإصلاح ووضع أدوات تضمن مشاركة
المرأة وتعزيز مكتسباتها وإشراكها بتدعيم برامج السلام والوحدة الوطنية
والنهوض بالمرأة الريفية ولم يغب عن الجلس توجيه التحية إلى مقاومة
المرأة الفلسطينية التي يخدم نضالها مصلحة كل الشعوب العربية وعرضت
تلاوي – الأفكار والتوصيات التي بحثت خلال الندوة وتتركز في معظمها على
التشريع لتعزيز دور المرأة ومشاركتها المجتمعية نظام الانتخاب باللوائح
واعتماد الحصة وعدم تأنيث وزارة معينة، إضافة إلى جملة مقترحات لعقد
منتدى للوزيرات وإقامة شبكة بين صاحبات القرار في السلطة لتبادل الخبرة
والمعرفة. |