أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة الجديدة عن قانون أمني جديد يمنحها
سلطات أوسع لتمكينها من مكافحة التمرد في حين قاتل مسلحون القوات
الأمريكية والعراقية في قلب بغداد.
واعلن وزير العدل العراقي مالك الحسن في بغداد يوم الاربعاء عن
التوقيع على قانون السلامة الوطني الذي سيكون ساري المفعول خلال
المرحلة المؤقتة المقبلة.
وقال الحسن ان القانون مطلوب لمنع المتشددين من عرقلة جهود العراق
للاعداد للانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني القادم.
وقال وزير العدل في مؤتمر صحفي "ندرك بوعي ان هذا القانون قد يؤدي
الى تحقيق بعض القيود على المواطن العراقي" لكنه في الوقت نفسه سيوفر "كل
الضمانات التي تحمي المواطن العراقي من تعسف الادارة وانه وُجد ليحقق
كل الضمانات التي تحمي المواطن العراقي."
ويسمح القانون لحكومة رئيس الوزراء اياد علاوي بفرض قانون الطوارئ
لمدة 60 يوما في مناطق محددة لمكافحة تفجر أعمال عنف وبفرض حظر التجول
وإقامة حواجز تفتيش واحتجاز المشتبه بهم في مناطق محددة ولفترة محدودة.
واضاف ان القوات بقيادة الولايات المتحدة قد تساعد في تطبيق القانون
الجديد اذا طلبت الحكومة المؤقتة منها ذلك مشيرا الى ان هذا لن يحدث
على الأرجح إلا اذا لم تتمكن القوات العراقية من مواجهة المتشددين
وحدها.
وبينما كان الحسن يتحدث دارت معارك في الشوارع بوسط بغداد بعد ان
أطلق متمردون صواريخ على منزل رئيس الوزراء اياد علاوي وأهداف أخرى
فأصابوا سبعة أشخاص بجراح.
وقال علاوي انه في الوقت الذي بدأ فيه العراقيون يتوحدون لضمان
مستقبل أفضل فان "المجرمين الجبناء" مازالوا يحاولون يائسين منع العراق
من التحرك قدما.
وقالت قناة الجزيرة ان الجماعة قالت انها قتلت بالفعل حارس أمن
عراقيا كان يرافق الفلبيني الذي قالت انه يعمل لحساب شركة سعودية تعمل
مع القوات الامريكية. وللفلبين نحو 50 عسكريا في العراق. وعرضت قناة
الجزيرة شريط فيديو يظهر فيه ثلاثة مسلحين ورجل يرتدي زي عمال برتقالي
اللون راكعا أمامهم.
وفي شريط الفيديو ظهرت بطاقة هوية لرجل يدعى حافظ عامر موظف بشركة
خدمات أمنية يُزعم انه قُتل على يد الجماعة.
وعلى لافتة عُلقت خلف الرجال عُرفت الجماعة بانها تدعى فيلق خالد بن
الوليد بالجيش الاسلامي في العراق.
وقالت قناة الجزيرة ايضا ان مسلحين عراقيين خطفوا سائقا مصريا كان
يقود شاحنة محملة بالبترول للجيش الامريكي. وأذاعت الجزيرة شريط فيديو
من الجماعة التي لم يذكر اسمها وان قالت انها تمثل "المقاومة العراقية
الشرعية". وظهر في الشريط أربعة مسلحين يقفون خلف الرهينة وهو جالس
وقالت الجزيرة ان اسمه السيد محمد السيد الغرباوي.
وقالت الجزيرة ان المسلحين خطفوا الغرباوي لانهم اعتبروه متواطئا مع
القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق. وذكرت انه اختطف أثناء
قيادته شاحنة محملة بالبترول قادمة من السعودية لكنها لم تذكر أي
تفاصيل بشأن مطالب الجماعة. .
منجهته قال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي في تصريحات نشرت يوم
الاربعاء ان العراق يدرس كيفية اعادة عقوبة الاعدام لكن القرار غير
مرتبط بمحاكمة الرئيس السابق صدام حسين.
وقال علاوي لصحيفة ال بايس الاسبانية في مقابلة "نريد اعادة محدودة
لعقوبة الاعدام لفترة زمنية محددة الى ان تجري انتخابات ويمكن
للعراقيين ان يقرروا بأنفسهم."
واضاف ان الحكومة المؤقتة لم تتخذ قرارا بعد بشأن كيفية تنفيذ عقوبة
الاعدام التي تم تعليقها اثناء الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال علاوي للصحيفة "عندما كان صدام في السلطة كان الناس يعاقبون
بالاعدام لمجرد توجيه انتقاد له. ونحن نريد إلغاء هذه المبالغات وان
تكون عقوبة الاعدام قاصرة على قضايا محددة جدا ولفترة محدودة. ونحن
نفكر على سبيل المثال فيما يجب ان نفعله في قضايا القتل."
وقال ان القرار لا يتعلق بمحاكمة صدام المتهم في جرائم حرب وجرائم
ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية لكن الهدف منها التعامل مع "اعمال
القتل دون تمييز من جانب ارهابيين." |