حذر باحثون أميركيون من أن العلاقات السيئة بين الأبناء وآبائهم
بالذات, تدفعهم إلى الإدمان والانحراف وتبني التصرفات السيئة
والعدوانية. وأظهرت دراسات نفسية أن خطر توجه الأولاد إلى التدخين وشرب
الكحول والمسكرات وتعاطي المخدرات, يزيد بنسبة 68% عند وجود علاقات
سيئة مع الوالدين وخاصة مع الأب, مبينة أن هؤلاء الأولاد أكثر ميلا
للعنف والسلوكيات السيئة من نظرائهم الذين ليس لديهم آباء.
وأوضح علماء النفس في المركز الوطني الأميركي للإدمان وسوء استخدام
العقاقير, أن على الآباء أن يهتموا بأطفالهم تماما كما يهتمون بأعمالهم,
ويوفروا لهم الأمان والرعاية والعطف, ويغمروهم بالحب والحنان لينشؤوا
بصورة سليمة, ومراقبتهم بشدة وخاصة في سنوات المراهقة, ومحاولة تفهم
احتياجاتهم ومتطلباتهم من خلال الحوار والنقاش وتبادل الآراء وتقديم
النصح والإرشاد.
وأكد الباحثون أن كلا الوالدين يلعبان دورا رئيسيا في حياة أطفالهما,
فلا يكفي وجودهما في حياتهم فقط, بل لابد من بذل جهدهما لتوفير سبل
الرعاية السليمة, والتمتع بالصبر والتفهم لتنشئة أجيال صالحة سليمة
عقليا ونفسيا وجسديا.
كما توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الفتيات أكثر سرعة في التعلق
بالمخدرات أو الكحوليات من الشباب حتى لو تعاطوا الكميات نفسها أو أقل.
واستنتجت الدراسة التي كشف عنها خلال ندوة في المركز القومي للإدمان
أن الفتيات اللاتي يحتسين الكحوليات ويتعاطين المخدرات يحاولن الانتحار
بنسبة أكبر من الشباب.
واعتبر جوزيف كاليفانو رئيس المركز القومي للإدمان ووزير الصحة في
عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن هذه النتائج تكشف عن مدى
الحاجة إلى طرق مختلفة في العمل على مكافحة إدمان الفتيات والشابات
ومعالجتهن.
وأكد كاليفانو أن برامج الوقاية العامة التي طورت بدون أي اعتبار
للجنس وهي غالبا ما تستهدف الرجال في التأثير في ملايين الفتيات
والشابات، تواجه دائما مصير الفشل.
وأشارت الدراسة التي شملت الفتيات من مرحلة المراهقة وحتى سن 22
عاما إلى أن الفتيات اللاتي يعانين اضطرابات في الأكل يواجهن خطرا أشد،
وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات اللواتي يصلن مرحلة البلوغ مبكرا.
وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة بين احتساء القهوة والإدمان، فالفتيات
والشابات اللواتي يشربن القهوة يحتمل بدرجة كبيرة أن يقبلن على التدخين
واحتساء الخمور في وقت مبكر.
يشار إلى أن كولومبيا زوجة جيب بوش حاكم فلوريدا شقيق الرئيس
الأميركي جورج بوش، شاركت في الندوة وتحدثت عن متاعبها مع ابنتها التي
وقعت في مشاكل مع الشرطة بسبب تعاطي المخدرات.
وفي مجال التدخين وتأثيره على الاطفال قال بحث أميركي إن الأطفال
يدمنون بسرعة على النيكوتين حتى وإن دخنوا عددا قليلا من السجائر,
وأوضح أن سيجارتين أسبوعيا كافيتان لحدوث هذا الإدمان.
وذكر الباحثون في مقال نشرته مجلة (توباكو كونترول) الصادرة عن
مجموعة (بريتش ميديكال جورنال) أن الأطفال يدمنون على النيكوتين بسرعة
مدهشة وبكميات قليلة جدا.
وتابع الباحثون 679 تلميذا بعمر 12 و13 سنة على مدى ثلاثين شهرا،
ومن بين 332 تلميذا جربوا التدخين, حتى ولو نفثة واحدة, ظهرت لدى 40%
منهم أعراض الإدمان, أي الحاجة إلى التدخين وصعوبة التوقف عنه
والانزعاج أو القلق في حال عدم التدخين.
وتبين أن حصول الإدمان أسرع لدى الفتيات من الفتيان, وإذ يحدث بعد
ثلاثة أسابيع في المتوسط, مقابل 183 يوما لدى الصبيان, بعد البدء
بالتدخين بين حين وآخر.
وقال معد البحث الطبيب جوزف ديفرانزا من جامعة ماساتشوستس إن "بعض
الأطفال تحولوا إلى التدخين المنتظم بعد بضعة أيام من بدء التدخين"،
وأضاف أن الأبحاث التي أجريت على الإنسان والحيوان تدفع إلى الاعتقاد
بأن الإدمان على النيكوتين يبدأ في كثير من الحالات مع أول سيجارة.
وأضاف الباحثون أن المدهش في الأمر السرعة التي ظهرت فيها أعراض
الإدمان، فحتى الآن كان الاعتقاد السائد أن الإدمان يظهر بعد أن يبدأ
الفتيان بتدخين عشر سجائر يوميا على الأقل.
وأبان البحث أن نصف الشبان الذين ظهرت عليهم علامات الإدمان كانوا
يدخنون سيجارتين أسبوعيا, وظهر الإدمان لدى الثلثين قبل أن يصبح
التدخين عادة يومية لديهم.
وأوضح الباحثون أيضا أن الأطفال يختلفون عن الكبار في ما يتعلق
بتأثرهم بالنيكوتين، فدماغ الفتية الذي يكون لا يزال في طور النمو أكثر
عرضة لآثار المواد المسببة للإدمان من الكبار, وأثر النيكوتين يكون
عليه أقوى وأطول مدة. |