بدأت مجموعة من العراقيين من محبي الكمبيوتر في الدعوة لاستخدام نظام
تشغيل لينوكس لإعادة بناء العراق.
فقد نما حب الكمبيوتر والبرمجة لدى أشرف حسون وحسنين نوفل من مواطني
العاصمة العراقية بغداد منذ الصغر كشأن الكثير من الشباب.
وكلاهما من أكبر مشجعي استخدام أنظمة التشغيل المفتوحة. وبخلاف أنظمة
التشغيل الأخرى يسهل توزيع وتعديل أنظمة التشغيل المفتوحة طالما يتم
مشاركة التعديلات مع جميع المستخدمين.
وبرغم ولعهما بنظام تشغيل لينوكس لم يكن حسون ونوفل على معرفة ببعضهما
البعض قبل الإطاحة بصدام حسين.
ولكن بعد سقوط صدام بفترة وجيزة تعرف الاثنان على بعضهما البعض على
شبكة الانترنت في منتدي حول لينوكس أنشأه العراقيون في الخارج.
وقال حسون (كل دولة لديها مجموعة محبة لاستخدام نظام لينوكس ومن ثم
فكرت أنه يتعين أن يكون للعراق مجموعة هي الأخرى).
وأضاف (بدأنا في إرسال رسائل الكترونية والتفكير في كيفية إطلاع
العراقيين هنا بنظام لينوكس وتدريبهم عليه ونشر الخبر. وهو ما قمنا به).
هذا وأنشئت المجموعة العراقية لمستخدمي لينوكس منذ عام تقريبا.
وأوضح نوفل (كنت أرغب في أن أجد مجموعة تشاركني المعلومات، لآن أتعلم
منهم، وأتحدث مع أشخاص يشاركونني أفكاري).
ويبلغ عدد أعضاء المجموعة في الوقت الراهن 200 عضو معظمهم من العراقيين
في الخارج.
ويشارك أعضاء المجموعة الرأي بأن نظام لينوكس من الممكن أن يساعد في
إعادة بناء العراق.
ومن أهم مميزات نظام لينوكس هو إمكانية استخدام وتعديل شفرته.
ويرى نبيل سليمان العضو بالمجموعة والمقيم بكندا أن نظام لينوكس يساعد
في خفض النفقات.
وأوضح قائلاً (العراق يعاني من نقص موارد المياة والطاقة وأنظمة الصرف
وآخر ما يحتاج اليه الشعب العراقي هو انفاق ملايين الدولارات على أنظمة
تشغيل باهظة الثمن وخاصة البرامج).
ومن ناحية النفقات فأن الفائدة تتعدى النفقات بالنسبة لمجموعة مستخدمي
لينوكس في العراق.
ترى المجموعة أن لينوكس قد يسمح للعراقيين بانشاء تقنيات محلية.
وقال حسون إن نظام لينوكس سيساعد العراق على إنشاء البنية التحتية
الخاصة بها على أساس نظام تشغيل مفتوح وأفكار مفتوحة).
وأضاف (قد يساعد ذلك في انشاء أساس صلب للتقنيات العراقية وعدم فرض
تقنيات باهظة التكلفة على العراق أوسيطرة الشركات الكبرى على العراق).
غير أن تشجيع العراقيين على تقبل نظام لينوكس يحتاج الى مزيد من الجهد.
فمعظمهم لم يستخدم الكمبيوتر من قبل وليست لديهم فكرة بأنظمة تشغيل
الكمبيوتر.
وأصبحت برامج الكمبيوتر أكثر انتشارا في العراق وإن كانت أنظمة التشغيل
المفتوحة نادرة.
وأوضح دون مارتي رئيس تحرير صحيفة لينوكس جورنال (معظم البرامج
المستخدمة في العراق في الوقت الراهن نسخ غير قانونية).
وأضاف أن شركات الكمبيوتر العملاقة تسعى لاجتذاب العراقيين لاستخدام
برامجها.
وأضاف (شركات الكمبيوتر العملاقة تستخدم النسخ غير القانونية كعينات
مجانية لبرامجها ووسيلة تسويق كما هو الحال في العديد من دول العالم).
(وعندما يحدث تفتيش ويتعين على العراقيين الالتزام برخصة تشغيل البرامج
سيقعون في مشكلة).
ويعني ذلك أنه سيتعين على العراقيين البدء في تسديد أموال لشركات مثل
ميكروسوفت التي رفضت التعليق.
وقد أعرب أشرف حسون عن ترحيبه بدخول شركات مثل ميكروسوفت الى السوق
العراقي.
العراق لديها أنظمة كمبيوتر على الحدود الايرانية
كما أقر بأن نظام ويندوز قد يناسب الراغبين في القيام باستخدامات
مبدئية.
غير أنه يطالب الشركات الصغيرة والمتوسطة والحكومة العراقية بالتفكير
في استخدام أنظمة تشغيل مفتوحة.
ومن المقرر أن يقدم منتديين حول لينوكس بعدد من الجامعات العراقية
الكبرى.
وقال سليمان إن بعض أعضاء المجموعة في الخارج يرغبون في إقامة مركز
للتدريب على استخدامه في بغداد.
وأضاف (الأمر يتوقف على تسوية القضايا السياسية وغيرها من القضايا
الأخرى).
وقال (أتوقع أن يستغرق الأمر ما بين عامين إلى خمسة أعوام لتحقيق
الاستقرار في النظام بأكمله وبعدها يمكننا البدء في إنشاء أساس أكثر
استقرارا).
وداخل العراق تطمح المجموعة في أن تستخدم جميع الأجهزة المركزية في
العراق نظام لينوكس.
غير أن المجموعة تواجه العديد من العقبات داخل العراق.
وأشار نوفل إلى بعض العقبات ومن بينها(الأمن والكهرباء ضعف وسائل
الاتصال التمويل ردود سلبية من الحكومة نقص الموارد). |