أعلن مركز البحوث القومي في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن
المواقع الإباحية تحقق أرباحاً هائلة تصل إلى مليار دولار أمريكي سنوياً.
وأوضحت البيانات التي عرضها موقع (N2H2) الموجود في سياتل، والذي
يتابع أعداد المواقع الإباحية على شبكة الانترنيت، أن الأرقام قد وصلت
إلى (18) ضعفاً خلال الست أعوام السابقة. ففي عام 1998م وصل عدد صفحات
هذه المواقع الإباحية إلى (14.366.200) وكان عدد المواقع (71.831)
بينما وصل هذا العدد إلى (62.330.400) صفحة موزعين على (311.652) موقعاً
خلال عام 2001م.
أما في عام (2003م) فقد وصل عدد المواقع ما يقارب (1.300.000) موقعاً
إباحياً على شبكة الانترنيت، تضم ما يصل إلى (260.000.000) صفحة.
وقال شون كالدر، محلل البيانات في شركة نيلسن نت ريتنغ، إن متوسط
الاستخدام للمتصفح مثل هذه المواقع قد يصل (121) صفحة خلال ساعة وسبع
دقائق من كل شهر.
هذه الحقائق على ما يبدو تكشف لنا عن زيارة نسبة الطلب الجنسي
واللهاث وراء الشهوات فيما يعرف بالثورة الجنسية وتشكيل لجان ومؤسسات
متابعة لضمان الحرية الجنسية للجميع وإشباع هذه الرغبة عند الجميع وكسر
كل القيود وإزالة العوائق كافة من طريق هذه الرغبة. وذلك لفلسفة أطلقها
بعض مفكري الغرب بأن الكبت الجنسي أو التزمت فيه هو سبب التأخر والتخلف
في المجتمعات البشرية، ومنه أيضاً انتقد قانون الزواج الإسلامي بوصفه
بالمتزمت والمعرقل في طريق الإشباع الجنسي.
لكن عندنا مقارنة حبذا لو نظرنا إليها بعقلية منفتحة ثقافياً تقبل
آراء الآخرين وانتقاداتهم ففي الإسلام هناك قانون الزواج المعروف
بشروطها وأحكامها لضبط الغريزة عند الإنسان بطريقة شرعية مئآلها رضى
الله سبحانه وتعالى والمحبة والمودة بين الزوجين والسكينة والهدوء
والاستقرار وبناء الأسرة السعيدة.
وهناك قانون ناقد للزواج يدعو إلى الحرية في الممارسة الجنسية دون
قيود الزواج أو الرسومات التقليدية فالإنسان حر فيما يختار ومتى.
وفي مجال المقارنة نستند إلى النتائج لكل من الطريقتين في سبيل
الرغبة الغريزية، فالمفروض للإنسان في العصر الحديث الشبع التام من هذه
الناحية حيث الحرية المطلقة في جميع الدول وعليه لا بد من اتزانه
واستقراره وهدوئه وتطوره في ميادين العلوم والتفكير الإنساني السليم
ولكننا نرى العكس تماماً حيث كثرة الجرائم والجنايات وازدياد العنف
والمخالفات واتساع التجارة العالمية بالنساء والأطفال في سبيل ذلك وكما
هو الإحصائيات يُصرف مليارات الدولارات لمكافحة الفساد ومنع استغلال
النساء والأطفال وما شابه ذلك كثير.
أما النموذج الإسلامي ففيه الضبط المعتدل للغريزة الجنسية وعلى شرع
الله الذي يضفي عليه القداسة والطمأنينة والهدوء النفسي والاستقرار
الأسري.
لأن هذه الغريزة في الإنسان إن لم تضبط تطغى على حياة الإنسان
وتحوله إلى جحيم ولا تعرف الشبع أبداً حتى الهلاك أو الجنون أو الأمراض
الخطيرة الأخرى، ففي الإسلام ضوابط وقوانين تكبح جماح الشهوة عند
الإنسان للسيطرة عليه وجعله في إمرة العقل الإنساني.
ومن كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته، فلا إكراه في الاختيار،
وتحبيذ أي الطريقتين. |