|
|
إصلاح التعليم
وتغيير المنظومة التربوية جسر العبور نحو الأفضل |
|
عقد في القاهرة المؤتمر العربي الإقليمي تحت عنوان التعليم للجميع
الرؤية العربية للمستقبل، بحضور السفير الأمريكي في الجلسة الافتتاحية،
وأوضح التقرير أن الكلمات محاكة بعناية فائقة تجمع بين الدبلوماسية
التي لا تغضب أحد والحنكة التي لا تسمح لأحد باصطياد الأخطاء، أختارها
مسؤولوا التعليم فيما يزيد على 20 دولة عربية في محاولتهم التي استمرت
ثلاثة أيام للخروج برؤية مشتركة حول جودة التعليم في إطار الأهداف
العالمية لمبادرة التعليم للجميع في أوائل التسعينيات القرن الفائت،
وكان رأي الإعلاميين طبقاً لمبدأ الفنان سمير غانم مادام العريس سيتزوج
فالعروس حتماً ستتزوج، ومادام الحديث عن إصلاح التعليم، فهو حتماً
إصلاح بإيعاز أمريكي وتصميم غربي واستهلاك عربي، وهو ما ينفيه
المسؤولون على طول الخط، فيما دعا المدير العام للمنظمة العربية
للتربية والثقافة والعلوم الدكتور منجي بوسنينه إلى الاعتراف بأنه على
رغم التقدم الذي حدث في مجال تطوير التعليم في الوطن العربي خلال
العقود الثلاثة الماضية فإن الإنجازات لا زالت دون الطموحات المنشودة،
فالأمية تمثل عائقاً مخيفاً يحول دون التطور والنمو، يذكر أن الدول
العربية استقبلت القرن 21 بـ66 مليون أمي وأمية، ونحو 15 مليون طفل
عربي غير ملتحق بالتعليم ويتوقع أن يصلوا إلى 27 مليوناً في عام 2025
ووصف بوسنينه التربية في الوقت الحاضر بأنها تعيش مرحلة مخاض، داعياً
إلى إعادة النظر في تركيبة المنظومة التربوية بأكملها من القمة إلى
القاعدة من رياض الأطفال إلى الجامعة لأن أي خلل في أي جانب يؤثر على
الجوانب الأخرى، ولم يحتاج المدير العام للمنظمة العربية للتربية
والثقافة والعلوم إلى تزويق وتجميل الكلمات فقالها صراحة بناء على
مشاهداته وعمله اليومي لم يعد هناك وقت للتريث والانتظار لأحداث
الإصلاحات التربوية المطلوبة، فمبادرات الإصلاح عاجلة وضرورية، وكل يوم
يمر من دون تحرك إيجابي يحدث خللاً يطول الوقت لإصلاحه فيما دعا وزير
التعليم المصري إلى الإصلاح وندعو غيرنا لمراجعة النفس والكف عن
ممارسات تتناقض وما أمنوا به من مبادئ وحمل الآخرين عبئاً لا يقل عن
عبئنا العربي الثقيل، قيم التسامح وقبول الآخر والسلام التي هي قيم
أصيلة في تراثنا، لكننا في الوقت نفسه ندرك أن الآخرين في حاجة ماسة
إلى مراجعة للنفس وتغيير حقيقي في الممارسات فالدعوة للإصلاح متبادلة
ولم يكتفي بدعوة الآخرين للإصلاح لكن عرض عليهم الإقتداء بالتراث
والتاريخ العربيين لاستيعاب قيم التسامح والرحمة وقبول الآخر، ووصف
تقرير حال سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة دافيد وولش، حيث تهيأ
للبعض أن وجهه أنتفخ قليلاً من الغيظ أو ما شابه أو ربما كان ذلك بفعل
الحرارة في القاعة وساهم في ارتفاع الحرارة للإعلاميين الحاضرين الذين
وجهوا اتهاماتهم إلى مسؤولي التعليم العرب، وتم توجيه السؤال المنطقي
لِمَ لا توحد المناهج المدرسية العربية ذات التاريخ واللغة المشتركة؟
فيما دعت مسؤولة التعليم في مكتب اليونيسيف الدكتورة ملك زعلوك إلى
النظر إلى ما يحدث في أفريقيا من توحيد للبرامج التعليمية وهي تؤيد
مبدأ الانفتاح على العالم وتبادل الخبرات مع الاحتفاظ برؤية عربية
وأشارت زعلوك أن المشكلة العربية في التعليم في إزاء المعلم حيث الحاجة
ماسة إلى الارتقاء بمستواه مهنياً وتعليمياً، يذكر أن وزير التعليم
المصري والسوري علي أسعد أجمعا على أن التجربة المصرية – السورية بدأت
في توحيد مفردات المناهج من دون تحريض خارجي وكان المؤتمر قد أفتتح
بقسم أننا نوينا الإصلاح منذ زمن وندرك ضرورة إجراء إصلاحات سياسية
واقتصادية وتعليمية، ونشهد على أنها رغبة إصلاحية نابعة من داخلنا،
ونتعهد ألا نقبل وصاية من أحد، فيما أكد لم ولن نذعن لأي ضغوط خارجية
في مجال الإصلاح لاسيما في إصلاح العملية التعليمية، وفي جواب عن حديث
يقول بحذف الجمل والعبارات والآيات الداعمة لمبدأ الجهاد والمقاومة
إذعاناً لضغوط خارجية قال نستنكر هذه الأقاويل لم يحدث شيء من هذا
القبيل، وكان البيان القاهرة قد استعرض ما يجري في فلسطين والعراق
والجولان والتهديد بفرض عقوبات على سورية يعيق عملية التطوير التربوية،
وأن التطوير العربي نابع من العقيدة والقيم والهوية، مع الانفتاح على
الفكر العالمي شرط احترام خصوصيات الشعوب، على أن يشمل التطوير
والإصلاح العالم كله الذي تعتريه الحاجة إلى الحوار المبني على
الاحترام المتبادل، وتحدث البيان عن تحقيق معايير المدرسة الفعالة التي
تضمن حصول كل طفل عربي على فرصة التمييز، مع ضمان وصول المعلم إلى
المهنية الكاملة باعتباره أحدى عوامل التغيير، أما المناهج الدراسية
فتطويرها المستمر مهم سواء من جهة الأهداف والمحتوى والأساليب والحق
يقال أن الإعلان حدد عدداً من الآليات للتنفيذ، ومنها تناقل الخبرات
بين الدول العربية، وإنشاء هيئة إقليمية عربية للاعتماد التربوي،
وتطوير شبكات التدريب عن بعد والتعليم الإلكتروني، وتشكيل لجنة للإفادة
من الشبكات القائمة، وإنشاء صندوق عربي لتمويل المشاريع التربوية
القائمة والمستحدثة. |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الخميس 17/6/2004
- 28/
ربيع الثاني/1425 |
|