زاد الانترنت فرص التلاقي بين الازواج المنتظرين الا انه يتحمل
نصيبا كذلك من العلاقات الفاشلة ومن الشكاوى المتزايدة من البيانات
الزائفة والسلوك المشين والزيجات التعسة.
يتذكر ريك وهو مصمم موقع انترنت من كولومبوس باوهايو طلاقه قبل أربع
سنوات بنبرة من المرارة.. فمطلقته تزوجت من جديد في اليوم ذاته من رجل
التقت به من خلال الانترنت.
قال ريك (39 عاما) "بعد ان قررنا الانفصال كنا لا نزال نعيش معا
لفترة ووضعت بياناتها من خلال الانترنت." وتابع قائلا "اتفقا على لقاء
وخطبها بعد يومين."
ثم جرب ريك حظه من خلال موقع للمواعدة على شبكة الانترنت لكنه قال
ان مغازلة واعدة مع امرأة فسدت بعد بضعة اسابيع من الاتصال عبر البريد
الالكتروني. وصادف أخيرا حبا جديدا من خلال الانترنت لكن ليس من خلال
موقع للمواعدة.. فمحبوبته أرسلت له رسالة شكر على اسطوانة موسيقية قام
بتسجيلها.
وقال عن العلاقة "ازدهرت بشكل طبيعي للغاية خلافا لاي تجربة أخرى
مررت بها من خلال الانترنت."
وبينما زاد الانترنت على نحو مثير الجدل بشأن فرص التلاقي بين
الازواج المنتظرين الا انه يتحمل نصيبا كذلك من العلاقات الفاشلة ومن
الشكاوى المتزايدة من البيانات الزائفة والسلوك المشين والزيجات التعسة.
وتصدى عدد من مواقع المواعدة عبر الانترنت ومواقع الانترنت للموضوع
نفسه منتقدة هذه الخدمات محذرة مرتاديها من السقوط في العلاقات عبر
الانترنت.
وتقارن بعض المواقع بين خصائص خدمات المواعدة وتقدم نصائح للمواعدة
الامنة من خلال شبكة الانترنت وتوصي بطرق لفرز اي بيان شخصي للحصول على
نتائج افضل.
وتميز بين مواقع مثل التي تستهدف البحث عن زيجات ذات مغزى ومواقع
لتوفيق لقاءات بين متقابلين عرضا أو المواقع التي ترتب مواعدات على
أساس عرقي كالمواقع الموجهة للعزاب اليهود.
واستخدم 29 مليون أمريكي على الاقل أو اثنين من كل خمسة عزاب خدمات
المواعدة على الانترنت العام الماضي ومن المتوقع استمرار هذه السوق في
النمو على مدى السنوات الخمس القادمة.
لكن من بين قصص النجاح التي انتهى فيها التعارف من خلال البريد
الالكتروني بالزواج هناك شكاوى متزايدة من قبل متواعدين عبر الانترنت.
وقال مايكل كانتور وهو مدير مشروع لتكنولوجيا المعلومات في
ارلينجتون بولاية فرجينيا والذي يدير موقع (اي ديت ريفيو): ان الشكاوى
الاكثر شيوعا هي أن عدد الرجال يفوق كثيرا عدد النساء فضلا عن غياب
الحماية من الذئاب البشرية أو المحبين الغشاشين.
وتابع كانتور قائلا "الرجال يكذبون بشأن اماكنهم وما اذا كانت لديهم
صديقة دائمة أو زوجة بينما تميل النساء لان تكذب غالبا بخصوص مظهرهن."
وتقول مواقع المواعدة من خلال الانترنت ان قواعد العضوية التي
تطبقها تشترط التمثيل الامين وتحظر التحرش أو السلوك المسيء. ويعترف
البعض بأن مشكلات المصداقية قد تضر بنشاط من المقدر أن يتزايد حجمه من
398 مليون دولار في عام 2004 الى 642 مليون دولار في غضون أربع سنوات
حسب تقدير مؤسسة جيوبتر للابحاث.
وقال تيم سوليفان الرئيس التنفيذي لموقع (ماتش دوت كوم) "نوظف كثيرا
من الناس يمضون الكثير من الوقت في مراجعة المحتوى الذي يوضع على
الموقع... نحن اسم يميل لجذب أناس يبحثون عن علاقة جادة."
وأضاف سوليفان ان بيانات ما يصل الى ثلاثة الاف شخص ترفض كل شهر
بينما تلغى بيانات الفين اخرين بسبب شكاوى بعدم النزاهة يتقدم بها
أعضاء اخرون. ويقوم فريق "الغش والاساءة" الذي يضم ستة أفراد بالتحقيق
في الانتهاكات الاكثر خطورة.
وقال ان الموقع يختبر برنامجا رائدا في دالاس هذا الشهر يمنح
الاعضاء فرصة الحصول على صورة "موثقة" على الموقع تحمل ختما الموقع
ومبين عليها تاريخ التقاطها.
وقال نيت اليوت محلل المواعدة عبر الانترنت لدى جيوبتر ان الشكاوى
مجرد علامة تدل على مدى الانتظام الذي صار عليه النشاط.
وأضاف "الناس يفعلون أشياء لخداع أناس من خلال الانترنت كالتي
يفعلونها لخداعهم في الحياة... فنقطة الاتصال هي شبكة الانترنت بدلا من
بار أو صالة ألعاب رياضية." |