استنكر سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي الاعتداء
الاثيم على مرقد الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في
النجف الاشرف مطالباً بالحيلولة دون تكرار هذه الاعتداءات داعياً الله
تعالى ان يكشف هذه الغمة عن هذه الأمّة .
وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين،والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
إن الأوضاع المأساوية التي حدثت في العراق طوال العقود الماضية وما
ترتب عليها مما نشاهده الآن، إنما هي نتاج ممارسات لا مسؤولة وأخطاء
متراكمة، ومن أسوء تلك الأخطاء: التفريط بحق الأكثرية عشيّة تأسيس
الدولة العراقية في القرن الماضي، وتحت شعارات براقة، مع أن الشريعة
المقدسة والنهج الديمقراطي يشرعان صون حقوق الأكثرية.
ومما يؤسف له أن نشاهد اليوم بوادر التفريط بحق الأكثرية ايضاً تحت
غطاء نفس تلك الشعارات وما يشابهها.
ونحن إذ نحذر من تكرار التجربة السابقة مرّة اخرى ـ مع أن المؤمن لا
يلدغ من جحر مرتين كما ورد في الحديث الشريف ـ، نطالب بصون حقوق
الأكثرية، ولزوم كون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من الأكثرية وكذلك
سائر المناصب ـ وحسب نسبتهم الواقعية ـ.
ولا ينطلي على الشعب العراقي الواعي ما يقال: من أن رئاسة الجمهورية
منصب تشريفي، لأن ذلك من قبيل نفس الخدعة التي انطلت حين تأسيس الدولة
العراقية في القرن الماضي وأدّت الى تلك المظالم الفاحشة خلال أكثر من
ثمانين عاماً.
ومن الواضح أنه لا يحق لأية جهة من الجهات التنازل عن حقوق الأكثرية،
لأنه تنازل عن شيء هو ملك لجميع الامة.
وإننا ندعو الشعب العراقي الأبي للقيام بمسئوليته الشرعية
والإنسانية، وبمختلف الطرق السلمية، والمطالبة الجادة والحثيثة ليكون
رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من الاكثرية وكذلك سائر المناصب ـ وحسب
نسبتهم الواقعية ـ، ورفض ما سوى ذلك رفضاً قاطعاً.
وعلى أهل العلم والجامعيين والمثقفين القيام بواجباتهم الدينية
ومسؤولياتهم التاريخية بتثقيف الناس و تعليمهم مسائل دينهم وأمورهم
السياسية والزمنية، فقد ورد في الحديث الشريف: «العارف بزمانه لا تهجم
عليه اللوابس».
كما ينبغي على الجميع التوجه الى الله تعالى بالدعاء، لإصلاح الأمور
فقد قال سبحانه: «قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ»،
والتوسل بالمعصومين محمد وعترته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
ولاسيما مولانا الإمام المهدي عج الله تعالى فرجه الشريف لزوال الكربات
وإنقشاع المآسي والمظالم.
والله ولي النجاة، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة الا
بالله العلي العظيم. |