سباق محموم يجري بين كل اطراف اللعبة في المشهد العراقي قبل موعد
ما يسمى استلام السيادة او السلطة للحصول على اكبر قدر ممكن من
الكعكة التي لحد هذه الساعة يتقاسمها الاكراد والسنة وهذا الاخير بعد
عن استطاع ان ينتزع لنفسه "كعكة العراق" من تحت الطاولة وبمباركة
عربية رسمية وغير رسمية وباتفاق غير معلن مع الجانب الامريكي اخذ
يتفرج ويراقب عن بعد المشهد مبتسما ضاحكا تارة وساخرا تارة اخرى لامر
لا يخفى على احد من المطلعين على اصول اللعبة..
فيما الشيعة بقوا خارجها اشغلهم السني والامريكي بحرب غبية ومعركة
وهمية يكون الخاسر الاكبر فيها هم الشيعة انفسهم .. فالسنة غدوا في
نظر الاعلام العربي وفضائياته الممسوخة وخاصة الجزيرة والعربية رمز
المقاومة و سـ"يخلدون " في التاريخ كمقاومين وطائفة (قاومت )
الاحتلال والاستعمار فيما الشيعة في نظرهم ليسوا الا عملاء واداة
منفذة لهم وهو امر صرح به مرارا وتكرارا رؤوس "هيئة" البطش
والعبث وتتناوله باستمرار مواقع الارهاب السلفي والشوفينية العربية
على صفحات الانترنيت مهما قدموا من تضحيات ومهما سعت فئة محدودة في
الجانب الشيعي لاثبات عكس ذلك عبر المغامرة الغير محمودة النتائج
والدخول في حرب شرسة مع الامريكان لم يخضها حتى السنة انفسهم خلال
سنة او اكثر من عمر الاحتلال وتقديمهم ـ الشيعة ـ الشهداء وخلال فترة
قصيرة باعداد لم يصل اليها عدد "قتلاهم" لو صعدوا عنان السماء دمرت
حتى مقدساتهم وتم تدنيسها بصورة وحشية شاهدها كل العالم..
هذه اللعبة الخبيثة اجاد ادارتها الاكراد والسنة معا
وبطريقة ناجحة اتت اكلها وهم مستمرين في تحقيق المكاسب وانتزاع
الكعكعة كلها لانفسهم وترك الشيعة يلتهون في الحروب الجانبية
والمعارك (الجهادية) التي يصفق لها بعض الجهلاء ويدعوا الى تصعيدها
اقوام خارج العراق غير مصدقين انهم وجدوا من هو غير ناضج متخبط في
مواقفه "كّل" حتى على نفسه فكيف بشيعته ينفذ لهم بحرفية
ما يريدون غير اَبهين بالدماء البريئة والسخية التي تذهب هدرا على
مسلخ الاخرين ومن اجل اجندة دول اقليمية ترى في دماء العراقيين وخاصة
الشيعة "بضاعة" رخص التراب يمكن تسويقها وتجييرها من اجل ما
يدّعون "اغراق" المحتل في المستنقع العراقي افضل من ان يغرق في
مستنقعات اخرى قد تتحول الى "منتزهات" يصعب اخراجها الا بزوال
كراسيهم وزعاماتهم وحتى شعاراتهم وصخبها الردئ دعك عن امور اخرى من
قبيل عدم اعترافهم به وبافراده كمقاومين بل "ميليشيا" تابعة
لـ"فلان" تتداولها الفضائيات كافة بلا استثناء منها تلك المحسوبة على
"الشيعة" .. وكأن الله كتب على شيعة العراق ان يكونوا دائما وقود
وحطب لمحرقة الاخرين لايجنون الا الخراب والدمار والفقر وأرتال قوافل
من الايتام والمرملين فيما تلك البلدان تبقى تزخر في العمران
والتنمية وتتمتع بخيرات ـ منها عراقية ـ وازدهار وامن وامان..
واليوم ومع اقتراب موعد تقاسم الكعكة تتراقص الافاعي لقضم اكبر
قطعة منها ولو على اصوات المدافع وهدير الصواريخ التي تقع على
النجف وكربلاء المقدستين وعلى الدماء الطاهرة والبرئية التي
سفكت في محراب مسجد السهلة وعلى عويل وآهات يتامى وثواكل الشيعة..
الطالباني والبارزاني وفي لعبة مكشوفة يتراقصان للاستيلاء على ما
تبقى من تلك الكعكة غير مبالين بانها ممزوجة بدماء "الشيعة"
وابناء المقابر الجماعية يطلبان المزيد امعانا في الاذلال وتماشيا مع
ما يفعله الطرف الخفي الذي يقف خلفه الطائفيون والبعثيون وحلفاءهم
يدا بيدا مع جماعات القتل يدعمهم الابراهيمي..
فالاكراد الذين لايمثلون الا 18 بالمئة من مجموع السكان وقد
استقلوا منذ سنوات بمنطقة "كوردستان" وضمنوا لانفسهم حقوقهم
يطالبون اليوم بمنصب سيادي كرئيس للدولة او رئيس الوزراء! ويواصلون
بكل وقاحة وانانية وعنجهية الضغط والابتزاز من اجل تحقيق ما يطمحون
اليه رغم انهم يعلمون انه ليس من حقهم ذلك ولكن وجدوا في صاحب الحق
الذي هو اولى به في ضعف ومسكنة ومهازل لاترقى الى مستوى الذوق
السياسي وبعيد عن التحديات التي تهدد كيانه فاستباحوا لانفسهم كل شيء
حيث مال "السايب" ماله صاحب فطالبوا بحق غيرهم وبدأوا
بالمناورة الماكرة..
اما الطرف السني فان الامر لا يمثل بالنسبة اليه شيئ ما دام
ان العودة الى السلطة اصبحت بالنسبة له على قاب قوسين او ادنى مع
دخول مشروع الابراهيمي المسمى بحكومة "تكنوقراط" او
"النزاهة والتخصص"!! رغم ان المؤشرات كلها تدل على انها مشروع
"لعبة المحاصصة" يستبعد منها الشيعة من كل المناصب السيادية يشرف
عليها شخصيا الابراهيمي وبايعاز وتدخل من جانب الدول العربية وخاصة
المجاورة .. ولعل مطالبة اخواننا التركمان بمنصب سيادي ـ رئيس وزراء
او نائب رئيس ـ وست وزارات تكشف بوضوح ان مشروع الابراهيمي يسير نحو
تهميش الشيعة اكثر واكثر عبر ادخال قوى ليس لها وزن سكاني وجغرافي في
اللعبة ضمن عملية خلط الاوراق والعودة الى لعبة المحاصصة من النوع
الاخطر ـ وهو الاخطر الابراهيمي ـ يسهل له امر ضرب الشعية واخراجهم
من لعب دور اي رئيسي في السلطة ومفي مستقبل العراق السياسي ولا
نستبعد غدا ان يطالب اليزيديون والمسيحيون والمندنائيون وحتى عرب
الارهاب
القادمون من خلف الحدود بحصة الاسد ومناصب اكثر من وزارية ..
وامام هذه التحديات والمطالبات الظالمة اجد ان الفرصة مواتية
للشيعة لاعلان كيانهم الخاص وكل العناصر اصبحت مكتملة للانفصال بفضل
مشروع الابراهيمي وببركة "الكاكوات " و"الماموات"!
وتهافتهم على الكعكة المصنعة من دماء الشيعة وعظام ابناء المقابر
الجماعية!.. ويبقى على المجلس السياسي الشيعي الاتخاذ الموقف السليم
والحكيم والمبادرة دون تمهل لعقد مؤتمر عام وشامل يدعى اليه كافة
الاطراف الشيعية واخص هنا بالتحديد جماعة السيد عبد العزيز الحكيم
والمدرسيين، وهذا الاخير له باع طويل في السياسة ويعرف من اين تؤكل
الكتف فلا تهملوهم ..
والتأخير ليس من صالحنا والظروف غدت ناضجة بعد ان تماد القوم في
نهج التهميش ولا يريدون للشيعة خيرا .. ان المجلس مدعوا اليوم اكثر
من اي يوم اخر لوضع اللمسات الاخيرة على مشروع الكيان الشيعي المستقل
ولا يثنيكم اولئك الذين يدعون الى الوحدة على حساب دماء الشيعة
ومستبقلهم ومصيرهم... سوف يتهمونكم بالطائفية وهم الطائفيون
ويتهمونكم بكل ما يوجد في قاموس الاتهام دعوهم يفعلوا ما يشاؤون فقد
فعلوها عندما انتفضتم في الشعبانية وذبحوكم وهم يرفعون على دباباتهم
"لاشيعة بعد اليوم" ودفنوا المئات الالاف بالمقابر الجماعية ولم
يتهمهم احد حينذاك بالطائفية فهم مارسوها بدون وجه حق لان "الجنوب"
وابناءه شيعة .. واليوم يتراكضون على "القصعة" والكعكة
ليثبتّوا "طائفيتهم" وعنصريتهم بمنهجية قذرة ولم يتفوه احد
ليقول لهم لا تبخسوا حق الشيعة فهم الاكثرية .. فهيا اخوتي الى
خيرالعمل تنقذوا به ابناءكم واحفادكم واجيال قادمة تنتظر المولود
الطاهر الذي يريد ان يرى النور قريبا وقريبا وينموا بعده على الفطرة
السليمة يكون هو النموذج الاكثر صدقية في الديمقراطية والحرية
والعدالة والتنمية الاقتصادية والبشرية وبعيدا عن نهج اؤلئك
الارهابيين والقتلة من اتباع ابن تيمية وابناء المثلث البعثي
وحلفاءهم ..
|