يوم الجمعة كان الأخير في المواجهات التي اندلعت في وقت سابق
واستمرت أسابيع بين قوات الاحتلال وقوات السيد مقتدى الصدر في كربلاء..
في هذه الجمعة صلى العراقيون في صحن الإمام الحسين (ع) تلبية لنداء
سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، ثم خرجوا في تظاهرة واسعة
ربما ضمت المئات للتعبير عن رغبتهم بعودة السلام والوئام إلى مدينتهم،
وقد رفعوا شعارات كان بينها: ( كربلاء حمامة سلام فلا تذبحوها) ويبدو
أن القوات الأمريكية فهمت الرسالة جيداً، فمطالب المرجعية الدينية هذه
تعني أن هناك تحولا في الموقف الشيعي قد يتدرج نحو مواجهة مسلحة شاملة
قد تمتد إلى أماكن خارج العراق، سيما وأن أكثر من عشرة آلاف شيعي
لبناني وغيرهم في إيران قد خرجوا في تظاهرات كبيرة للتعبير عن غضبهم ضد
ممارسات قوات الاحتلال..
المهم أن القوات الأمريكية قد انسحبت من مدينة كربلاء، غير أنها
عاودت الانتشار فيها وبشكل مكثف مساء اليوم نفسه، لتقوم بعمليات دهم
واعتقالات لبعض المطلوبين قبل أن تنسحب بعد ساعات من دخولها.. جيش
المهدي من جانبه أصدر بيانا استنكر فيه مطالبة أهالي المدينة من كافة
المسلحين الخروج منها، وجاء في البيان الذي كان شديد اللهجة ( إنهم
أحفاد أولئك الذين قاتلوا الحسين) في إشارة للتظاهرات التي خرجت
تطالبهم بإلقاء السلاح، فيما هاجم بعضهم وكيل السيد السيستاني في
كربلاء( الشيخ مهدي الكر بلائي) واتهمه بالعمالة لأمريكا، ولكن يبدو أن
المطالبة بالسلام جاءت من الشارع الكر بلائي أولاً فارغم عليها
الأمريكان وجيش المهدي على السواء، ولم يكن أنصار السيد مقتدى الصدر في
وضع جيد حين اضطروا لوقف المعارك، فقد خسروا مقراتهم والكثير من
عناصرهم، ونقل شهود عيان أن أكثر من 57 من ميليشيا السيد الصدر قد
قتلوا ، بينما يذهب آخرون إلى أكثر من ذلك ..
المخاوف من تجدد القتال ما زالت تسيطر على السكان طالما أن وقفه لم
يتم على شكل هدنة معلنة بين الطرفين، وخصوصاً أن قتالا عنيفاً ما زال
دائراً بينهما في مدينة النجف الشيعية القريبة..
ورغم ما شهدته شوارع كربلاء من حركة تجارية واضحة في أسواقها، إلا
أن الوضع لم يعد بعد لحالته الطبيعية، في وقت بدا مقدار الضرر كبيرا في
الفنادق والمحال التجارية ، بل وحتى المدارس جراء القتال العنيف التي
شهدته المدينة..
على ذات الصعيد أبدى السكان ارتياحاً واسعاً وهم يشاهدون سيارات
الشرطة ورجالها يجوبون شوارعها مرتدين الدروع الواقية.
من جانب آخر قام بعض الأفراد من منظمة بدر والشرطة العراقية بتطهير
مركز مدينة كربلاء من بقايا المعركة حيث رفعوا عشرات الصواعق ومادة
التي أن تي والمتفجرات التي صنعت محلياً منها..
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
  |