إفتتح الرئيس التونسى زين العابدين بن على اعمال القمة العربية
الدورية الرابعة (الدورة السادسة عشرة العادية) التى بدأت أعمالها ظهر
أمس بقصر الموتمرات بالعاصمة التونسية بحضور 13 من الزعماء والقادة
العرب وتسعة من رؤساء الوفود على مستوى رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية.
وحضر الجلسة الافتتاحية للقمة العربية عدد من الرؤساء العرب وقد
إنسحب الزعيم الليبي معمر القذافي من إجتماع القمة العربية أثناء إلقاء
الامين العام لجامعة الدول العربي عمرو موسى كلمته في جلسة
الافتتاح،كما أعلن القذافي رسمياً إنسحابه من القمة إحتجاجاً على جدول
أعمالها.
وأعلن الرئيس زين العابدين بن على فى بداية الجلسة عن إفتتاح الدورة
السادسة عشرة للقمة مرحبا بالقادة العرب وموكدا اعتزازه باستضافة بلاده
للقمة وبضيوف الموتمر ونوه بجهود الامين العام لجامعة الدول العربية فى
دفع مسيرة العمل العربى المشترك .
وقال ان انظار الامة العربية تتجه الى المؤتمر وتتطلع الى قرارات
مهمة مشيراً الى تعميق التنسيق حول القضايا الجوهرية لدفع قرارات القمة
الى المستوى الذى يلبى طموحات الامة العربية ، واعرب عن امله فى ان
يكون الاجتماع ترسيخا للتعاون العربى والنهوض بالعمل العربى وتعزيز
مصداقية كل الميادين موءكدا الى ادراك القادة العرب للتحديات والظروف
الدقيقة والمتغيرات الدولية التسارعة .
وأعرب عن تقديره لكل المبادرات التى قدمت لاصلاح العمل العربى
ولجهود الامين العام فى هذا الصدد داعيا الى ترسيخ الوفاق العربى ودعم
التنمية ، وأكد الرئيس التونسى ان القضية الفلسطينية تشكل مصدر انشغال
عظيم لما تطرحه من مخاطر تهدد الامن والاستقرار فى العالم العربى خاصة
بعد تمادى اسرائيل فى اعتداءاتها على ابناء الشعب الفلسطينى مخلفة
كثيرا من الضحايا .
ودعا القادة العرب الى الوقوف دقيقة حدادا على ارواح الشهداء
الفلسطينيين،وأكد ادانته ورفضه لاغتيال القيادات السياسية واستهداف
المدنيين الابرياء ودعا الى تضافر الجهود الدولية لاخراج عملية السلام
من انتكاستها وطالب بتكثيف المساعى لدى الامم المتحدة والاطراف الدولية
حتى تتحمل مسوولياتها لتنفيذ خارطة الطريق وحل القضية حلا عادلا ودعا
الاطراف الدولية الى تكثيف جهودها لوقف الممارسات الاسرائيلية وتنفيذ
خارطة الطريق ووقف بناء الجدار العازل .
كما طالب باسترجاع سوريا ولبنان كامل اراضيهما المحتلة واكد ضرورة
استعادة العراق لسيادته فى اقرب الاجال وممارسة الامم المتحدة
مسوولياتها والحفاظ على كرامة الشعب العراقى وتمكينه من بناء موسساته
والتفرغ لاعادة اعمار بلاده .
وأكد الاهتمام بحقوق الانسان طبقا لما جاء فى قرارات الامم المتحدة
والميثاق العربى لحقوق الانسان وترسيخ قيم الحوار والتسامح موكدا ان
هذا الميثاق سيساعد الشعوب العربية على رفع مكانة المرأة وتعزيز دور
المجتمع المدنى .
واكد الرئيس التونسى زين العابدين بن على رفض جميع اشكال التعصب
والتطرف والاسهام النشيط فى مكافحة الارهاب ومعالجة اسبابه العميقة
وخاصة الفقر والاقصاء والتهميش وسياسة الكيل بمكيالين فى التعاطى مع
القضايا الدولية، دعا الى حوار بين الدول يقوم على اساس جعل التعايش
بين جميع الشعوب سبيلا لاقامة عالم اكثر امنا واستقرارا .
كما دعا الى اكساب العمل الاقتصادى العربى المزيد من الفعالية
وتعزيز القدرة التنافسية وبارك الخطوات التى قطعت لاقامة منطقة التجارة
الحرة العربية واكد مساندة خطوات اقامة السوق العربية المشتركة ، كما
دعا لتنسيق العمل فى قطاعات العلوم والنهوض بالموارد البشرية فى شتى
ميادين المعرفة باعتبارها عاملا اساسيا لتقدم الامة ، واعرب عن ثقته
بان الدول العربية وحكوماتها وقطاعاتها الخاصة ستسهم فى سد الفجوة
العلمية مع العالم .
ودعا الى الخروج بروية موحدة تكون منطلقا لخطة مستقبلية موكدا
القدرة على تحقيق الاهداف النبيلة من خلال الثقة ومصداقية الدول
العربية والعمل لاعلاء مكانة الامة العربية بين سائر الامم .
وقد تحدث عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية فاشار الى
ان الامة انتظرت هذا اللقاء وهى تعيش حالة احباط وغضب وهى تترقب عملا
جماعيا لبناء مستقبل من الحرية والديقراطية والتقدم الاقتصادى والرقى
الاجتماعى،واشار الى ان الظروف الراهنة تتطلب من العرب توجيه رسالة
تعبر عن رفضهم احتلال بلدانهم وعزمهم على ان يكونوا جزءا لا يتجزأ فى
تفعيل الحضارة العربية وقاعدة وحدة البشر فى تنوعهم وتراثهم وثقافتهم
وذلك ردا على ما يدور من حديث عن صراع الحضارات .
وطالب بمعالجة ضعف الجامعة العربية فى عالم جديد يتطلب التحديث
والتطور، وقال ان الدبلوماسية العربية تابعت الوضع فى العراق لضمان
تواصله مع بقية اهله فى العالم العربى موكدا ضرورة عودة الامم المتحدة
الى العراق حتى تدفع بالموقف فى الاتجاه الصحيح وتضمن انسحاب قوات
الاحتلال طبقا لجدول زمنى محدد .
وأوضح الامين العام لجامعة الدول العربية فى كلمته ان الدول
العربية تابعت الموقف فى السودان واجراءات السلام والقيام بمشروعات
للتنمية فى جنوب السودان وتابعت كذلك الاوضاع فى دارفور غرب السودان
التى تتطلب مساعدات عاجلة كما تابعت جهود الاستقرار فى الصومال ، وتطرق
الى جهود التطوير والتحديث والاصلاح فى العالم العربى ووصفها بانها
دعوة حق .
وأشار الى وجود مشروعات خارجية تتحدث عن الامن الاقليمى وتستبعد
النزاع العربى الاسرائيلى والقضية العراقية وتسعى الى انهاء دور
الجامعة العربية، وطالب بصياغة موقف جماعى فى اطار الامن الاقليمى
واقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط واقترح ان
تتم مناقشة هذه القضايا من خلال الجامعة .
ودعا الى عدم التفاوض فرادى مع مقدمى هذه المبادرات الدولية وقال
انه قدم مقترحات الى القمة بناء على مبادرات عربية منذ نوفمبر الماضى
فى اطار مقترحات تسعة تتعلق باقامة برلمان عربى ومحكمة امن عربية ومجلس
لمتابعة الامن الاقليمى واقامة بنك عربى للاستثمار والتنمية وتطوير
المجلس الاقتصادى والاجتماعى العربى اضافة الى مقترح لضبط عملية
التصويت فى الجامعة العربية وضمان الالتزام بما يصدر من قرارات
واجراءات تتخذ ازاء عدم الالتزام كما اقترح انشاء هيئة تضم عددا من
مثقفى وعلماء الامة لاثراء ثقافتها وقال ان الامر معروض على القمة
لاطلاق عملية الاصلاح وتنفيذ كافة الاجراءات فى قمة الجزائر.
ثم اعلن عمرو موسى ان القمة تلقت رسائل من الرئيس الروسى فلاديمير
بوتين وكوفى عنان الامين العام للامم المتحدة وعبدالله بدوى رئيس وزراء
ماليزيا رئيس منظمة الموتمر الاسلامى وحركة عدم الانحياز وعبدالله جول
نائب رئيس الوزراء وزير خارجية تركيا واتحاد النقابات العربية ومنظمة
الموتمر الاسلامى العالمى ومن عدد أخر من الاحزاب والمنظمات. |