|
|
مراسل النبأ: حقيقة
ما شاهدت في كربلاء.. سقوط العشرات من الضحايا المدنيين |
عدسة وتقرير: محمد حميد
الصواف |

خاص النبأ/ كربلاء
المقدسة: تشهد مدينة كربلاء المقدسة سقوط العشرات من
المدنيين الذين كانوا ضحايا حرب لا يعرفون اهدافها ولا اسبابها، وقد
اصبحت كربلاء تلك المدينة التي تمتلأ بملايين الزوار مهجورة وخالية
تنتشر في جوانبها الحرائق وفي شوارعها الجثث، وما زال العالم والعالم
الاسلامي ساكتا عما يجري في كربلاء.
ويلقي اليأس بظلاله على سكان كربلاء فالحرب يبدوانه لا تنته قريبا في
المدينة والسكان الذين يعيشون في داخلها قد هجروا بيوتهم الى الاحياء
في بيوت اقاربهم او اصدقائهم، وقد تركوا اموالهم وممتلكاتهم التي يمكن
ان تتعرص للنهب والسرقة في اي لحظة. وقد فقد اهالي المدينة الامل في
عودة الامن والهدوء بعدعجزت كل الوساطات في اقناع الاطراف المتنازعة،
ولا امل يبدو انه يسطل في القريب العاجل.
خلال الأيام الماضية شهدت كربلاء ولا تزال حرب شوارع حامية الوطيس
استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة
والدروع والطائرات المروحية والمقاتلة، وخلفت العشرات من القتلى
والجرحى وألحقت ضررا جسيما بالبنى التحتية والمباني العامة والخاصة .
حيث لم تستثن آلة القتل والتدمير شيء فحتى جدار الصحن الحسيني المقدس
لم يسلم من شظايا الانفجارات, فمن يزور مركز المدينة عليه أولا أن
ينحني من مسافة ألف متر على الأقل، لا لتحية الإمام (ع) الذي اعتاد
العراقيون أن يحيوه من بعيد.. إنما ليتقي رصاصات القناصة شرط أن يكون
سيره ملاصقا للجدران وأن يتحاشى الدخول من شارعي القبلة لمرقدي
الإمام الحسين وسيدنا العباس(عليهما السلام) والأسلم له السير في
الدهاليز القديمة للمدينة. على أن يكون دخوله لسبب مقبول، فقوات
الاحتلال أمرت أهالي المدينة بمغادرتها ليسلموا من القصف والمعارك وإلا
اعتبروا من الأعداء، وجيش المهدي يمنع دخول الغرباء لسببين كما يدعي
أفراده، أولهما عدم تعرض المحال والمباني التجارية للسرقة
والثاني عدم تسلل (العملاء) بعد أن تم القبض على عدد منهم، فالحرب لا
تعرف الرحمة والمعركة مستمرة ولا يوجد بصيص أمل للتهدئة، فكما يبدو إن
الأمريكان يصرون على ما يريدون، بينما أنصار السيد مقتدى ( مستميتين في
الدفاع عن قائدهم ومقدساتهم) حسبما أكدوا مرارا.
بعد أكثر من شهر على اندلاع المواجهات تجد الطرفين أكثر إصرارا وخصوصا
القوات الأمريكية التي استبعدت جميع الحلول السلمية مستغلة الخلافات
الشيعية لكي لا تخلق فلوجه أخرى أو بالأحرى تنازلات جديدة واتفاقيات مع
من تدعي بأنهم خارجين عن القانون ...
بعد منتصف ليلة الأربعاء الثاني عشر من أيار تقدمت صوب المدينة قوة عسكرية
ضخمة تضم القوات الأمريكية والبولندية والبيشمركة الكردية على عدة
محاور هدفها بالدرجة الأساس جامع المخيم الذي يضم مكتب الشهيد الصدر
حيث جرت اشتباكات عنيفة، ولم تسكت صوت البنادق حتى الساعة العاشرة من
صباح اليوم التالي، إذ استطاعت القوات المهاجمة السيطرة على
الجامع بعد مقتل أكثر من عشرة مقاتلين وجرح سبعة، فيما قتل وجرح عدد من
المدنيين، ولم يتسن معرفة عدد القتلى من جانب قوات الاحتلال نتيجة
للتعتيم الشديد من جانبها .
ولكن يمكن القول أن شهود عيان أكدوا إسقاط مروحية أباتشي وإعطاب ثلاث
وعشرون آلية متنوعة. وقد زجت قوات الاحتلال بقوات الشرطة والبيشمركة
صوب منطقة بين الحرمين وجرى اشتباك قصير قتل على أثره اغلب القوات
المهاجمة وأحرقت خمس آليات، انسحبت إثرها قوات الشرطة والبيشمركة
لتعاود الهجوم ثانية عند الساعة الرابعة عصرا ومن شارع العباس(ع)
ولكنها جوبهت أيضا بإطلاق نار كثيف الأمر الذي حملها على
الانسحاب بسرعة ..
جدير بالذكر أن القوات الأمريكية تحاشت استخدام الطائرات المروحية بعد
إسقاط طائرة أباتشي ولجأت لاستخدام الطائرات المقاتلة التي قصفت منطقة
المخيم بعد التفاف جيش المهدي خلفها.
في ذات السياق تعرض مبنى المحافظة والدبابات الأمريكية المرابطة أمام
جامع المخيم لقصف مركز بقذائف المورتر، وتكبدت خسائر جسيمة حيث أعطبت
كما أكد شهود عيان أكثر من خمس و ثلاثين آلية وقتل أكثر من ثلاثين مدني
برصاص القناصة وقصف الطائرات المستمر.
تجدر الإشارة إلى استيلاء جيش المهدي على مبنى فوج طوارئ الشرطة مما
يشير إلى شراسة المقاومة, وقد اشتكى عدد من أهالي المدينة من التعتيم
الإعلامي لأحداث كربلاء حيث شهدنا مشادة كلامية بين مراسل العربية واحد
الأشخاص بعد أن اتهمه الأخير لتقصده عدم تغطيته للأحداث حيث لام
المراسل المسؤلين عن الشبكة نفسهم.

 
 
 
 
 


 
 
 
 
 
 |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الاثنين 17/5/2004
- 27/
ربيع الأول/1425 |
|