أبرز تقرير للخلل التاريخي والإنساني للعلاقة
بين دولة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، حيث دان الكاتب
الأمريكي تشارلز ريس تأييد الولايات المتحدة لممارسات وأساليب رئيس
الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الدموية ضد الشعب الفلسطيني واعتبر
تشارلز ريس أن القتل التي يواجهها الأمريكيين خارج بلادهم تأتي كرد فعل
على الممارسات الإسرائيلية، وأعمال القتل والاغتيال ضد قادة وأبناء
الشعب الفلسطيني وقال على واشنطن الانضمام إلى بقية العواصم في إدانة
عمليات الاغتيال التي يقوم بها شارون إلا أن جورج بوش لا يجرؤ على فعل
ذلك.
وأضاف ريس على الأمريكيين أن يحنوا رؤوسهم من
العار لأن كل مرشح لمنصب قومي يشعر بالاضطرار إلى إعلان ولائه ودعمه
غير المحدود لبلد أجنبي لا تبلغ مساحته أكثر من ولاية نيوجرسي والعجب
كما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين عن دعم سياسة بلده لدولة الكيان
أجاب بسبب نشاط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة؟ ومع الاعتراف
بقصور العرب في الولايات المتحدة لكن هل حقوق الشعوب وقيم العدل
والحرية تخضع للابتزازات والمصالح الظرفية كأن يقال إن الإعلام العربي
لا يخدم قضيته؟ ولكن الآن في ظل التطورات الحاصلة في العالم ألا يشاهد
المواطن الأمريكي والمسؤول الأمريكي ما يجري على الأرض في فلسطين.
ونعود إلى ريس بقوله حان الوقت ليسأل الأمريكيون
هؤلاء المدعين: ما المنصب الذي ترشحون أنفسكم له؟ رئيس الولايات
المتحدة أما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي؟!! ومصالح من تضعون أولاً
مصالح الولايات المتحدة أم مصالح إسرائيل؟! وأكد الكاتب أنه من العار
أن يقوم الكونغرس بتسليم إسرائيل هدية قيمتها (3) مليارات دولار كل عام
في الوقت الذي تحتاج فيه جميع الولايات الأمريكية إلى ميزانية إضافية،
فمستوى المعيشة في دولة الكيان الصهيوني مرتفع وهي تملك عدد من
الطائرات (اف 16) يفوق عددها عدد الطائرات في أي دولة من دول العالم ما
عدا الولايات المتحدة ولديها دبابات حديثة وأسلحة نووية، وأضاف ريس
بالنسبة إلى بوش عليه أن يعرف أنه في كل مرة يؤيد جرائم شارون سيدفع
بعض الأمريكيين ثمن ذلك من دمائهم بسبب دعم بوش الأعمى لشارون الملطخة
يده بدماء الفلسطينيين وستتزايد الكراهية لأمريكا في العالم العربي،
وأضاف أننا لا نحتاج إلى ذلك وعلينا أن نوقف مساعداتنا لإسرائيل.
بدورها انتقدت الأكاديمية الأمريكية هنري سيغمان
دعم بوش لسياسة شارون في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة موضحة أن
من الصعب التصديق أن الأمور تسير حالياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وفق خريطة الطريق، لأن الذي يسعى شارون لتحقيقه هو تجاوز الخريطة
وتقويضها ودفنها، وأضافت أن الهدف الاستراتيجي لشارون منذ عام 1967 كان
ولا يزال تجنب العملية السلمية السياسية بأي ثمن، لأنه يدرك أن نتيجة
هذه العملية يعني عودة إسرائيل إلى حدود 1967 وتجنبها يعني أيضاً
الاستمرار في مصادرة الأراضي الفلسطينية وتعطيل كل الجهود السلمية لحل
الصراع في المنطقة واعتبرت الأكاديمية الأمريكية إجراءات الرئيس
الأمريكي بوش الصريح الذي لم يبخل على شارون بأعطائه حوافز أكبر لخلق
حقائق جديدة وإضافية على الأرض في الضفة الغربية المحتلة يذكر أن أحد
المسؤولين الفلسطينيين قد دعا المجتمع الدولي إلى إدراك التناقض
الجوهري بين العقلية الإسرائيلية القائمة على عدم الاعتراف بالحقوق
الكاملة للشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بالشرعية الدولية، محملاً
الولايات المتحدة مسؤولية تردي الوضع في المنطقة لتأييدها مواقف الكيان
الصهيوني الخارجة على الشرعية الدولية.
aboalibassam@gawab.com |