أبرز تقرير الأمم المتحدة أن الفقر وحمل
المراهقات والأمراض التي تنتقل بممارسة الجنس وفيروس HIV ومرض نقص
المناعة المكتسب (الإيدز تشكل جمعيها تهديداً للنمو، مما يحتم على
المسؤولين مواجهتها كجزء من حرب شاملة على الفقر فيما قال صندوق السكان
التابع للأمم المتحدة في تقرير حالة سكان العالم لعام 2002م أن خمس
سكان العالم هم من فئة الأعمار التي تقع بين سن العاشرة والتاسعة عشر
عاماً، لذا من الأهمية على المجتمعات الاستثمار في برامج تحارب هذه
الآفات.
فيما ذكرت المديرة التنفيذية لصندوق السكان
التابع للأمم المتحدة أنها دعوة للصحوة والاستماع إلى الشباب والاعتراف
بحاجاتهم أنها دعوة للصحوة لزيادة التمويل ونشر المعلومات والخدمات
للشباب، ودعمهم كي يعيشوا حياة صحية ومنتجة وكريمة، وأشار التقرير إلى
أن المراهقين الذي تتراوح أعمارهم من 10 سنوات إلى 19 سنة، يشكلون 1.2
مليار شخص من تعداد السكان العالمي، عدد سكان العالم نحو 6 مليار نسمة
مؤكداً على أهمية إعطاءهم فرص ومهارات بالإضافة إلى توصيل كلمتهم في
خطط تتعلق بالتنمية.
وأضاف التقرير أن نصف هذا العدد هم فقراء و25%
منهم يعيشون في فقر مدقع وبأقل من دولار واحد في اليوم، كما أشار
التقرير إلى أن 82 مليون فتاة في فئة الأعمار الواقعة بين 10 و17 عاماً
سيتزوجون، وهو تطور قد يعطل فرص تلقيهم العلم، كما أن هناك 14 مليون
مراهق، من المتزوجات وغير المتزوجات، ينجبن طفلاً كل عام، منهن عدد
كبير يواجهن عمليات إجهاض غير آمنة، كما يصبن بأمراض متصلة بالإنجاب
وأظهر التقرير أن نصف حالات الإصابة الجديدة بفيروس الإيدز وعلى الأقل
ثلث 333 مليون حالة جديدة من أمراض تنقل بممارسة الجنس تصيب أفراداً
يبلغون 15 – 42 عاماً فيما أشار التقرير إلى أن الفقر هو عامل في نشر
فيروس HIV لأن بعض الفتيات يبعن أجسادهن مقابل المال من أجل تغطية
الأقساط المدرسية أو مساعدة عائلاتهن وذكر التقرير في الصومال هناك 26%
منهن في سن المراهقة سمعنا بالمرض، فيما 1% عرفن كيفية حماية أنفسهن
منه وخلص التقرير إلى أن الاستثمار في مجال الصحة والتعليم سيساعد
الدول على المدى الطويل.
وفي الإطار نفسه اتهم نشطاء ومنظمات حقوق
الإنسان كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بأنهما أصبحتا
من المجموعة التي تضم دولاً مثل سيراليون وسيريلانكا والسودان
وأفغانستان التي تستخدم الأطفال دون سن الثامنة عشر في الصراعات
المسلحة وذكرت رابطة وقف استغلال الأطفال في الأعمال العسكرية أن أكثر
من 500 ألف طفل وطفلة في أنحاء العالم تم تجنيدهم في قوات حكومية وشبه
حكومية، وفي حركات تمرد، وأضافت المنظمة في تقرير لها صدر مؤخراً أن
300 ألف من هؤلاء الأطفال على الأقل أدوا دوراً نشطاً في هذه الصراعات
أو تم استخدامهم كخدم أو رقيق لممارسة الجنس معهم، وكانت المنظمة قد
عقدت مؤتمر في شهر يونيو الماضي في كل من جنوب أفريقيا والولايات
المتحدة، دعت فيه الى توقيع مزيد من الدول على المعاهدة الجديدة لمنع
استغلال المقاتلين الأطفال، وأوضحت أنه على الرغم من أن 81 دولة قد
وقعت على البروتوكول الاختياري لمعاهدة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق
الطفل، إلا أن خمس دول فقط منها هي التي اقرتها في قوانينها الداخلية،
ويمنع هذا البروتوكول الأطفال تحت سن الثامنة عشرة من الإشتراك في
الحروب بأي شكل من الأشكال كما يدعو الدول إلى رفع سن التجنيد.
ويحظر التجنيد الاجباري، وفي تقرير شمل 180 دولة
انتقدت المنظمة بريطانيا لإبقائها على عمر الستة عشر عاماً حد أدنى
للتجنيد التطوعي، ولكونها الدولة الأوروبية الوحيدة التي ترسل بانتظام
جنوداً في السابعة عشر من عمرهم أو دون ذلك إلى القتال، على الرغم من
عدم السماح لهم حتى وفقاً للتشريعات الوطنية بالإدلاء بأصواتهم في
الانتخابات أو الالتحاق بالشرطة وهم في هذه السن المبكرة، كما كشف
التقرير عن حالات من التحرش الجنسي والإذلال، يتعرض لها صغار السن من
المجندين في بريطانيا وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية
أرسلت جنوداً في سن السابعة عشر من عمرهم إلى حروب الخليج والصومال
والبوسنة كما قام سلاح البحرية الأمريكي بتنظيم دورات تدريبية لأطفال
من الذكور والإناث في سن الثامنة فقط من عمرهم حصلوا فيها على الزي
العسكري وتقلدوا رتباً عسكرية، كما أشتركوا في تدريبات خاصة بالبحرية
واستخدام البنادق. |