عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه
السلام): (أما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك
حيث لا يحتمل أحدٌ أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدٌ أحداً،
ووقَتْكَ بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى
وتكسوك، وتضحي وتظلّك، وتهجر النوم لأجلك، ووقَتْك الحرّ والبرد، لتكون
لها، فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه...).
اتفقت معظم الأبحاث والدراسات في مجال تنشئة
وتربية الأطفال على أهمية وتأثير الوالدين على نمو شخصية الطفل، فطريقة
التربية التي يتبعانها هي التي تحدد طبيعة نشأة وشخصية الطفل. وخصوصاً
دور الأم فهو أكبر من دور الأب في التربية وذلك لأن الطفل.. يُخلق في
رحم أمه.. وينشأ في حضنها، ويفتح عينيه للحياة في وجهها، ويترعرع في
كنفها، ويتعلم المشي على يديها، ويتعلم النطق من كلماتها وأحاديثها،
ويعرف الأمور من خلالها، ويقتدي بتصرفاتها وأخلاقها ويتتلمذ في مدرستها.
وبالتالي.. فالطفل جزء لا يتجزأ من أمه، لحمه
لحمها، ودمه دمها، وروحه روحها، وحب حبها، وبغضه بغضها، وسيرته سيرتها،
وأفكاره أفكارها.
وكيفما تكون الأم.. يكون الطفل.. فإن كانت صالحة
نتج عن ذلك ابن صالح، وإن كانت سيئة لا تنبت غير ولد السوء.
إذن الأم تشكل العامل المؤثر والفعال في عملية
التربية وهي ذلك السر الأكبر
فالأم مدرسة إن أعددتها أعددت جيلاً طيب الأعراق
كما قال الشاعر وتلك هي مسؤولية المجتمع والزوج
معاً.
وإذا كان لا بد للأطفال أن يدخلوا في مدرسة الأم
سنين طويلة فإن ذلك يعني أنه لا بد من الاعتناء والاهتمام بهذه المدرسة،
ولا بد من التوجه المركز إليها، وصيانتها، وتشذيبها من المساوئ وجعلها
نموذجية في المنهج والبرنامج.
وذلك باحترامها وعدم سحق قراراتها والتشاور
والتحاور معها في عملية التربية فاحترامها يزيدها وزناً وأهمية بالغة
تكون لها خير رأسمال، وتعطيها قوة في الشخصية ومتانة في التأثير.
وأيضاً تزويدها بالثقافة التربوية من خلال
تشجيعها على المطالعات التربوية الكثيرة بحيث تصبح بمستوى خبيرة
ومستشارة تربوية.
وأيضاً اعطاءها الوزن الثقيل خصوصاً عند الأبناء
والترفيع من شأنها في البيت بحيث لا يتجاوز أي من الأطفال خارج حدوده
عليها، وحث الأطفال على طاعة أمهم، وتبيين حقوقها عليهم وعظمتها عند
الله.
والجنة تحت أقدام الأمهات. |