عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى
يستقيم لسانه، فمن أستطاع منكم أن يلقى الله وهو نقي الراحة من دماء
المسلمين وأحوالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل..).
يعتبر اللسان قطعة صغيرة بالنسبة لحجم الجسم عند
الإنسان، لكنه أخطر جزء فيه وبه يتم النطق الذي هو من أهم مميزات
الإنسان عن بقية الكائنات، وإذا تطرقنا أكثر نجده الأكثر استعمالاً وبه
يتم جميع معاملات الإنسان وتفاهمه وتعليمه وتطوره، ولا يخفى على
الأدباء والإعلاميين مدى تأثيره الإعلامي في النفوس وسحر التفاعل معه
فصدق القائل: إن من البيان لسحراً).
فلا يختلف أثنان في أهمية اللسان وخطورته وضرورة
صونه وتعويده على الخير فعن الإمام الباقر (عليه السلام) كان علي بن
الحسين (عليه السلام) يقول لولده: (اتقوا الكذب الصغير منه والكبير، في
كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير..).
فالإمام (عليه السلام) عندما يوجهنا بتربية
اللسان على الصدق وترك الكذب يولي الاهتمام الأكبر على الصغار لأن من
شب على شيء شاب عليه، فهم أكثر استعداداً لتلقي التربية الصالحة وأسرع
تأثراً بها، فطوبى لوالدين أعانا ولدهما على برّهما.
وهناك وصايا مفيدة في ذلك:
1- معاملة الطفل معاملة حسنة وترشيده بلطف.
2- التأكد من أن اللفظ الذي قاله فعلاً غير لائق،
حتى لا تنجم عن ردة الفعل سلوكيات شاذة وألفاط أشد، فمثلاً لو نطق
بكلام وهو يصيح أو يبكي، أو يعبر عن رفضه ومعارضته كقوله (لا اريد)
لماذا تمنعوني هذه كلمات تعبر عن رأي وليس تلفظاً غير لائق.
3- مراقبة اللغة المتداولة في محيطه الواسع،
والتأكيد على عدم استخدام السيء حتى في اللعب والهزل.
وإذا تلفظ الطفل بلفظ غير لائق: يجب على المربي:
1- التظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطى للكلمة
سلطة وأهمية فتجعلها سلاحاً يشهره متى أراد.
2- مدح الكلام الجميل.
3- تعليمه الأسلوب اللائق في الرد.
4- تبديل اللفظ وتحويله بتعديل بسيط بإضافة حرف
أو حذفه أو تغيير حرف، أو تصحيح اللفظ لدى الطفل موهماً إياه بأنه أخطأ.
ويجب تجنب أمور أيضاً:
1- الرد بعنف وغضب.
2- تعليمه كلاماً غير لائق في الصغر.
3- قبول اللفظ أحياناص ورفضه أحياناً أخرى، بل
يجب الثبات على الأمر كما ينوه الإمام الباقر (عليه السلام) لا في
الصغير من الكلام ولا في الكبير ولا في الجد ولا في الهزل فالكلام
القبيح قبيح لا مجال لتجميله.
وهناك حكمة عن الإمام زين العابدين علي بن
الحسين (عليه السلام) ما أجمل أن نتعملها ونعيها وبدورنا نوصلها الى
الأجيال القادمة فعنه (عليه السلام) (إياك أن تتكلم بما سبق الى القلب
إنكاره وإن كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه شراً يمكنك أن توسعه
عذراً.
وأجعل من هو أكبر منك بمنزلة الوالد، والصغير
بمنزلة الولد، والترب بمنزلة الأخ، فأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره؟.
وإن عرض لك الشيطان أن لك فضلاً على غيرك فأنظر:
إن كان أكبر منك فقل: قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني.
وإن كان أصغر منك، فقل: قد سبقته بالمعاصي
والذنوب فهو خير مني.
وإن كان تربك فقل: أنا على يقين من ذنبي وفي شك
من أمره فما لي أدع يقني لشكي.
وإن رأيت الناس يعظموك فقل: هذا فضل أخذوا به.
وإن رأيت منهم جفاء فقل: هذا لذنب أحدثته.
فإنك إن فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك، وكثر
أصدقاؤك، وقل أعداؤك وفرحت ببرهم، ولم تأسف على جفاء من جفاك)
اللهم أهدنا من عندك وأفض علينا من فضلك. |