أصدر معهد السياسة العامة والتفاهم – وهو مركز
أبحاث مسلم أمريكي مقره ولاية مشيجان الأمريكية – في السادس من مارس
الحالي دراسة تعد الأحدث من نوعها عن خصائص وتوجهات توجهات مسلمي
أمريكا نحو عدد من القضايا الدينية والسياسية الهامة.
وتوصلت الدراسة إلى أن 93 % من مسلمي ديترويت
يجمعون على أهمية النشاط السياسي والاجتماعي، وينظرون إلى التسجيل في
السجلات الانتخابية كتعبير أساسي عن رغبتهم في المشاركة السياسية، كما
أن 68 % من المترددين على مساجد ديترويت مسجلين في السجلات الانتخابية
الأمريكية، ويؤيد 87 % من قادة مساجد ديترويت مبدأ المشاركة في العملية
السياسية، مما يبرهن على رفض مسلمي ديترويت للعزلة السياسية
والاجتماعية.
في الوقت ذاته توصلت الدراسة إلى أن 85 % من
المترددين على مساجد ديترويت يعارضون سياسية إدارة الرئيس جورج دبليو
بوش.
وقد ركزت الدراسة الجديدة على مدينة ديترويت
بولاية مشيجان الأمريكية، والتي تعد مركز أساسيا من مراكز تجمع
المسلمين بالولايات المتحدة، وشملت الدراسة قيادات 33 مسجدا بديترويت،
و1298 مسلما من المترددين على مساجد المدينة.
وقالت الدراسة أن متوسط عدد المترددين على كل
مسجد من مساجد ديترويت هو 473 شخصا وهو رقم يفوق متوسط عدد المترددين
على كل مسجد من مساجد الولايات المتحدة والذي يبلغ 292 شخصا، وأوضحت
الدراسة أن أعداد المترددين على كل مسجد زادت في 85 % من مساجد ديترويت
خلال الأعوام الخمسة الماضية بسبب زيادة أعداد معتنقي الإسلام أو
المهاجرين.
وفيما يتعلق بالخصائص البشرية لمساجد المدينة،
ذكرت الدراسة أن مساجد ديترويت تتميز بالتجانس العرقي على عكس بقية
مساجد أمريكا التي تتميز بالتنوع العرقي، إذ يأتي غالبية المترددين على
33 % من مساجد ديترويت من جنوب أسيا، و30 % من مساجدها من العالم
العربي، و18 % من مساجدها من الأفارقة الأمريكيين.
وذكرت الدراسة أن عدد معتنقي الإسلام بمدينة
ديترويت هو 12.2 شخصا تقريبا بكل مسجد خلال العام الماضي، وهو رقم يقل
عن المتوسط السنوي لعدد معتنقي الإسلام بمساجد أمريكا (16.3 شخصا)،
وأرجعت الدارسة ذلك إلى انخفاض معدل اعتناق الإسلام في أوساط الأفارقة
الأمريكيين بالمدينة، والتي يأتي 41 % من عدد معتنقي الإسلام الجدد بها
من الأمريكيين ذوي الأصول الأوربية.
وأشارت الدراسة إلى حداثة مساجد ديترويت إذا تم
تأسيس غالبيتها منذ عام 1980.
وقالت الدراسة أن المتوسط أعمار المترددين على
مساجد ديترويت هو 34 عاما، كما أنهم يتميزون بكونهم من المتزوجين
والآباء والمهاجرين وأصحاب الشهادات الجامعية والدخول المرتفعة، وتقول
الدراسة أن 51 % من المترددين على مساجد ديترويت هاجروا لأمريكا بعد
عام 1980، ويأتي المهاجرون من 42 دولة مختلفة.
كما تبلغ نسبة أبناء الجيل الثاني بمساجد
ديترويت مقارنة بمجموع المترددين عليها بحوالي الخمس.
وفيما يتعلق بتوجهات المسلمين نحو المساجد، ذكرت
الدراسة أن غالبية المترددين على المساجد تربطهم علاقات إيجابية
بمساجدهم، كما يترددون عليها بشكل منتظم، ويشعرون بالانتماء القوي
نحوها، وإن كانت تقل تبرعات نصفهم عن 39 دولارا شهريا.
وقالت الدراسة أن المترددين على مساجد ديترويت
يجمعون على احترام سلطة القرآن التشريعية، ولكنهم يختلفون حول أسلوب
تفسيره، إذ تفضل النسبة الأكبر منهم (38 %) إتباع منهجا مرنا في فهم
الإسلام، كما تتبع نسبة كبيرة منهم (28 %) أحد المذاهب التقليدية،
وتفضل مجموعة ثالثة (25 %) عدم إتباع مذهب بعينه والاستفادة من المذاهب
المختلفة.
ويتحد المترددون على المساجد في إيمانهم بضرورة
التعاون والوحدة بين السنة والشيعة.
كما توصلت الدراسة إلى أن مساجد ديترويت تتميز
بالنشاط بشكل عام في تنظيم الأنشطة الدينية، والمدارس النظامية، وتقديم
الخدمات الاجتماعية، وتنظيم الأنشطة السياسية، ولكنها تعتبر أقل نشاطا
في مجال الأنشطة الإسلامية والاجتماعية إذا قارناها ببقية مساجد أمريكا،
في حين أنها أكثر نشاطا على المستوى السياسي.
وقال الدراسة أن متوسط عدد الأئمة المدربين في
مساجد ديترويت هو أعلى من المتوسط العام بالولايات المتحدة، وإن كان
معظم أئمة ديترويت تقريبا حصلوا على تدريبهم في العلوم الإسلامية خارج
الولايات المتحدة.
وقد أشرف على الدراسة الدكتور إحسان باجبي
الأستاذ بجامعة كنتاكي الأمريكية وعضو مجلس إدارة مجلس العلاقات
الإسلامية الأمريكية (كير)، وكان د. باجبي قد أشرف في عام 2000 على
دراسة عن خصائص المترددين على المساجد تعد الأوسع من نوعها إذا تناولت
عينة ضخمة شملت قيادات 416 مسجدا يمثلون جميع الولايات الأمريكية.
|